أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالاتي / مسعود برزاني وأولاده الخمسة

مسعود برزاني وأولاده الخمسة

وداد عبد الزهرة فاخر *

مسعود مصطفى برزاني وكنيته ” أبو مسرور ” ، من مواليد مدينة مهاباد الايرانية في (16 أغسطس 1946)، التي تزامنت مع تأسيس كيان كردي في مهاباد لم يكتب له الحياة فقضى مبكرا باسم ” جمهورية مهاباد ” برئاسة قاضي محمد .
يحمل الشهادة الابتدائية فقد كان ككل أبناء رؤساء العشائر العراقية من كرد وعرب آنذاك يعتمد كلية على الخزين الاجتماعي لدور والده البهدناني الأصل السوراني المركز القيادي بالنسبة للعشائر الكردية في شمال العراق . ويعلل البعض فشله في الدراسة إلى قيام ثورة أيلول التي قادها والده الملا مصطفى برزاني في 11 أيلول العام 1961 ، ضد حكومة ثورة 14 تموز التي كان يقودها الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم ، والتي وقف العديد من الشيوعيين الشباب ضد تأجيجها لخطورتها على الوضع الجنيني الجمهوري وسط المؤامرات الرجعية والعالمية ضده ، والتي كانت احد الأسباب المهمة جدا لإسقاط جمهورية تموز 1958 الوطنية بتآمر مشترك بين قيادات عشائرية ودينية عراقية من السنة والشيعة وبإسناد بريطاني – أمريكي فقد كانت أول برقية تصل ” عروس الثورات ” الفاقدة لعذريتها من قبل التحالف الانكلو أمريكي من قبل قيادة ثورة أيلول مع شديد الأسف . وشارك وفد كردي كبير وعلى أعلى المستويات للقاهرة ضمن الوفد المفاوض من اجل الوحدة الثلاثية بين قطبي البعث السوري والعراقي من جهة مع نظام مصر عبد الناصر من جهة اخرى ، والذي انتج فقط العلم ذو النجمات الثلاث ، وشعار الجمهورية العراقية ، وكان الوفد برئاسة ماموستا جلال طلباني .
فى عام 1935 اضطرت الحكومة العراقية إلى نفي الملا مصطفى البارزاني من مدينة اربيل إلى مدينة السليمانية التي فر منها فى عام 1942 إلى إيران ليشارك فى تحرك كردي جديد بدعم من الاتحاد السوفييتى، ونجح الأكراد في إقامة جمهورية لهم فى عام 1945 فى مهاباد/ايران وتولى الملا رئاسة أركان جيش جمهورية مهاباد التى انتهت بعد 11 شهرا من قيامها حينما انسحب الجيش السوفييتي من إيران. فاضطر الملا للجوء إلى الاتحاد السوفييتى إلى ان قامت ثورة 14 تموز 1958 العراقية فدعاه الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم للعودة الى العراق ، وخصص له راتب شهري مقداره 500 دينار عراقي ، ولكل لاجئ من مرافقية 100 دينار للاعزب و150 دينارا للمتزوج منهم . واستقبل في البصرة ورفاقه استقبال الأبطال وودعوا بالقطار النازل لبغداد في محطة المعقل ، وكان كاتب السطور صبيا صغيرا ضمن حشود الآلاف المؤلفة التي استقبلتهم آنذاك .
وبين أعوام 1976 – 1979 عاش مع والده الذي لجأ لأمريكا بعد اتفاق الجزائر بين حكومة البعث الفاشي وشاه إيران العام 1975 ، والتي نقضها بعد ذلك صدام حسين وكانت سببا في حربه الكارثية ضد إيران ما بين أعوام 1980 – 1988.
ممنوح رتبة ميجر في الكلية العسكرية في تل أبيب في مطلع السبعينيات رمز التعاون بين القيادة الكردية واسرائيل التي كانت لها حظوة كبيرة في أيام والده ، وزادها هو حظوة ومقاما في عهده وعهد أولاده الجنرالات الزعاطيط الخمسة ، كما منح والده ملا مصطفى رتبة جنرال كونه رئيس أركان جمهورية مهاباد آنذاك من قبل قاضي محمد .
