الرئيسية / مقالات / السعودية و أمريكا ، الكابتاغون و البنتاغون

السعودية و أمريكا ، الكابتاغون و البنتاغون

السبت 07 . 11 . 2015

أحمد الحباسى / تونس

البنتاغون هو مقر وزارة الدفاع الأمريكية كما يعلم الجميع، الكابتاغون هو سلاح السعودية لتدمير الذهن و الوجدان العربي ، و بين سلاح الأمريكان و سلاح آل سعود لا فرق طبعا ، فالسلاح الأول يأخذ الحياة من البشر و السلاح الثاني يأخذ كل شيء جميل في جسم الإنسان ليصبح مجرد وحش كاسر تماما كمن نراهم تباعا على شاشة الجزيرة و العربية و المستقبل يحرقون الأجساد و يقطعون الأوصال و يسحلون الشهداء ، عندما نشرت وسائل الإعلام منذ سنوات تفاصيل خطة البنتاغون للدخول في حروب طويلة الأمد و على عدة جبهات بدعوى محاربة الإرهاب ، حرب كانت بدايتها بدخول العراق تحت شعار ” العالم أفضل بدون صدام حسين ” ، ثم حرب القرار 1559 و قبله قانون محاسبة سوريا و ” حرب” اغتيال الرئيس رفيق الحريري لتحرير لبنان من “الهيمنة ” السورية تحت شعار التخلص من دولة من دول ” محور الشر “، ثم حرب فرض العقوبات الاقتصادية على إيران بعلة تخصيبها لليورانيوم لصناعة القنبلة النووية ، و حرب محاولة إسقاط حزب الله سنة 2006 ، و حرب وضع حزب الله على لائحة الإرهاب ، ثم حرب إسقاط النظام السوري بعلة توفير ” خدمة الديمقراطية” للشعب السوري ، عندما حصل التسريب ، ضحك البعض و استهزأ البعض لكن الوقائع اليوم تؤكد أن ما دبره البنتاغون كان آمرا جللا .
منذ أيام كشفت الأجهزة الأمنية اللبنانية عملية توريد و تصدير لأطنان من أقراص مخدر الكبتاغون ذائعة الصيت ، صاحب الشحنة المدمرة أمير من أمراء عائلة المافيا السعودية ، هذا لم يعد مهما لان الشعوب العربية قد علمت منذ فترة أن “العائلة” تشتغل في تجارة المخدرات و الرقيق الأبيض و السلاح و الإرهاب ، هذا شغل المخابرات السعودية الشاغل و همها الوحيد في مملكة الكابتغون و الجنس ، أيضا هذا ليس مهما باعتبار أن مملكة الظلام تدير مصنعا لإنتاج هذه المخدرات مقره بلغاريا تم اكتشافه أخيرا و نشرت خبره وسائل الإعلام العالمية ، مخدرات يتم نقلها بواسطة المخابرات السعودية التركية الأردنية إلى الجهات الإرهابية العاملة في سوريا حتى لا يأخذها الخجل بما تقترفه من ذبح و سلخ و شواء للذات البشرية السورية، و حين نعلم أن القاعدة نفسها تزرع و تنتج و تبيع المخدرات و أن المخابرات السعودية الباكستانية الأمريكية هي من تقبض الثمن و توزعه على “مشاريعها الخيرية” الدموية الإرهابية في كل دول العالم فبالإمكان تصور أن هذه الأنظمة الفاشلة قد تحولت إلى عصابات مخدرات لا تختلف كثيرا عن عصابات أمريكا الجنوبية .
السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت ستيفن فورد لم يكن سفيرا عاديا بكل المقاييس، فالعنوان الدبلوماسي هو مجرد واجهة مزيفة لان الرجل ينفذ في الحقيقة و الواقع مخططا محددا من وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون تمثل في تأسيس كتائب الدم في العراق و سوريا و بهذا المعنى فقد تعاون هذا القذر مع الجماعات الإرهابية المسلحة لتكوين فرق متخصصة في قتل الأطفال و سرقة الأعضاء، و ليس سرا أن هذا السفير قد تم تعيينه قبل أقل من شهرين من بداية المؤامرة على