السيمر / الأربعاء 27 . 04 . 2016
د. نضير الخزرجي
كنا نتساءل وتساءل غيرنا وسيظل التساؤل قائما في سريرة كل من يدب على وجه البسيطة، فما دمنا نملك عيناً فلماذا لا نبصر في الليل، وما دام البصر من حواس الإنسان الخمس، فلماذا تختلف عن السمع والشم واللمس والتذوق، فبشكل عام نتعامل مع الأخيرة في كل الظروف إلا حاسة البصر التي هي بمسيس الحاجة إلى الضوء كواسطة، فالعين المجردة ترى وتشاهد عندما تسقط ذرات الضوء على الجزء المرئي فتنعكس على شبكيتها، على عكس الحواس الأخرى التي تعمل في الليل والنهار، وفي داجية الظلام فإن العين ترى بأشعة أخرى وبواسطة وتسمى حينئذ بالعين المسلّحة.
وبتقديري وعند الحديث عن الأدب فإن الإلهام بالنسبة الى الشاعر هو بمثابة الضوء الى الناظر، فكما أن قوة الضوء وضعفه له تأثير مباشر على تحديد معالم الصورة وجزئياتها، فإن الإلهام، قوة أو ضعفاً، له التأثير المباشر على فتح قريحة الشاعر وترشيد نظمه، ولأن الشاعر مرهف الحس يميل الى الجمال، فإن مساقط إلهامه لها قوة الدفع في بناء أبياته وتحسس مواضع هامات الذين يتربعون صدورها وأقدامهم التي تدوس أعجازها.
فالشاعر يتأثر بمشهد أو موقف أو حدث أو منظر أو أثر أو حكاية، فكل جزئية من مساحات الحياة مادية أو غير مادية لها خلّاقية التأثير المباشر وغير المباشر على أحاسيس الشاعر وتدق على نياط إلهامه، فيهتز عنده فؤاد النظم وتتدحرج الكلمات من بين أضلاع صدره لتسقط على شغاف السامع، فيتفاعل معها وينفعل.
وإذا ظل الشعراء، من كل حدب وصوب وعلى مر الأعصار ومختلف الأمصار، يعطرون أبياتهم بعبق محبوب بعينه، فذلك لأن المحبوب يملك قدرة الإلهام الذاتي إلى جانب الإلهام الغيري، ولا أجانب الحقيقة إذا ما أشرنا الى شخصية الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) المستشهد بكريلاء سنة 61هـ بوصفه الشخصية التي دارت حول رحاه القصائد والمقطوعات الشعرية وبكل اللغات، بل يكاد ينفرد به الشعراء بكثرة ما نظموا فيه وعنه وحوله، فما من أمّة إلا ولشعرائها في الإمام الحسين(ع) سلسلة قصائد أكثرها مستوحاة من معركة كربلاء، مما يقوي الإحساس عند كل كاتب أو ناقد أدبي، بغض النظر عن مذهبه ومعتقده أن شخصية الإمام الحسين(ع) هي بذاتها نمير إلهام ليس له قاع كلما متح الشعراء منه غرفة فاض إلهاما، وبعد مضي أربعة عشر قرنا لازال هذا النمير يسقي رعاة القلم وحوادير الكلم وصاحبتي موسى الناظمة منهما والناثرة.
هذه الحقيقة وثّقها الأديب الشيخ محمد صادق الكرباسي في باب النظم من أبواب دائرة المعارف الحسينية الستين، والجزء الخامس من “ديوان القرن الثالث عشر” من الشعر العربي القريض الصادر حديثا (2016م) عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 356 صفحة من القطع الوزيري، هو جزء منها.
فورة إلهام
والجزء الخامس من النظم العربي في الإمام الحسين خلال القرن الثالث عشر الهجري (1786- 1883م)، دال على هذه الحقيقة، حيث جاء الجزء الأول في 514 صفحة من القطع الوزيري وضم قافية الهمزة المضمومة والباء المكسورة، والجزء الثاني في 433 صفحة وضم بقية قافية الباء المكسورة والدال المفتوحة، والجزء الثالث في 446 صفحة وضم بقية الدال المفتوحة والراء المفتوحة، والجزء الرابع في 566 صفحة وضم بقية الراء المفتوحة والراء الساكنة، وهذا الجزء ضم قافية الزاي المفتوحة إلى نهاية الظاء المكسورة.