وبعد حرب الخليج الثانية اثر احتلال الكويت من قبل النظام الصدامي الفاشي سنة 1990 ، حددت الأمم المتحدة منطقة آمنة شمال خط عرض 36 للأكراد العام 1991 بعد تحرير الكويت ، وكانت الأمم المتحدة قد فرضت الحصار على العراق عند احتلاله للكويت، فقام صدام بإنشاء طريق لتهريب النفط عبر الأراضى التى يسيطر عليها الحزب الديموقراطي الكردستاني بقيادة مسعود ومشاركة أفراد من عائلته الذين كانوا يكسبون ملايين الدولارات اسبوعيا نتيجة للضرائب التى فرضوها على النفط المهرب ، مضافا لها الاموال المستحصلة من المعابر الحدودية مع العراق وخاصة معبر إبراهيم الخليل مع تركيا . وقد أدى ذلك إلى الخصام مع حزب الطالباني (حزب الاتحاد الوطني الكردستاني) وكانت النتيجة انحياز الطالباني الى إيران والبارزاني الى صدام. وفى عام 1996 اتفق مسعود مع صدام حسين ودخلت قوات من الحرس الجمهوري الى الإقليم واعتقلت العراقيين اللاجئين فيه مقابل قيام قوات صدام بطرد طالباني من الإقليم، وهاجم البارزاني محافظة أربيل مقر الطالباني وقُتل المئات من شباب المنطقة.
وناب حلفاء الكرد من الشيوعيين ما ناب البعض من الكرد والعراقيين من قبل قيادة حزب برزاني ولنطالع ما كتبه احد ابرز قياديي الحزب الشيوعي العراقي الراحل توما توماس” وقد وقفت قيادة الحركة والحزب الديمقراطي الكردستاني موقفا سلبيا من مساهمة حزبنا في الحوار الذي كان جاريا بينهم وبين السلطة مما اضعف من دورهم وتأثيرهم في التفاوض . وسرعان ما ترجم ذلك الموقف الى ممارسات على ارض الواقع . ففي مناطق نفوذه بالذات، قام پيشمرگة حدك بملاحقة رفاقنا واغتيال عدد منهم . فقد استشهد احد عشر رفيقا من الشباب العائدين من الدراسة في الاتحاد السوفيتي، اذ جرى اعتقالهم بعد عبورهم الحدود من سوريا واعدامهم بأوامر من عيسى سوار. ” – من اوراق توما توماس / 15 المناضل الشيوعي العراقي –
ويستطرد توما توماس قائلا : ” كنا نحن الشيوعيون نشعر بقوة حينما جمعنا خيار التعاون مع رفاقنا في الحزب الديمقراطي الكردستاني في سنوات النضال المشترك . الا ان ما يؤسف له اتخاذ الاخوة في قيادة الحركة المسلحة مسارا مضادا لذلك التعاون وفضلوا عليه التعاون مع شاه ايران وامريكا ، وقد الحقت العلاقة بين الحركة المسلحة وشاه ايران اضراراً كبيرة بالحركة وبمجمل الحركة الديمقراطية العراقية. ” – نفس المصدر السابق –
ويضيف : ” رغم استمرار العلاقة الرسمية بين حزبنا والحركة المسلحة الكردية، الا ان الاعتداءات على رفاقنا لم تنقطع حتى اواخر عام 1973، حيث تم اغتيال الكادر الشيوعي طه ملا أحمد (2) في ريف زاخو بتوجيهات مباشرة من عيسى سوار الذي شن حملة تصفية لمنظمتنا الحزبية في زاخو. وتوج عيسى سوار حملته تلك بأبشع جريمة اقترفها ضد الحزب بأصداره الاوامر لمسؤول فيشخابور ( سيد حميد ) بأعتقال احد عشر رفيقا قدموا من الاتحاد السوفيتي، ثم سلموا الى محمود حمري الذي اعدمهم قرب قرية ( بي بزن ) على سفح الجبل الابيض. وتمكن احدهم وكان جريحا من الهرب الا ان احد الفلاحين قبض عليه وسلمه الى عيسى سوار فأمر بأعدامه ايضا. ” – نفس المصدر السابق –
كذلك شن البارزاني حربا شعواء على حزب العمال الكردستاني PKK وضاعت أرواح الآلاف من أبناء كردستان نتيجة للخلافات السياسية السلطوية المادية. واستمر النزاع الى أن نشبت حرب الخليج الثالثة فى 20/3/2003 .
