السيمر / الجمعة 18 . 12 . 2015
عبد الجبار نوري
لقد خرج أردوغان على ناخبيه في الأنتخابات الأخيرة بشعارات ديماغوجية مؤطرة بوعود وأمنيات معسولة مستهلكة في أقناع معارضيه الكثر ب” تصفير ” جميع المشاكل المعلقة بين تركيا ودول الجوار والعالم الأوربي وتحقيق أمنية تركيا الوردية الدخول في الأتحاد الأوربي وهي أمنية سرابية وشبه مستحيلة لكون حكام ( سرايا حريم السلطان ) مدانة تأريخياً بمسؤولية مذابح الأرمن المليونية .
فشعار تصفير الأزمات مع دول الجار والأقليمية أنقلب السحرعلى الساحر ، فبدل تطوير وتحسين علاقات تركيا بروسيا حدث العكس بأسقاط الطائرة الروسية ، خسرت تركيا أكثر من 20 مليار دولار أقيام تجارية بين البلدين ، أضافة ألى خسارة سياسية فادحة بلعب روسيا بورقة( فككه ) الكردية ورفع صفة الأرهاب عنها ، وفتح مكاتب لها في روسيا .
أما أحتلالها لأجزاء من شمال العراق فهي أول علامة سوداء في أخلاقيات أردوغان المهزوزه التي وعد الشعب التركي بتصفير أزمة المياه ومشكلة داعش مع العراق ، بنظرالمتتبعين أن تركيا هي الخاسرة ، حيث وصفت صحيفة تركية فيما أذا أقدم العراق بلعب ورقة التجارة ضد تركيا فهي بمثابنة ( قنبلة نووية ) على الوضع التجاري التركي ، مؤكدة أن جميع أدعاءات حزب العمالة- عفوا- العدالة والتنمية ورئيسها ومنظرها ” أحمد داوود أوغلو ” ما هي سوى دعايات أنتخابية رخيصة وديماغوجية صرفة في كسب الناخب التركي المعارض خاصة ، والتي أعلنها سلطان هوس الأحلام أردوغان بتصفير مشاكل تركيا ، سوف تخسر تركيا أكثر من 30ملياردولا سنويا وتوقف 372 شركة تركية مستثمرة مليارات الدولارات في مشاريع نفطية وسكنية وزراعية وصناعية وغيرها وأن الميزان التجاري أيجابي لصالح تركيا بينما سلبي للعراق ، أضافة ألى عامل السياحة والصحة.
وهي رسالة ستتحول ألى عداء للماركات والمنتجات التركية في الشارع العراقي بسبب سياسة أردوغان الرعناء والمتغطرسة ذات الآيديولوجية التتريكية المتعالية على الشعوب ، والأخونة الوهابية التي أهانت الأنسانية فلفظتها شعوب العالم المتحررة ، وأن أتجاهات الأسلام السياسي نفسها بدأت في أتخاذ خط الأنحدار والتراجع على المدى البعيد والوضع الأقتصادي في تركيا هو الآخر بات يشهد تباطؤا وركودا متزايدا .
وأخيرا أرى نهاية أردوغان الحتمية وذلك لتطبيقه سياسة حزب العدالة والتنمية الأخوانية ذات النزعة الأسلاموية الهشة وهي الأكثر تخلفا وجهلا ، التي لاقت مواجهة كبيرة من الأحزاب والأتجاهات العلمانية القوية بوصفه حزبا يسعى ألى تقويض كل ما بنته تركيا منذ تأسيسها الحديث في عشرينات القرن الماضي ، وتقويض صبغتها العلمانية التي أمتازت بها قبل مجيء هذا الحزب الأخواني الوجه الثاني لداعش —–