ويعد القرن الثالث عشر الهجري الأكثر عدداً من حيث الأجزاء مقارنة بما قبله من دواوين القرون، فالقرن الثاني عشر جاء في 3 أجزاء والحادي عشر في جزأين، والعاشر في جزأين، والتاسع والثامن والسابع والسادس والخامس لكل منها جزء واحد، والرابع في جزأين، والثالث والثاني لكل واحد منهما جزء واحد، والقرن الأول في جزأين، يُضاف إليها جزءان هما المدخل الى الشعر الحسيني، ومقارنة بما بعده فإن أجزاء القرن الثالث عشر هي الحد الفاصل بين القرون السابقة والقرنين اللاحقين، إذ ازدادت الأجزاء المخطوطة بشكل ملحوظ ولاسيما وإن عدداً غير قليل من شعراء القرن الرابع عشر لازالوا على قيد الحياة وورود قرائحهم لازالت مفتّحة ربيعية ندية، والقرن الخامس عشر الذي نحن فيه مشرعة أبوابه على المزيد، بخاصة وإن ثورة الإتصالات عصفت برياحها كامل المعمورة وصارت القصيدة المشرقية في متناول المتلقي المغربي والقصيدة المغربية في متناول المتلقي المشرقي، ناهيك عن الحرية التي يتمتع بها الشعراء في أكثر من بلد في شمال الكرة الأرضية وجنوبها، مما جعل القصيدة الحسينية سهلة النشر والتوزيع وغير عصية على التوثيق، كما هو في القرون الماضية التي عاش فيها الأديب تحت سطوة السلطان يحسب عليه روي قوافيه ويراقب ساحل بحوره، بخاصة وإن الشاعر الحر الذي يبحر بمركب شعره في محيط النهضة الحسينية يكون لزاما عليه الطرق على أبواب الظلم وفضح الظالمين ودفع الأمة إلى التحرر ورفض عبودية الجبت والطاغوت.
وفي الواقع إذا ما أضيفت المستدركات الى عدد الأجزاء المطبوعة، فإن الرقم سيتصاعد، فأغلب الأجزاء المطبوعة من دواوين القرون تضم مستدركات لقرون سابقة، وهو ما يظهر ملاحقة الأديب الكرباسي للشعر الحسيني وحرصه حتى وإن أغلق القرن ودخل قرنا آخر، فالقرون عنده مشرعة الأبواب، فإذا ما أتحفه الزمن والبحث عن بيت أو مقطوعة أو قصيدة لقرون ماضية ضمّها في أقرب ديوان على أمل أن تلحق المستدركات الى قرونها في الطبعة الثانية، وحسب تعبير المؤلف في بيان “استدراك على ما فات”: (رغم أننا دومًا حريصون على إيصال المعلومة بأسهل الطرق وأفضلها من خلال النظام الذي اتخذناه، ولكنَّ للضرورة أحكامًا حيث ان مصادرنا مشتتة والوصول إليها ليس بالسهل لتشتت مقارها وبعد مخازنها، وربما البعد الأمني هو الأصعب من البعد الجغرافي مما نلاقي الصعوبة في الحصول عليها بالسرعة المطلوبة، ونتمنى في الطبعة الثانية من تدارك ذلك إن شاء المولى القدير).