كان حزب مسعود يلعب على أكثر من حبل باسم القضية الوطنية ، ويرتبط بوشائج قوية مع أطراف متناقضة ، الولايات المتحدة و المخابرات التركية ، والموساد الاسرائيلي منذ عهد والده ، وكذلك مع النظام العراقي حيث كانت الإتصالات العلنية و السرية وصفقات البيع و الشراء مع بغداد قائمة على قدم وساق منذ ربيع 1991 وبعد أن إنسحبت الإدارة الحكومية العراقية من كردستان بعد الإنتفاضة وفشل المباحثات الكردية مع صدام حسين في الوصول لتوافق سياسي معلوم . وكانت هناك إتصالات سياسية و أمنية و تجارية على مستوى عالي للغاية بين قيادة حزب مسعود بارزاني وبين نظام صدام ولم تكن الزيارات تنقطع بين الطرفين ، وخاصة بين الشركاء ابن اخيه نيجرفان برزاني والمقبور عدي صدام حسين ، اضافة للعلاقات الوشيجة بين مدير المخابرات طاهر الحبوش وكل من مسعود وابن اخية نيجرفان كما كشفتها أوراق طاهر الحبوش .
ويقول القيادي الشيوعي السابق والوزير والشخصية الكردية مكرم طالباني ” كان هناك جهازا مباشرا للآتصال بين مسعود البارزاني و صدام ,قال لي صدام مرة ان ثمة جهازا مباشرا للآتصال بيني و بين مسعود البارزاني ” .
وحتى نتعمق أكثر داخل ذهنية الرجل تعالوا نراجع مذكرات بول بريمر (عامي في العراق) ” أن حل الجيش العراقي وإلغائه جاء بطلب مباشر من مسعود بارزاني.. لأنه كان يعلم لو أن الجيش ظل على حاله فأن حلمه في رفع علم دولة مهاباد مرة أخرى فوق مبان أربيل لن يتحقق.. ثم بطلب من جلال لأنه أراد ان يمسح تاريخ ذلك الذل من ذاكرته .. ” .
ونستطيع الوصول لبعض الحقائق من خلال شهادة احد رجال النظام السابق وهو طاهر جليل الحبوش ” بدأت علاقتي مع مسعود البرزاني سنة 2000 عندما توليت رئاسة جهاز المخابرات , وكان أحد واجباتي التنسيق مع الحزبين الكرديين في منطقة الحكم الذاتي . لم تنقطع زياراتنا المتبادلة وكنا نبحث فيها جميع الأمور السياسية والاقتصادية والأمنية , وكانت علاقاتنا متينة وصافية لم يعكرها أي خلاف ولذلك تعددت لقاءاته و ابن شقيقه نيجرفان مع رئيس الجمهورية الذي كان حريصاً على تلبية كل طلباتهم , وذلك بعكس العلاقة مع جلال الطالباني الذي لم أزره في السليمانية إلا مرة واحدة , ويومها عتب عليّ نيجرفان البرزاني وقال لي أن مثل هذا الشخص لا يُزار لأنه كذاب وزيارتك له تعطيه حجماً أكبر مما يستحق . أوراق الفريق طاهر الحبّوش – 1 / مسعود برزاني –
ولأنها ” جمهورية والدي ” كما كتب يومها في صحيفة بابل المقبور عدي صدام حسين بعد فشل انتفاضة الشعب العراقي شعبان / آذار 1991 ، فان سيرة أبناء مسعود لا تختلف عن الآخر فهم وبشهادة من صحيفة كردية : (وقالت صحيفة كردستان تربيون التي تصدر باللغة الانكليزية : “ان رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني عمد الى قطع زيارته الأخيرة الى دبي على خلفية خسارة ابنه منصور، الذي كان يرافقه في الزيارة، مبلغا كبيرا من المال قدره 3 ملايين و200 ألف دولار، مشيرة الى أن هذه الأخبار صارت تستغل من جانب أعداء رئيس الإقليم، وهي الآن تنتشر في الصحافة العراقية. ” .
