السيمر / الأربعاء 11 . 05 . 2016
عبد الصاحب الناصر
من مضار مقتدى الصدر، والتي كتبتُ عنها كثيرا و ربما ستستمر وتتوالى… منها إعطاء سبب للنواب الكرد بتعطيل برلمان العراق احتجاجا على تصرفات ازلام البعث المشينة مدفوعة الثمن مسبقا، والتي كانت تحت راية مقتدى ” شلع قلع”. لكنهم ، اي النواب الكرد لا يحتجون على تعطيل برلمان كردستان منذ اكثر من عام كامل. والأسوأ من ذلك أنهم لا يحتجون على منع النواب من الوصول الى مقر مجلسهم في أربيل حتى لادارة مكاتبهم الشخصية. والاكثر سوءً هو عندما منعت و توقفت مساهمة وزراء الاقليم من الاحزاب الأخرى غير حزب برزاني في ادارة الاقليم من ممارسة عملها ، لم يحتجوا، اما خوفا او رياء .
لن اعلق على ما نشر باسم مسرور بارزاني نقلا عن مقابلة له مع صحيفة (الواشنطن بوست) حين صرح قائلاً: ” من الآن و صاعدا لسنا مواطنين عراقيين، و لا توجد بيننا و بين بغداد اية روابط ثقة “.
لن اعلق على كلام مسرور لاعتقادي ان الشعب الكردي كالشعب العراقي عموما يعاني من تسلط اولاد القادة الذين نُصبوا على رقاب شعوبهم، فما الفرق بين مسور وعمار ومقتدى! لكني اوجه السؤال الى النواب الكرد الذين يطالبون بضمانات و ترتيبات قبل عودتهم الى البرلمان العراقي. انتم يا سادة لم تحضروا جلسات مجلس النواب منذ ما قبل الحادث، حين وقفتهم في الكافتريات تتفرجون و تنتظرون ان كانت مواضيع الجلسة ستوجه لصالحكم ام لا. و إلا فلن تحضروا جلسات المجلس. و قبلها لم يحضر وزراؤكم و نوابكم الى بغداد بعد تكليف العبادي بطل “لانقلاب الانتخابي الذي خطط لصالحكم”، الا بعد اكثر من اسبوعين .اما صاحبكم والد مسرور، كمقتدى، فمسعود (القائد الضرورة)، يتخوف قبلكم من المجىء الي بغداد ، حتى بعد ان اكد له “الامريكان”، بضمان سلامته و بعد ان أزاحوا له المالكي بلعبة داعش والمقبولية. و في اعتقادي سوف لن يأتي مسعود الى بغداد حتى للمفاوضات في مسألة استقلال الاقليم، لان مسعود بارزاني من الشخصيات التي لديها عقد نفسية من بغداد بل وحتى من العراق وشعبه، مثل عدم ثقته بنفسه، و يتخوف من المجابهة او المقابلة، و يعاني مرض الزينوفوبيا أي الخوف من الأجنبي لأنه يعتبر العراق بلداً أجنبياً إذ كما صرح ابنه مسرور أنهم (الكرد) لا يعتبرون أنفسهم عراقيين. والفوبيا من اعراض هذا المرض، الخوف من الغرباء. هذه العقد النفسية عادة تكون نتيجة لنقص في التربية منذ الصغر، او عندما يغيب الأب طويلا عن أسرته بسبب مشاغله، و يؤثر ذلك على الاولاد اكثر من البنات، وذلك لالتصاق البنات بامهاتهم عادة. كما ويصاب الأولاد البعيدين عن الآباء بداء الكآبة (Melancholy)، وعادة يفقد هؤلاء الثقة بأقرب الناس إليهم ، تماما كاخلاق الطاغية جرذ ابن العوجة و مقولتة الشهيرة ، يقص اصبعه اذا شك به .
كما اسأل الاخوان النواب الكرد: لماذا عاد ورفع شعارات التهديد بالاستقلال، الا تضر بوجودكم في بقية العراق و تضعكم في محل عدم الثقة و الاشتباه بين ولائكم للعراق و انتم نوابه وبين ولائكم للإقليم، فلمَ لا تقررون الانفصال وتريحون وتستريحون ؟. ثم من المؤكد انهم يعرفون حف المعرفة ان فوج حماية مجلس النواب تحت امرة رئيس المجلس و ليس تحت امرة وزارة الداخلية ا و الدفاع او القائد العام للقوات المسلحة ، فلماذا تطالبون باقالة رئيس الوزراء ؟.
