الرئيسية / مقالات / إضاءة / ( بين الموصل والجولان )

إضاءة / ( بين الموصل والجولان )

حامد كعيد الجبوري

سقطت مدينة الموصل الحدباء يوم 9 – 6- 2014 م وأصبحت تدار من قبل منظمة ( داعش ) الإرهابية ، ولا تحتاج لمحلل عسكري عبقري ليكتشف سبب سقوطها ، ونحن كعسكريين قدامى ندرك تماما أن الموصل لم تسقط بسبب بضع جنود أو ضباط من صغاري الرتب ، وندرك أيضا أن الموصل سقطت بفعل قيادات سياسية وعسكرية هزيلة خانت شرف مهنتها وشرف العراق والعراقيين .

بعد سقوط الموصل هبت المجاميع الوطنية من الكتاب والشعراء ليوثقوا ، وليشدوا من عزم المقاتلين الذين تركوا سلاحهم غنيمة سهلة لمنظمة أقل ما يقال عنها أنها منظمة دموية ، وكتبوا الأناشيد الوطنية باللغتين الفصحى واللهجة العراقية المحكية ، وكتبتُ نصا غنائيا وعرضته على رئيس نقابة فناني بابل السيد ( زهير المطيري ) ، ولم يتأخر دقيقة واحدة ، وطلب عقد اجتماع فوري مع الفرقة الموسيقية لنقابة فناني بابل وأشركني بذلك اللقاء ، ونوقشت كلمات الأنشودة وفرحوا بكلماتها لأن فيها حماسة وفيها استذكار لماضٍ عراقي وتاريخ حافل بالبطولات والتضحيات ، وأصر الفنان ( حسين السلطاني ) بأنه سيلحن كلمات الأغنية التي أعجبته كثيرا ، اليوم الثاني بدأنا التدريب لإنجازها ، اليوم الثالث أصبحت شبه جاهزة للتسجيل ، أتصل الأستاذ نقيب الفنانين بالفضائية العراقية لتسجيلها ، وفعلا حضر كادر الفضائية العراقية ، وسجلت الأنشودة بصوت أكثر من 20 فنانا وشاعرا ، وشجعت إدارة محافظة بابل ممثلة بمدير إعلامها السيد ( مراد البكري ) وحضوره شخصيا معنا للتسجيل ، فوجئنا برفض العمل لأسباب فنية كما تزعم إدارة الفضائية العراقية في بغداد ، تحركنا بطريق آخر وهو تسجيل الأنشودة بمكان آخر قبالة بوابة ( عشتار ) في آثار بابل ، وبكاميرات فضائية بابل العائدة للمحافظة ، وسجلت بإخراج مميز كما قالها المختصون ، وتم تسليم شريط التسجيل للفضائية العراقية ورفض العمل أيضا ، تدخل نقيب الفنانين الفنان ( زهير المطيري ) مع مراجعه الإدارية وأتصل بي قائلا ، أستاذ حامد هل تستطيع رفع كلمة ( الجولان ) من الأنشودة ؟ ، قلت له ذلك شئ يسير جدا ، ولكن هذا لا يحدث ولا يمكنني أن ألغي تاريخا كنت جزءا منه يا أستاذ ( زهير ) ، وهكذا لم يكتب لهذه الأنشودة أن ترى النور لأن القائمين على قيادة البلاد يخشون كل شئ وطني شريف ، ولأنهم لا يملكون جذورا تاريخية زاهية ، وليس لهم تاريخاً أبيضاً وبطولياً للجيش العراقي البطل ، للإضاءة ……. فقط .

المرفق كلمات الأنشودة

( تاج الراس )

حامد كعيد الجبوري

**

أتحزم وأعبر عالكلفات

مو أول مره الصعبات

أكتب تاريخك من دمك

وبلادك تتنخه بأسمك

وأنت معلم عالشدات

أتحزم وأعبر عالكلفات

**

تاريخك تاريخ أيشرف

بالفاله وراية شعلان

يا تاج الراس وغيرتنه

راويهم يوم ( الجولان )

زلزل يا شعبي كيعانك

بالفرحه تهلهل نسوانك

وأنت معلم عالشدات

أتحزم وأعبر عالكلفات

**

يعراق وحارسكم الله

منصور وجيشك مغوار

والخاين ميظل بكاعك

للخاين سيفك بتار

لا تتهاون يبن الملحه

زيد الهمه وجيب الفرحه

وأنت معلم عالشدات

أتحزم وأعبر عالكلفات

**

نادانه الواجب لبينه

شبان وشيب ونسوان

يعراق وكاعك بيت الله

نفديلك حتى الرضعان

ويلادك ويلاد الغيره

شد حيلك والهجمه جبيره

وأنت معلم عالشدات

أتحزم وأعبر عالكلفات