وقالت الصحيفة الكردية الالكترونية ان “من المهم جدا بالنسبة لرئيس كردستان إصدار بيان عن هذا الوضع، وتفسير ما حدث للناس”. وأكدت “أننا كلنا نعرف أن عشيرة بارزاني تسيطر على الأعمال التجارية الرئيسة في منطقة كردستان من قبيل قطاعي الاتصالات والإسكان”.
ولفتت الصحيفة الكردية المستقلة : ” الى أن قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني تحتاج الى إيضاح كيف ان منصور بارزاني تمكّن من الحصول على مبلغ من المال كهذا. وأشارت إلى أن تغطية هذه القصة جاءت أولا من صحافة تختص بقطاع الأعمال في الشرق الأوسط ويبدو أنها لا يطالها الشك. ” .
وأشارت صحيفة كردستان تربيون الاليكترونية المستقلة : ” الى أنها نفسها كانت قد نشرت في وقت سابق أدلة على كيف ان ابنا آخر من أبناء رئيس الإقليم، وهو مسرور بارزاني، قد اشترى سرا قصرا بمبلغ 10 ملايين دولار بولاية فرجينيا، الولايات المتحدة الأميركية.” ) .
ولنذهب لشهادة أخرى ومن احد النواب العراقيين الحاليين وهو الشيخ حسين الاسدي ” كشف النائب عن دولة القانون والقيادي في حزب الدعوة حسين الاسدي في مؤتمر عشائري حضره في البصرة يوم امس ان ابناء رئيس اقليم كردستان(مسرور,منصور,مصطفى,ويسي,مخسي) هم من يقود مافيات تهريب النفط عبر كردستان .
واضاف الاسدي ان ابناء رئيس اقليم كردستان هم من يسيطرون كليا”على المفاصل السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتجارية بشكل كامل ولايمكن لاي شركة عالمية كانت او محلية ان تدخل وتعمل في الاقليم دون ان يكون لهم نسبة من العمل وهذا ماجعلهم يكونون اشبه بالحيتان الكبيرة التي تلتهم من يقف امام تطلعاتهم وسلوكهم غير الصحيح مستغلين نفوذ والدهم الذي مكث في رئاسة اقليم كردستان مايقارب من 20 عاما”.. ” .
أما ما ورد في صحيفة كردية أخرى فيفوق الخيال إذ تقول وهي صحيفة كوردستان بوست ” ابلغنا مراسلنا في سويسرا بالتقرير التالي :
قبل يومين هبط مسعود في مطار زوريخ، ولاول مرة قام البوليس السويسري بحماية مسعود ورافقوه الى محل اقامته في فندق (بارك هايال) و الغرفة التي حجزها تبلغ قيمتها 2000 دولار، ما عدا تكاليف المرافقين الكثيرين معه في هذا السفر . في اليوم التالي من وصول مسعود الى سويسرا زاره موظفون من بنك (كريدت سويس) للتباحث حول هذه الاموال نظرا لرفض مسعود الذهاب بنفسه الى البنك ورؤيته هناك من قبل الناس
كما ابلغنا مراسلنا ان كورديا سوريا في سويسرا يدير اعمال مسعود وهو اي الكوردي السوري متزوج من سيدة سويسرية وزوده مسعود بجواز سفر عراقي . ” .
ومن الجانب الأمني والسياسي عين البرزاني ابن أخيه نيجرفان البرزاني رئيساً للوزراء، كما خصص ابنه ذا الـ (35) عاماً لإدارة المخابرات الكردية المحلية والآخر منصور فريقا في حرس الحدود ” البيشمركه ” . ويسيطر أقرباؤه الآخرون على شركة التليفون الإقليمية، والصحف، ووسائل الإعلام وكل النشاطات الاقتصادية والمعيشية والسياحية.