وتأسيسا على ثوابت قوافي الجزء الخامس من القرن الثالث عشر ومستدركات قوافيه السابقة وقوافي القرون السالفة، فإن الستين من القصائد والمقطوعات في هذا الجزء تقاسمها الشعراء: أحمد الدرازي البحراني (1131هـ)، أحمد الجدحفصي (1131هـ)، أحمد الحسني البغدادي (1215هـ)، أحمد الصفار (1270هـ)، بعض أهل الفضل (ق 615هـ)، جواد بدقت الأسدي (1281هـ)، حسن المخزومي (800هـ)، حمدون المرداسي (1232هـ)، الراهب (ب 61هـ)، سالم الهمداني الأندلسي (620هـ)، سعيد الكاتب (250هـ)، صالح الكوّاز (1290هـ)، عبد الحسين الأعسم (1247هـ)، عبد الرحيم البرعي (803هـ)، عبد الله الأدكاوي (1182هـ)، عبد الله المشهدي (1255هـ)، عبد الله الوايل (1300هـ)، علي الخليعي (ن 750هـ)، قاسم الهر الحائري (1276هـ)، محمد الغافقي (أبي الخصال) (540هـ)، محمد العزيزي (إبن الست) (1189هـ)، محمد الأندلسي (إبن العربي) (638هـ)، محمد شريف الكاظمي (1220هـ)، محمد شفيع الشوشتري (1274هـ)، محمد معصوم (1271هـ)، مهدي الحلي (1289هـ)، ونصر الله العاملي (1230هـ).
وجاء الشاعر الخليعي في المرتبة الأولى من حيث عدد القصائد في هذا الجزء وله 16 قصيدة، ويليه الشاعر المشهدي وله 9 قصائد، ومن بعده الأعسم وله 7 قصائد، وقصيدتان لكل من الراهب والبرعي والحلي، ولكل من بقية الشعراء قصيدة أو مقطوعة أو بيت. كما تماصر الشعراء على البلدان التالية: الأحساء، الأندلس، إيران، البحرين، الشام، العراق، القطيف، لبنان، مصر، المغرب، واليمن.
طف وطفوف
يعمد الكثير من الكتاب والأدباء في نثرهم ونظمهم إلى استخدام كلمة “الطف” أو “الطفوف” بالجمع، عند الإشارة الى واقعة كربلاء واستشهاد الإمام الحسين(ع) فيها، والطف واحدة من أسماء مدينة كربلاء المقدسة، وتوصف بأنها أرض العرب المشرفة على ريف العراق، أو الصحراء الممتدة من جانب الفرات الى محاذاة الجزيرة العربية، أو الأرض البرية من جانب الفرات.
ولعل ملازمة أرض الطف بنهر الفرات كونها المنطقة الشاسعة الواقعة بمحاذاة النهر باتجاه الصحراء غرب العراق، هي التي أعطت هذه الخصوصية واعتمدها قُوّاد النثر ورُواد الشعر، لاستشهاد الحسين(ع) وأهل بيته وأصحابه ظمأى رغم أن معسكرهم على مرمى بصر من شريعة الفرات، لكن الحقد الأموي الذي تجلى في معركة صفين ومنع الماء عن جيش الإمام علي(ع) بان ثانية في معركة كربلاء وقطع الماء لثلاثة أيام عن الإمام الحسين(ع) ولم يسلم من صالية الصدى حتى الطفل الرضيع الذي نحروه في حضن أبيه وقد جفّ اللبن في صدر أمّه.
ربما غلب الترابط بين أرض الطف ونهر الفرات والعطش على أحاسيس قافية الشاعر وسيطرت على بوصلة أنامل الناثر، فصارت “الطف” أو “الطفوف” البديل عن كربلاء ومسمياتها الأخرى مثل نينوى والغاضرية والنواويس، وهذا ما نراه في أسماء الكتب والدواوين ناهيك عن المقالات والدراسات، من قبيل: أدب الطف (موسوعة شعرية) للسيد جواد شبر، صدى الطفوف (خطب) للأديب علي محمد علي دخيل، اللهوف على قتلى الطفوف (سيرة) لإبن طاووس علي بن موسى، من وحي الطفوف دلالات وتوجيهات (ارشادات) للسيد محمد سعيد الحكيم، مواقف من واقعة الطف (مشاهد) للدكتور عماد الكاظمي، ملحمة الطف (فن تشكيلي) للدكتور كاظم شمهود، ملحمة الطف (شعر) للشاعرة زهرة حسن المؤمن، فاجعة الطف (مقتل) للسيد محمد كاظم القزويني، الطف في الشعر الكاظمي الحديث (ندوة مكتبة الجوادين العامة)، مواكب الجامعة في ذكرى الطف (دراسة) للسيد نوري آل طعمة، ومجالي اللطف بأرض الطف (أرجوزة) للشيخ محمد طاهر السماوي.
