عبد الصاحب الناصر
يستعمل التعبير (name and shame)، في الدول الديمقراطية عندما يحصل الفساد من كل انواعه وفي مختلف المجالات، و يتطلب تعريف و تسمية المفسدين وفضحهم والتشهير بهم ليكونوا عبرة لمن اعتبر. استعير هذا التعبير و اضيف له كلمة تهم المجتمع العراقي وهي كلمة (افضح)، و اطرحه على السيد العبادي الذي يعرفه جيدا كونه كان يقيم في المملكة المتحدة مثلنا، وعلى كل المخلصين العراقيين في كل مناصبهم وتياراتهم و احزابهم وطبعا على الشارع (الثائر) العراقي ان يصر ويطالب بهذه الخطوة منذ الان. اما التعميم والإشارات عن بعد، فلا فائدة منها، إذ يختفي و يندمج هؤلاء الاشرار خلف (التعميم)، ويتلونون نفاقا مع مطالب الشعب. خصوصا و ان اهم مطلب شعبي هو محاسبة الفساد بكل انواعه، والمفسدين بكل اشكالهم وانتماءاتهم. و هؤلاء من سيعيق مسرة التغير و الحفاظ على اموال الشعب و ارزاق الفقراء، بل سيعيق هؤلاء كل خطوة يخطوها المخلصين والشعب، و سيؤخرونها الى حين ان يجدوا طرق أخرى للالتفاف عليها و استعادة مصالحهم. هذا هو مطلب الشعب الاول و الاهم و الملح اليوم والذي تناغمت معه المرجعية الرشيدة. و الا ألم يسن (نواب العراق) قانوناً لرواتبهم العالية و مخصصاتهم الخيالية، لهم و لطوابير حماياتهم ، و الاهم أنهم سنوا قانون تقاعدهم، الذي يمنح النائب تقاعدا مدى الحياة وإن كان لا يملك اي خدمة تذكر في الدولة العراقية، و ان كان نائباً لمدة ثلاثة اشهر بعد ان استبدل. و نفس الشيء يشمل اعضاء مجالس المحافظات والاقضية و النواحي وهكذا دواليك فاصبح شخص مثل كاظم حبيب قائدا لواء ركن Field Marshal , متقاعدا بيشمركة فتنازل عن لقب جيفارا العراق واصبح بوقا لفخري كريم ( زنكنه ) ومدافعا مستميتاً لتنصيب مسعود البرزاني قائداً للشعب الكردي مدى الحياة ، تيمننا بالرفيق كم ال سونغ و اولاده من بعده، ( كقائد غير دكتاتوري ! ).
فلو اردنا الاصلاح ، يجب علينا ان نتسم بالشجاعة و نعلن اسماء ارباب الفساد كمرحلة اولى، ثم اهل الفساد صغارا و كباراً في كل دوائر الدولة العراقية. و إلا كيف اصبحت الكرادة الشرقية و الزوية و الجادرية مقاطة مغلقة لآل الحكيم مسجلة في الطابو باسمهم؟ الم يشارك الموظفون في دوائر الطابو تلك بالسكوت عن هذه الجريمة؟و كم استلموا لبيع ضمائرهم؟ ثم من اين يوفي و يسدد كل مصاريف و كلف المقرات التي يملكها مقتدى كركري في العراق؟ من يمولها و من يسهل السكوت عنها .
اعتقد، و لكن دون أن أكون جازما ، انه لو تم استرداد اموال و عقارات الشعب العراقي كلها، التي استولى عليها امراء الفساد المالي، لسهلت مهمة العبادي في ميزانية العراق بقدر كبير. من يهرب النفط و من يشتريه، ثم من يسوقه؟ و من يستلم الاموال و يعود ليسلمها الى داعش؟ و من يسلم داعش المعدات العسكرية و العبوات و السلاح عامة، اكثرها من بقايا جيش صدام بعد التغيير.
يجب تسمية وتشنيع وتعيير كل هؤلاء الفاسدين و سيقف الشعب معكم. اما اذا كان هناك خوف من تطبيق هذا الاصلاح، فلا اصلاح يرتجى، و سيظلل الفساد بكل انواعه، ببراقع المحاصصة و المحسوبية و الشراكة لأرباب الطاولة المستديرة، و تحت اية صورة من صور مصحف آل الحكيم ، كصورة (المقبولية ).