والحديث عن محنة الكاتب والمفكر الكردي د . كمال سيد قادر يقودنا للتساؤل عن شراسة ووحشية التشكيلات الأمنية في إقليم كردستان العراق ومتابعة ما حصل يقول د. كمال : ” أنا شخصياً كنت من بين ضحايا الأجهزة القمعية لهذه العائلة حيث تم اختطافي ليلة 26.10.2005 في أربيل من قبل جهاز مخابرات البارزاني “باراستن” ، و لو لم يكن الدعم الباسل لأصدقاء الحرية من بين الأشخاص من أصحاب الضمير و المنظمات الدولية و بعض الدول المدافعة عن الحرية و على رأسها حكومة الولايات المتحدة الأمريكية، لكنت الآن واحدا من آلاف المفقودين الذين تم اختطافهم قبلا من قبل عائلة البارزاني ولم يعثر على جثثهم حتى الآن . ” . ومجريات الحادثة تقول : (اختُطف في 26 تشرين الأول /اكتوبر الكاتب كمال سيِّد قادر، الذي يحمل الجنسية النمساوية، بحسب ما ورد، علي أيدي البارتيزان ، وهو جهاز للاستخبارات الأمنية تابع للحزب الديمقراطي الكردستاني، أحد الحزبين اللذين يمسكان بزمام السلطة في كردستان العراق، وذلك أثناء زيارة كان يقوم بها للإقليم ذي الأغلبية الكردية. ويحتجز حالياً بمعزل عن العالم الخارجي، وتساور منظمة العفو الدولية بواعث قلق من إمكان أن يكون عرضة للتعذيب وسوء المعاملة. ولم يسمح لكمال سيِّد قادر بالالتقاء بمحامين، وبحسب علم منظمة العفو الدولية، لم توجَّه إليه أية تهم أو يُسمح له بالالتقاء بعائلته).
ثم تضيف المنظمة الدولية في بيانها : (اصدار الحكم بالسجن 30 عاما بحق د. كمال، يوم 19 كانون الأول/ديسمبر، بتهمة القذف. بسبب مقالتين نشرهما علي الانترنت، انتقد فيهما قيادة الحزب الديمقراطي الكردستاني. وقد صدر الحكم من قبل محكمة امن خاصة في مدينة اربيل بعد محاكمة استغرقت ساعة واحدة وتم تبليغ كمال بالمحاكمة قبل انعقادها بدقائق وبحضور محام عينته المحكمة ولم يلتق به سابقا. واصدر القاضي الحكم فور تأكيد د. كمال بانه كاتب المقالتين. وقد علمنا بانه اضرب عن الطعام احتجاجا علي سجنه لا لشيء غير التعبير عن رأيه. وبلغنا ان صحة كمال قد تدهورت وانه طلب رؤية طبيب الا ان ادارة السجن تجاهلت طلبه).
ولكون د . كمال يحمل الجنسية النمساوية ، فقد ساعدت هذه الحالة في إثارة الرأي العام الدولي للدفاع عنه مما حدا بالسلطات الكردية في اربيل لإعادة المحاكمة والإفراج عنه . ولم يكتف مسرور ابن مسعود برزاني بما حصل من تعذيب للدكتور كمال سيد قادر بل لاحقه وهو في فيينا بلد الديمقراطية : ” أكد كمال سيد قادر الكاتب الكردي المعارض المقيم في مدينة فيينا أن السلطات النمساوية قامت بالتحقيق مع مسرور البرزاني، نجل رئيس إقليم كردستان مسعود البرزاني ورئيس جهاز المخابرات في الإقليم، بتهمة الاعتداء عليه بالضرب مرتين خلال هذا العام.