وانتقلت الغلبة الى الشعراء بشكل جلي، ولا تخلو قصيدة تتناول مقتل الإمام الحسين(ع) من ذكر للطف أو الطفوف، فالشاعر الأحسائي عبد الله بن علي الوايل ينشد في قصيدة سينية من بحر الطويل في (86) بيتًا بعنوان “معاهدٌ بالغميم دوارسُ”:
إلى أن أناخت في الطفوف ركابَهُ … مناخًا به للحتف داعٍ وحابسُ
بنفسي حسينًا والجيوشُ تؤمُّهُ … إلى حيثُ غصَّت كربلا والنواوسُ
ويرتجز الشاعر الحلي مهدي بن داود الحلي في مقطوعة بائية من (8) أبيات بعنوان “قتيلُ الطفِّ”، ويقول في مطلعها:
إنَّ قتيل الطفِّ في مُصابه … أشغلَ جبرائيل في انتحابِهِ
وقام ميكالٌ لهُ مُكتئبًا … فعجَّت الأملاكُ لاكتئابِهِ
ويتساءل الشاعر القطيفي الحائري عبد الله بن علي المشهدي، في قصيدة دالية من (67) بيتًا من بحر الكامل بعنوان “القادة العظماء”:
كيفَ المسرّةُ والحسينُ وصحبُهُ … أضحى لهم كربُ المنيَّة زادا
ظفرتْ بهم أبناءُ آل أُميَّةٍ … بالطفِّ لمّا جنَّدوا الأجنادا
ويعود المشهدي متسائلًا بحرقة شديدة في بيت آخر من القصيدة نفسها:
كيفَ التغافلُ عن حريمِ محمدٍ … نالتْ مصائبَ في الزمان شدادا
وقعت عليكم في الطفوف مُصيبةٌ … تُوهي القلوبَ وتقصمُ الأعضادا
ثم يعود المشهدي في قصيدة رائية أخرى من (77) بيتًا من بحر الطويل تحت عنوان “عترةُ الهادي ذروةُ العليا” ليذكرنا ما أصاب الحسين(ع) ومن يلوذ به من قتل شنيع:
فَمُذْ حلَّ في أرض الطفوف إذا بها … جيوشٌ كغيمٍ خلَّلتهُ رُعودُ
فقالَ: إلينا أمْ علينا أتيتُمُ … فقالوا عليكمُ والمزيدُ يزيدُ
ويعود المشهدي تارة أخرى في قصيدة رائية من (103) أبيات من بحر الوافر تحت عنوان “وقفتُ على الدِّيار”، محاورًا نفسه لما حلّ في كربلاء من قتل للحسين(ع) وأسر لأهل بيته:
وفي الطفِّ الحسينُ عليهِ نوحي … وتزفاري وتعدادي ونشْري
بُكائي ما حييتُ له ووجدي … فلا أسلُوهُ حتى يوم نشري
وبالطبع لم يقتصر ذكر “الطف” أو “الطفوف” عند شعراء القرن الثالث عشر الهجري، فهو أمر جار في شعراء القرون السالفة واللاحقة.
تضحية وخلاص
منذ الخلقة الأولى والإنسان يبحث عن المضحّي والمخلّص لآلامه، وتضيق دائرة الإحتياج عند المعذب والمضطهد الذي تحكم على رقبته دوائر الظلم والإضطهاد، فتشخص أبصاره الى الذي ينتشله من وحل الظلم والعبودية ويرتفع به الى مرج العدل والحرية.
وحيث ضحّى الإمام الحسين(ع) بنفسه وأهل بيته وعياله، وحفظ للرسالة المحمدية منهاجها الرباني، فإن البشرية إلى يومنا هذا تدعو الله أن يأذن بخروج المخلّص لينقذها من الظلم الذي يحيط بها من كل جانب، وهو ظلم تنوعت مشاربه بين ظلم سياسي حيث الحكومات المستبدة، وظلم اقتصادي حيث الفقر والفاقة الذي يستولى على المليارات من بني البشر، وظلم عسكري حيث الحروب التي تعصف بالبلدان هنا وهناك وبخاصة في العالم الإسلامي التي تحصد أرواح المسلمين ويسيل لها لعاب صنّاع الحروب وشركات الأسلحة الغربية والشرقية، وظلم اجتماعي حيث تتسع الهوّة فيزداد الفقير فقراً مدقعًا والغني غنَى فاحشًا، وهكذا دواليلك.
