المركز الخبري لجريدة السيمر الإخبارية / الثلاثاء 09 . 02 . 2016 — بات في حكم المؤكد ان الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، يسير على خطى الدكتاتور العراقي المخلوع صدام حسين، في شنّه الحروب على دول الجوار، مع الاستعانة بماكنة دعائية لتمجيد الوحشية والدموية، والقتل، بقصائد المدح والتقديس التي اعتاد الشعراء على إلقائها في حضرة الحكّام.
ففي رسالة وردت الى “المواطن الصحافي”، ثمة مقطع فيديو لشاعر سعودي وهو يلقي قصيدة طائفية امام الملك سلمان، في إشارة الى ان هذه الأنظمة “المظلمة” تجد في الاعلام، النافذة التي تجمّل فيها أعمالها الدموية، وفي ذات الوقت، الوسيلة للتحريض على الفتنة الطائفية، والمذهبية، ناهيك عن ارتدائها عباءة الدين ومنابر الفتوى.
القصيدة التي ألقاها الرائد مشعل بن محماس الحارثي، وهو عسكري سعودي في مهرجان الجنادرية في 3 شباط 2016، وأخرجت دموع الملك سلمان من بين جفنيه، شهادة واضحة على نوع العقلية “السطحية” التي تحكم السعودية اليوم، ذلك ان القصيدة التي خلت من مقومات الشعر الرفيع، نزلت في واقعها الى المستوى “الضَحْضَاح” من التفكير السلطوي السعودي.
واللافت ان القصيدة تضمّنت هجوماً صريحاً على مرشد الثورة الإسلاميّة آية الله السيد علي خامنئي، ووُصف فيها بـ”الدجال” و”الضال”.
ووصفت القصيدة، المسلمين الشيعة بـ”الفرس” و”الأنذال”، وذلك بحضور سلمان و حاكم البحرين حمد عيسى الخليفة الذي بدا عليه “الفرح” وهو يستمع إلى الشتائم التي تضمنت القصيدة.
ومن هذه الكلمات:
“خلت عدو الدين يخضع لها أذلال
تحت القدم يا الدولة الفارسية
دولة دجل والخامنئي فيك دجال
لأبوه لا أبو أذنابه الكاوليه”.
وبعد إلقاء قصيدته، توجه الحارثي إلى سلمان وقبّل يده، فيما بدا على سلمان “الفرح” و”التأييد” لما جاء في القصيدة. كما سلّم الحارثي على حمد الذي كان حريصاً على إظهار فرحه بما جاء في القصيدة من شتائم وعبارات مذهبية.
يُشار إلى أن آل سعود عمدوا خلال السنوات الأخيرة إلى استعمال سلاح التوتر المذهبي ونشر التأجيج الطائفي على الساحة الإقليمية.
وتذكّر السعودية في خطابها الإعلامي، بما دأب عليه نظام صدام حسين حين كان الدكتاتور يستعين بالشعراء الذي يبحثون عن الشهرة والمال ليقروا قصائهم أمامه، وهو يشن حروبه التي أدت إلى مقتل الملايين من العراقيين وغير العراقيين في داخل البلاد وخارجها.
سياسات السعودية في دقّ طبول الحرب على الدول المجاورة وقمع الداخل مع الاستعانة بمكانة إعلامية تطبّل لهذه المغامرات هي ذات السياسة التي اتّبعها صدام حسين من قبل، وادت بالتالي الى عزله عن المجتمع الدولي ومن ثم إسقاطه.
وفي هذا الصدد، يرى الكاتب نبيل لطيف ان الاجواء التي تعيشها السعودية، بعد رحيل الملك عبدالله وظهور ابن سلمان بهذا الاندفاع في المشهد السعودي، هي اجواء لم تألفها السعودية منذ نصف قرن، وتشبه الى حد بعيد الاجواء التي عاشها العراق بعد مرحلة ما بعد احمد حسن البكر، عندما برز نجم صدام حسين، الذي قضى على معظم من كان يعتقد انهم منافسون له داخل حزب البعث، كما استخدم أساليب في غاية الوحشية في قمع معارضيه في الداخل، ومن ثم ورّط العراق في مغامرات وحروب، مازال العراقيون يدفعون ثمنها حتى اليوم.
https://www.youtube.com/watch?v=bKNUEyNP0bM
المسلة