نعود الى مقتدى كركري و تصرفاته الصبيانية. و ما بعد الصبيانية فيما يخصه هو، الحقيقة انها تصرفات امليت عليه و عبرت عن جهله المدقع وغياب وعيه، دون ان يعي ضخامة وسوء نتائجها .
فيتصور، هو و شلته، انهم قد شلوا البرلمان لفرض السيطرة عليه ولاملاء سياساتهم و نبوأتهم لتتهيأ لقيادة البلد. ولن يتصوروا ان الضرر كان من الناحية المادية فقط ، اي الاثاث و التوصيلات الهاتفية و الصوتية و المرافق وغيرها، التي تتطلب شهر او اكثر لاصلاحها، و هذه حجة اخرى دامغة تؤكد غباءهم وعدم شعورهم بفداحة الجريمة التي ارتكبوها بحق الشعب وما سيترتب بعدها. لقد دفن من دفع هذا الجاهل و شرذمته الي هذه الاحداث ،دفن اكثر اخطار و بلبلة و اسباب لأعداء الديمقراطية لشل عمل البرلمان العراقي (بيت الشعب)، و ليس بيت هؤلاء النواب و فرض حالة “الفوضى الخلاقة”، و ما القادم الا تضامن و خوف بين من يخاف الاصلاح و ما بعده لافتضاح امرهم و بين من يتبجح او يخفي اسباب انفصالهم وهم اصلا غير قادرين الان على تنفيذه . لنتذكر البلبلة الاولى عندما اعترض بعض النواب الكرد على تمزيق لافتة صغيرة لهم في مجلس النواب، الامر الذي جعل احدهم يرمي قنينة الماء على نائبة زميلة له (عاليه نصيف)، و لم تتوقف هذه السيدة لتطالب بالاعتذار. ارى ان بعض النواب الكرد من غير نواب امارة بارزان، قد انحازوا الي غرمائهم في كردستان من منطلق عنصري، و لسوء فهم للديمقراطية. عنوان حزبهم ” الاتحاد الديمقراطي الكردستاني”. و هذا مؤشر خطير سيضرهم كما اضر مقتدى بالمكون الشيعي و بالشعب العراقي عموما .
اما اذا كان الكل واعون و يعترفون ان من تسرب و دخل مع المتظاهرين الى مجلس النواب و خرب ما خرب هم من ازلام البعث الشرير، فما هو سبب مقاطعة كل المجلس و اتهام كل المكون العربي و المطالبة بالضمانات.
عندما تسرب خبر مجيء سرب من السيارات (الباصات) من تركيا عبورا بكردستان بدون فيزا، او تفتيش او استفسار،و عبروا بسهولة الى الوسط و الجنوب، بحجج واهية مرة انهم حجاج واخرى بانهم قد فقدوا الطريق و ثالثة انهم عبروا سهوا، ثم عادوا الى تركيا، ولكن الحقيقة ان هذه الباصات عادت خالية، اين ذهب الحجاج إذاً؟ و كيف عادوا الى تركيا. الم يكون هؤلاء بداية المد الارهابي الذي تطور و توسع فاصبح ما يسمى بداعش؟ الم يكونوا قد عبروا عن طرق كردستان العراق؟ ضمن العراق الجمهوري الاتحادي؟ صحيح انتقدت ادارة الاقليم، لكن احدا لم يتهم النواب الكرد او طالب بضمانات لان بقية العراقيين يفرقون بين ادارة مسعود و بين النواب الكرد .فاذا اخطأ مقتدى كركري لماذا اذا تطالبون كل العراق بالاعتذار؟.الم يكن مقتدى احد المجتمعين في اربيل لاسقاط الحكومة العراقية قبل اكثر من سنتان ؟ .فلو انفصل الاقليم ام لم ينفصل ، سيبقى شريكا للعراق و للعراقيين ، و اذا تم الانفصال ، سيبقى العراق جارا كريم لكم و للشعب الكردي . حافضوا اقلها على القليل القليل بين الجار .