سوريا، ليس سرا أيضا أن السفير قد تم تكليفه بتنفيذ ما يسمى ب”خيار السلفادور” و هو أنموذج أمريكي إرهابي من عمليات القتل الجماعي التي توختها المخابرات الأمريكية في السلفادور منذ سنوات إلى حد الآن، و يستفاد من عديد التسريبات الإعلامية أن هذا الرجل قد تعامل مع السفير الأمريكي في العراق جون نيقروبونتى للتمهيد لإطلاق تمرد مسلح في سوريا بداية سنة 2011 تم فيه طبعا و كالعادة الاستعانة ببعض المخابرات الإقليمية و بالمال النفطي السعودي القطرة الإماراتي و بعض مرتزقة الإعلام في كباريهات الإعلام الخليجية المعروفة بعلاقتها بالموساد الصهيوني .
ليس سرا أن المخابرات السعودية هي من تشرف على زراعة المخدرات في بعض الدول الأسيوية المعروفة و هي من تقوم بتسليم كميات مهولة منها للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تعمل في سوريا و العراق لتحريضها على الأعمال الوحشية بغاية الدفع إلى حالة من الفوضى العارمة تخدم العمليات الاستخبارية التي تنفذها بعض المخابرات الغربية في هذين الدولتين بالذات ، ليس سرا أيضا أن هناك تنسيقا في هذا المجال بين المخابرات السعودية و المخابرات التركية بقيادة رئيسها حقان فيدان المعروف بعلاقته الوطيدة مع زعيم حزب العدالة رجب اوردغان أحد المتزعمين لمؤامرة اغتيال أو إسقاط الرئيس بشار الأسد و نشر الفوضى في العراق ، بهذا المعنى يمكن الحديث عن تعاون وثيق و موثق بين إرهاب الدولة السعودي المتمثل في الجماعات التكفيرية المرتدة عن الدين و بين إرهاب الدولة الأمريكي المتمثل في مخططات تقسيم العالم العربي من طرف وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون ، أيضا يمكن الحديث اليوم عن كون الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل ما كانتا تقدمان على تنفيذ مشروع الفوضى في بعض الدول العربية لولا الدعم السعودي القطري الإرهابي ، كما يمكن الحديث اليوم انه لولا قيام النظام السعودي بإنتاج هذه الكميات المرعبة من المخدرات في المعامل البلغارية التي تم اكتشافها أخيرا لما تمكنت الجماعات الإرهابية من اختراق حاجز الضمير و تغييب حالة الاضطراب و الخوف لتصبح وحوشا شريرة قذرة .
في هذه الحرب التكفيرية الإرهابية المدمرة تخوض دولة الفساد و الإفساد السعودية حرب وجود بعد أن تبين أن الشعوب العربية لم تعد تقبل بمثل هذه الأنظمة الشمولية الهامشية العميلة ، و لعل التجاء النظام إلى ” مخدر الجهاديين” لدفع الإرهابيين إلى بذل كل الجهود لانتزاع انتصار يمكن استثماره و البناء عليه و الحصول على تنازلات مؤلمة من الجانب السوري هو الخيار الأخير المتاح قبل وصول عاصفة التغيير إلى هذه الأنظمة الآيلة للسقوط التي أصبحت مصدر إزعاج للدول و الشعوب العربية ، و حين يضطر ” سمو الأمير” إلى تهريب المخدرات تحت حماية ” الحقيبة الدبلوماسية ” ، و حين يقيم نظام المافيا الدنيا و لا يقعدها لأجل إطلاق سراح هذا الإرهابي المتسبب في دمار العقول فمن المؤكد أن الدولة السعودية متوفاة من وقت يصعب تحديده و أن هؤلاء الأمراء الفاسدون قد اغتصبوا السلطة للقيام بكل الأعمال الإرهابية و من بينها على وجه التحديد المشاركة الفاعلة في مشروع تفتيت الدول العربية و تدميرها .

بانوراما الشرق الاوسط