الرئيسية / مقالات / لِإِذاعِةِ (الرُّمَيْثَةُ) العِراقِيَّةِ الّتي تبثُّ مِنَ محافظة المثنّى / دُرُوسٌ سَجّادِيَّةٌ

لِإِذاعِةِ (الرُّمَيْثَةُ) العِراقِيَّةِ الّتي تبثُّ مِنَ محافظة المثنّى / دُرُوسٌ سَجّادِيَّةٌ

السيمر / السبت 14 . 05 . 2016

نـــــــــــــزار حيدر

أولاً؛ الاعلام الرّسالي الهادف.
أسسهُ وأدواتهُ وتفاصيل الرسالة الإعلاميّة الصادقة ذات المصداقيّة العالية القادرة على ان تترك أثراً وتأثيراً مُهمّاً عند المتلقّي، كما نجح الامام علي بن الحسين السجّاد عليه السلام (ولادتهُ في الخامس من شهر شعبان المعظّم) عندما اعتلى المنبر في مجلس الطّاغية يزيد بن مُعاوية بن هند آكلة الاكباد في الشّام ليبلّغ رسالتهُ بالشّكل الذي قلب الرّأي العام ضدّ الطّاغية على الرّغم من نشوة الانتصار العسكري الذي ظنّ انّهُ حقّقهُ في كربلاء يوم عاشوراء على الحسين بن علي سيد الشّهداء عليه السلام، فجلس يتلقَّى التهاني البائسة بهذه المناسبة!.
لقد نجح الامام السجّاد عليه السلام في توظيف الدّمعة والعاطفة لتبليغ رسالته المقدّسة، رسالة كربلاء، فعلى الرّغم من حمَلات التّضليل التي قادها الأمويّون من خلال جهازهم الاعلامي الواسع وفقهاء البلاط وعلماء السُّوء، لتشويه جوهر النّهضة الحسينيّة، الا ان الامام عليه السلام وعمّته الطّاهرة العقيلة زينب بنت عليّ عليهما السلام، نجحا في قلب الطّاولة على رأس الطّاغوت وتغيير القناعات والمفاهيم وكلّ ذلك بمصداقيّةٍ عاليةٍ وثقةٍ بالنّفس قلّ مثيلها وبالصّبر والتحمّل على الرّغم من عِظَم المصاب!.
ثانياً؛ الدّعاء الذي يمثّل النّسغ الصّاعد من العبد الى رَبِّهِ تعالى.
لقد علّمنا الامام السجّاد عليه السلام أدب الحديث مع الله تعالى، وأُسس الدّعاء ومعانيهِ وفسلفتهِ، فلقد ترك لنا الامام (ع) سِفراً عظيماً من الادعية والمناجاة التي تحتوي في نصوصِها على مختلف العلوم بالاضافةِ الى الجانب الرّوحي الذي يحتاجهُ الانسان عندما يُرِيدُ التّخاطب مع الله تعالى لاستدرارِ رحمتهِ واستنزال عطفهِ ومغفرتهِ وخاصةً في وقت الأزمة والضّيق والبلاء والشدّة، كما قال تعالى {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ}.
وما احوجنا اليوم الى ذلك وَنَحْنُ نمرُّ بمحنةٍ عظيمةٍ، نحتاجُ فيها الى الدّعاء والتضرّع الى الله سبحانهُ وتعالى لينجينا منها بسلامٍ.
ثالثاً؛ التّربية والتّعليم والتّمكين.
لقد اشتهرَ عن الامام عليه السلام انّهُ كان يشتري العبيد ليعلّمهم ويربّيهم ثم يعتقهم ليمكّنهم في المجتمع كعناصر صالحة قادرة على ان تؤدّي رسالتها المقدّسة في الحياة بالايمان والعلم النّافع والعمل الصّالح.