وقال قادر في حديث هاتفي مع “راديو سوا” إن المدعي العام النمساوي طلب الأسبوع الماضي من المحكمة العليا إستدعاء مسعود البرزاني للمثول أمام المحكمة. ) – راديو سوا 2008/08/13 –
ولكون الضحايا عدة من ابناء الشعب الكردي والممارسة واحدة فلنأخذ عينة أخرى لصحفي تلقى الشهادة جراء ” تطاوله” على العائلة الحاكمة في كردستان العراق ، وهو الشهيد زرادشت عثمان : ( وكانت صحيفة “الغارديان” البريطانية قد نشرت تقريراً يقول إن الصحافي عثمان الذي تم خطفه وتعذيبه وقتله تجاوز الخطوط الحمراء عندما تجرأ على نشر مقالات بأسماء مستعارة تنتقد الفساد في الحزبين الكرديين المسيطرين على الحياة السياسية في تلك المنطقة وتضيف الصحيفة إن الصحفي الكردي كتب مقالاً أيضاً “عبّر فيه عن رغبته بالزواج من إبنة مسعود برزاني” وهي خط أحمر لا يتجرأ أي كردي عاقل على تجاوزه” كما جاء في التقرير ويشير التقرير الى أن عثمان كتب مقالاً في كانون الأول 2009 تحدث فيه عن تلقيه تهديدات بالقتل واتهم إدارة الأكراد وأجهزتها الأمنية القمعية وتنبأ في مقاله بأن حياته أصبحت في خطر بسبب آرائه السياسية التي تنتقد الفساد.) .
وآخر ضحايا نظام الحزب الواحد في اربيل الصحفي كارزان كريم الذي قالت الأخبار عنه ” حكمت محكمة اربيل أمس الأحد، بالسجن سنتين على الصحفي كارزان كريم، بحجّة تسريب معلومات من مطار اربيل الدولي، كونه كان موظفا في المطار. وقال مصدر في محكمة اربيل، لوكالة (أصوات العراق) انه “تم اصدار الحكم على الصحفي كارزان كريم، وهو احد منسقي مركز ميترو في الاقليم، بالسجن لسنتين، بتهمة تسريب معلومات من مطار اربيل”، مبينا أن الحكم صدر “لأن كريم موظف حكومي في المطار وقام بتسريب المعلومات من المطار ما شكل مخالفة قانونية”. ” .
ولم يكتف مسعود برزاني بكل ما سرق ونهب وقتل فقد قام بالاتصال المباشر بإرهابيين من ” الجيش الاسلامي في العراق ” حيث ورد الخبر التالي : ” مباحثات ولقاءات بين مسعود والجيش الاسلامي ، الجيش الإسلامي في العراق هو حسب وصفه تنظيم جهادي اسلامي عراقي وحسب وصف الحكومة العراقية هو تنظيم إرهابي مقاوم الاحتلال، وهو أحد الجماعات المضوية تحت جبهة الجهاد و الاصلاح، نشأ قبل إحتلال العراق بثلاثة أشهر، وهو سني معتدل، يعتقد بان اسلوبه القتالي مستند من حروب الشوارع.
اعلن مرات عدة قتاله ومحاربته لتنظيمات جهادية رئيسية في العراق مثل دولة العراق الاسلامية , انشق المئات من اعضاء تنظيمه وشكّلوا ما يسمي بالصحوات واعلنوا تعاونهم مع الامريكان مباشرة . ” ، ولهذا فإيواء مسعود لمجرم وإرهابي مثل طارق الهاشمي يبين عمق العلاقة ما بينه وبين ” الجيش الإسلامي في العراق ” .

آخر المطاف : شئ واحد يشترك فيه معظم الدكتاتوريين كونهم قليلو حظ في تلقية العلم ، وعديمي الثقافة لذلك لا يفكر الدكتاتور ابعد من خطو قدميه كونه يعيش اليوم وسط هالة مصطنعة من حاشيتة وجلاديه ومريديه . لكن أي دكتاتورية مثلها مثل جبل الجليد فحالما تشرق الشمس يذوب ويختفي بالتبخير.

* ناشط في مجال مكافحة الإرهاب
www.alsaymar.org
alsaymarnews@gmail.com