السيمر / الثلاثاء 29 . 12 . 2015
مصطفى منيغ / المغرب
الاصطفاف خلف الأوهام بهدف أو دونه طمعا في تحسين الأوضاع، إنما يدخل في خانة الضياع، داخل درج مكتب السياسة الرسمية الضاربة في جُزْئية الجُزْئية لنواة تترعرع، منذ مرحلة الرِّضاع، يشيخ المعني بها وعملها مستمر دون تفكير في تحسين برامجها بالأحرى عنها يتم الانقطاع، الاندهاش حاصل حالما يصل المحللون عند روادها الأشاوس المتباينة درجات مناصبهم التنفيذية وهم يُظهرون (عن قناعة أو غيرها) انضباطهم كعقارب الساعة الدقيقة التهييئ ، اختصاصاتهم عدم تحيين القرارات القارة القديمة، بمستجدات مواعد تفرضها الظروف وتََقََدُّم العصر، تحت عناوين سياسية معينة، عن دراسة مؤلفة من طرف عقول ناضجة بالعلم النافع ، مشروعة ، ساقت نتائجها الطيبة ، حكمة تدبير الشأن العام وفق تطور يلائم سُنَّة الحياة الفارضة التجدُّد من أجل تجديد حتى الملحق بالمجالات السياسات الرسمية ذاتها بخلفياتها المتكررة ومَن بها متبوع كي لا تبقى على حالها تُتّبِع .
لسنا ولن نكون كرة تتقاذفها أرجل القائمين على السياسة الرسمية للمغرب، الذي ربطنا به قدرنا ، وصبرنا في كل الأحوال على ما أصابنا فيه من ظلم، لا لشيء وإنما لرغبتنا الأكيدة في إخراجه من عقدة التبعية العمياء ، مما ينمو فيه من مظاهر أقل ما يقال عنها أنها الإفساد بعينه لكل جميل فينا كمغاربة .
جميعنا يجمعنا الغضب من مآل وطن نراه يفقد وزنه باضطراد ، ويئن من مرض فيروس حفنة من عبيد لعبيد أكبر، وكلما توسعنا في المشي على نفس منهجية البحث عثرنا على الأكبر فالأكبر، من أفراد ينتهي وجودهم في بقعة لا يصلها الهواء الطبيعي إلا نادرا، تُشَمُّ من جنباتها روائح التيه الممنهج حسب الجرعات المشحون بها دم تلك النخبة، التي بقدر ما خرَّبت عقولها تخرب البلد وما تطاله أياديها من أبرياء، في هذا الركن من العالم الموسوم عند بائعي مقامهم شرقا وغربا بالاستراتيجي الهام ، وما هو بذلك ، إذ لم تعد للجغرافية بحدود ثابتة بريقها كالماضي القريب ،اليوم الكل مُختَرق بالعلم واختراعات المدركين أن القويَّ قويٌّ بما يملك من مبتكرات تضفي على العصر الذي يحيونه في مأمَن من طغيان فئة تعيش على ظهور أغلبية بلا ناهي أو منتهي ، وليس بما يربط المغرب بتلك السياسة الرسمية المبتدئة في زمن معروف كقديم القديم ، ولا زالت مستمرة ، ومن لا يعجبه الحال فليشرب من نهر أبي رقراق .
الانبطاح حسياً أو نفاقاً أو وسيلةً للعيش الكريه، يبقى الأزيد عند حراس شريط مبني بالاسمنت المسلح الفاصل بين عالمين متناقضين يعطيان الدليل أن عادات الرومان في روما يوليوس قيصر قائمة هنا ، لا فرق بين احتفاليات تلك الأيام الخوالي ، والتوقيت الحالي، إلا في محدودية الحضور، والسرية الأكثر سرية ، المطوق بها المكان ، وبدل المصارعة الشرسة بين مفتولي العضلات المدربين على التنكيل ببعضهم البعض ، أو مواجهة أسد جائعة لإثارة البشاعة المتلذذ بها طغاة لهم كتب ألِّفت تلعنهم على امتداد القرون ، نجد مجوناً يختلط فيه الرقص المتوحش، بالتزحلق على أفرشة من حرير وريش ، وتجرع السوائل الصفراء المبتاعة قنيناتها بدموع الأرامل وأرزاق اليتامى وحرمان الرجال من حقوقهم كاملة وهم يزاولون أصعب الأعمال، حراستهم للمنكر، بعيون جاحظة ،وألسن الويل إن نطقت ولو بالإشارة ، والسياسة الرسمية طليقة ترتب أدوات القمع قبل وقوع أي واقعة، ناصرة بدع نهش لحوم المجتمع بما يتعرض له من تهميش وتفقير وطاعة الظالمين من الاثنين إلى الاثنين إلى يوم الدين .
الأمور مدعاة للضحك في زمن عز فيها ذلك ، وطواط يرأس جماعة القطط، يخطط للتخفيف من حدة الاختلاط، حتى لا يقع الغلط، فيجد من يجد نفسه متوهما بالبعوض محاط ، يتعرض مثله مثل أقرانه في ذاك المجلس الرفيع بالإحباط ، بالرغم مما التزم به كخياط، من ترقيع المرقَّع خيالاُ بالاستنباط ، الفاشل واقعاً في استخراجه من العاصمة الرباط .