ولعلّ أصحاب القافية هم أقرب الى مشاعر الناس، لمناشدة المخلّص والمهدي المنتظر للخروج ورفع المعاناة عن كاهل البشرية المعذبة، فهذا الشاعر النجفي عبد الحسين الأعسم، وفي قصيدة صادية في (34) بيتًا من بحر الكامل بعنوان “لم تبقَ شمسٌ”، يأمل خروج الإمام الغائب محمد بن الحسن العسكري المولود عام 255 هجرية ليقود جيش الهدى:
حتى نرى ابن العسكري يقودُها … شعثًا يطيحُ بهنَّ كلَّ معاصي
فلتخشَ صولتهُ الأعادي وَيْلَهُمْ … أين المفرُّ ولات حين مناصِ
ويتساءل الشاعر عبد الله المشهدي بلسان الكسير الجناح، من قصيدة دالية سابقة:
مولاي يا بن العسكري إلى متى … هذا التغافلُ لا لقيتَ نكادا
قمُ وانتقم من كل وغدٍ ظالمٍ … ركنَ المظالمَ في الأنام أشادا
خذ ثار من أضحى بعرصة كربلا … ملقًى عليه العادياثُ تعادى
فالملازمة محورية بين إمام المضحين وسيد الشهداء الحسين بن علي(ع) وحفيده المهدي المنتظر الذي سيخرج ليملأ الأرض عدلًا وقسطًا بعدما ملئت ظلمًا وجورًا، وبتعبير المستشار القانوني زيمتري پياترو كليمافيج (Dzmitry Piatro Klimavich)، وهو من جمهورية بيلاروسيا، حيث قدّم للجزء الخامس من ديوان القرن الثالث عشر باللغة البيلاروسية: (في اعتقادي ان إمام المسلمين الحسين بن علي، كان لابد أن يفعل الذي فعله في العراق ويُقتل ويستشهد من أجل الناس، لأنّ هذا هو ديدن وعمل المتقين والمصلحين والمضحين من أجل الإنسانية، فهو في المقدمة في كل شيء من أجل أن يعيش الناس سعداء).
وعند اطلاعه على جوانب من دائرة المعارف الحسينية، أقرَّ المستشار كليمافيج، وهو مسيحي الديانة، بأن الموسوعة الحسينية: (جهد معرفي لا يأتي به إلا رجل كبير وعظيم وصاحب معرفة في علوم كثيرة ومختلفة لأن العمل الموسوعي يتطلب جهدًا استثنائيًا، وهذا ما فعله الدكتور الكرباسي في الموسوعة الحسينية التي أشك أن يوجد مثلها في العالم من حيث الكم والنوع والحجم .. تدل الموسوعة الحسينية مرة أخرى ان المؤلف كاتب مبدع صاحب فكر وعلم وهمّة عالية).
كما اطلع المستشار زيمتري كليمافج، المولود في مدينة كاليمافيجي (Kalimavichy) عام 1964م، على الديوان الشعري فكتب: (وجدت في هذا الديوان عيون الشعر العربي، حيث يحرص الشعراء على نظم الشعر الراقي والممتاز، وهو شعر فيه حكمة، وهو شعر جميل يجعل القارئ قريبا من واقعة كربلاء وقريبا من روح الحسين بن علي الذي استشهد مع أهل بيته وأصحابه وهو يقول لا للظلم لا للباطل، نعم للحرية نعم للحق، وهذه المثل والقيم ينشدها ويناضل من أجلها كل إنسان صاحب ضمير حي يريد لخير للناس أجمع).
وهكذا تجتمع التضحية والشهادة مع الخلاص والانتصار لقيم الحق من أجل بناء دولة الإنسان العادلة، وهو حلم وردي يُراود البشر كل البشر في البدو والحضر.
الرأي الآخر للدراسات- لندن