هذا الدّرس المهم الذي يُعتبر حجر الزّاوية في نظريّة تعاقب الاجيال علينا ان نتعلّمهُ من الامام لنُساهم في خلقِ جيلٍ جديدٍ من القادة النّزيهين والكفوئين ليحلّوا شيئاً فشيئاً محل جيل السياسيّين الحالي، الفاسد والفاشل المملوء عقداً من الماضي.
لقد كان الامام عليه السلام يبذل جهداً استثنائيّاً في تربيتهم وتعليمهم ليصنع منهم عناصر تؤمن بالسّلام والتّعايش والصّالح العام وحبّ الخير والعمل الصّالح، خاليةً نفوسها وقلوبها من الغلّ والحقد والكراهية وروح الانتقام، مملوءةً بروح التجاوز والمغفرة عن الاساءة وكظم الغيظ والعفو، فضلاً عن سلامة العقيدة، ولذلك نجحت في المجتمع على الرّغم من كلّ التحدّيات الكبيرة التي كانت تواجهها في ظل السّلطة الظّالمة والغاشمة.
انّ التّربية والتّمكين نظريّة مهمّة جداً أرسى قواعدها أئمة أهلُ البيت عليهم السلام، فلولا ذلك لاندثرَ الاسلام ولشوّهت السّلطات الحاكمة الظّالمة تعاليمهُ وغيّرت وبدّلت أسسهُ وقواعدهُ الحقيقيّة التي أَنزلها الله تعالى على عبدهِ رسول الله (ص) في مبعثهِ الشّريف.
انّ من نِعم الله تعالى علينا ان منّ علينا بأهل البيت (ع) فتعلّمنا من الحسين بن علي (ع) [ولادتهُ في الثّالث من شهر شعبان المعظّم] كيف ومتى ولماذا نضحّي؟ كما علّمنا الرّفق والرّحمة في التّعامل مع بَعضِنا، فلولا الحسين عليه السلام وتضحياتهِ السخيّة ونهجهِ الثّوري الطّاهر وأسلوبهِ الرّسالي الرّاقي لكنا اليوم في صفوف القتلة والمجرمين من الارهابيّين التكفيريّين، فالحسين عليه السلام شعارنا ودِثارنا وأسوتنا وقدوتنا ورايتنا، نرضع مع حليب أمّهاتنا حبهُ ونشبّ ونكبر على الولاء لهُ، فهو الفاروق بالنّسبة لنا الذي يفرّق بين الحقّ والباطل، بين الحبّ والكراهية، بين التّعايش والتّكفير، بين الحياة بشرفٍ او الموت بعزٍّ.
وتعلّمنا من العبّاس بن علي عليهما السلام [ولادتهُ في الرّابع من شهر شعبان المعظّم] الوفاء والإيثار والشّجاعة في الوقوف مع الحق ضدّ الباطل، فذهب العباس (ع) مضرباً للمثل في الجود والسّخاء ورفض حياة الذلّ والعبوديّة والموت من أَجل حياةٍ أفضل عندما يخيّرهُ الطّاغوت بين الخضوع او الموت بعزٍّ.
انّ الوفاء يعني في جوهرهِ الالتزام العملي بالنّهج والخطّ والمدرسة التي رسم معالمها أئمّة أهلُ البيت عليهم السّلام، فاذا ظنّ الارهابيّون انّهم بالقتل والتّفجير والتّدمير وإراقة الدّماء وازهاق النُّفُوس سيثنوننا عن رسالتِنا ويجبروننا على الانقلابِ على مدرسة أهل البيت (ع) وترك علي والحسين عليهم السلام فهم واهمون، وذلكَ دليل جهلهم بإيمانِنا وعقائدِنا وثباتِنا ويقيننا، فالتزامنا بمدرسة أهل البيت عليهم السلام مسألة حياة او موت لم ولن نتنازل عنها ابداً، ولهم في التاريخ عبرة وخبرة وتجربة.

اترك تعليقاً