السيمر / الخميس 12 . 05 . 2016
احمد عبد اليمه الناصري
حكايةُ همٍ ودمٍ لاتنتهي في بلدِ الفوضى والاستهتار بالمشاعر, بلدٌ انهكته السنين بحكام لايجيدون فن اراحة الشعب , ولايعرفون للرقي وحماية بلدهم ولا للسيادة الكاملة طريقا واضحا, بوجود الانتهازيين والمتسلقين على اكتاف المساكين واصحاب الاصوات المبحوحة من المناداة بالحرية والعيش الرغيد ,اصواتٌ من السهولة الضحك عليها وكسبها للمصالح الخاصة , لأجل مآربٍ يسعون حثيثاً لتحقيقها ولوعلى حساب ابتسامةِ الاطفال وراحة بال الابرياء من النساء والشباب وكبار السن , الذين يقعون قرابين فداء جراء سياسات رعناء مبنية على الولاءات الخارجية .ومؤدلجة لتحقيق مصالح الغير في بلد الخير .
مشاهدٌ ترسمُ الدموع على الخدود وتَنفَذ حزنا في قلوب الشرفاء ومحبي هذا الوطن المقيد بسلاسل الانتماءات الطائفية والمرجعيات المختلفة , مشهد فقد ام لرضيعها الذي لم يكمل رضاعته الا بشضايا لايعرف له ذنبا برضاعتها, اخ تترصع خدوده بدموع فقد الاخ الذي خرج يتسوق لتزيين غرفة زواجه القريب , اب لا يطيق النظر لجثة ولده المذبوح امامه من الوريد الى الوريد وعينه لتلك القرطاسية التي اشتراها من اجل الامتحانات النهائية المقبلة , امراة مفجوعة راكضة من هول الانفجار بعباءة التهبتها النيران الا انها ابت الا ان تحافظ على عفتها وشرفها ,مشاهدٌ تتحير امامها العقول في عراق اللامعقول .
عراقيون ابرياء, يدفعون شرف الانتماء , الى متى تسفك الدماء وتعلوا اصوات الاستنكار البائسة من قبل الفاشلين في تحقيق الامان , والغير قادرين على تخليص انفسهم قبل الشعب من المندسين وخونة العراق وشعبه .
الى متى تبقى احلامنا معلقة بشضايا العدو المبهم تارة والواضح تارة اخرى . مشكلتنا الكبرى هي عدم الاشارة الى ذلك العدو المتسلل في اغلب اجهزة الدولة المهمة بالبنان , وهذه طامة كبرى ان تتستر على خائن من اجل التستر عليك من الجهة المقابلة , وبذلك فان البلد لايبنى بقدر ما يتراجع , بل يسير نحو الهاوية , عملية سياسية من الصعب بل المعقد تعديلها وجعلها تسير بالاتجاه الصحيح , الكل له قوة ويهدد , والابرياء مصابون بالذعر وعدم الامان .
السؤال هل يمكن ان يكون ربيعا عربيا جديدا في العراق , ومن يستطيع القيام به , ويبقى العراق بلد الانقلابات العسكرية التي لاجدوى منها اليوم في ظل حركات سياسية اغلبها مسلحة .
ويبقى دم العراقيين ينزف براءة وتبقى عيونهم تذرف دمع الولاء له .
هكذا هم العراقيون يروون قصصهم الدموية مشاهدا حية للتاريخ .