السيمر / السبت 19 . 03 . 2016
معمر حبار / الجزائر
سأظل أكتب عن الرموز الجزائرية التي أهينت عبر في خلال عام واحد ، عبر التشوية الذي أصابها جرّاء التماثيل المهينة والمذلة التي وضعت لأجلهم.
فهي تماثيل سيئة الإخراج وكأن صاحبها دخل على التو للقسم التحضيري، وتنعدم لعناصر الجمال التي تتميّز بها الشخصيات، وتفتقر لقوة الشخصية التي رافقت الشخصيات إبان الثورة الجزائرية.
وقدمت الشخصيات كعبد الحميد بن باديس، وبن مهيدي، وبن بولعيد، هزيلة ضعيفة، حتى إتخذها الشباب سخرية، ووضعوا سيجارة في فم تمثال بن باديس، وتم نزع تمثال بن مهيدي على التو، لأن سوء عرضه أساء للجزائر ولأهله ومنطقته.
أتذكر جيدا حين كنت طالبا في جامعة الجزائر، كان الأمير عبد القادر في التمثال الأول ، يمتطي صهوة جواده وشاهرا سيفه نحو عنان السماء. وفي التمثال الثاني تم إنزال يديه أرضا دون سيف.
وهذه الإهانة التي لحقت بتمثال الأمير، كانت مقدمة فيما بعد للإهانة التي لحقت المنطقة التي ولد فيها الأمير عبد القادر، خاصة بعد إزالة صورة الأمير عبد القادر من العملة الوطنية.
ولقد كان من نتائج إزالة الأمير عبد القادر من العملة الوطنية، واستبداله بالبغال والحمير ليركبونا، الانتشار بشكل رهيب لتلك النكت حول المنطقة التي ولد فيها الأمير، وكانت تلك فترة من أسوء الفترات التي مرت بها الجزائر..
وقد علمت من خلال صفحة أحد الزملاء ، أن صورة هناك لتمثال الشهيد بن بولعيد دون الذراعين وكأنه معا..
تقديم الرموز بهذه الصورة السيئة المشينة وبهذه السرعة، يجعلنا نطرح أكثر من سؤال حول المغزى المتعمد من تشويه رجال الجزائر ورموزها.، وبالشكل المهين المذل.
في ظرف عام واحد، يتم الاستهزاء بالعربي بن مهيدي و بن باديس وبن بولعيد، عبر تمثالين يستحي الطفل المتعلم أن ينحت مثلهما.
في هذه اللحظة التي أخط فيها هذه الأسطر، أتابع عبر صحة الزميل أنيس بوزيد Anis Bouzid، أن تبسة وضعت تمثالا لكبش كبير، ويعلق قائلا..
وإن كنت لاأعارض تمثال لكبش، لكن كان من الأولى، أن تضع الولاية تمثالا للمفكر مالك بن نبي، والشيخ العربي التبسي، رحمة الله عليهما، وآخرون ممن تزخر بهم تبسة لوحدها، فكيف بالجزائر كلها.
يبدو لي بعد أن الإهانة التي لأحقت بالرموز الجزائرية عبر التماثيل المهينة، لاتقل إهانة عن تلك التي ألحقها الاستدمار بهم، حين سلّط عليهم سوط عذاب. لكن هذه الإهانة كانت أشد وأقسى، لأن في عهد الاستدمار الفرنسي إستطاعوا أن يصرخوا من شدة العذاب، ويسمع من حولهم فيقاسمونهم الصراخ والألم، ويدعون لهم آناء الليل وأطراف النهار.
أما الإهانة التي تعرضوا لها اليوم، فهي أشد خطرا، لأن لاأحد يسمع صراخهم، ولا أحد يقاسمهم الألم والصراخ، فلم يكن لهم غير الله الذي وعدهم بحياة أبدية.