السيمر / الاثنين 06 . 06 . 2016
أنور السلامي
الحياة جميلة, لان الباري جعْل النور, لنشاهد به عظمه, من جبال ونبات وحيوان بألوانها وأنواعها المختلفة, وهذا الضوء الأبيض, عبارة عن مجموعة من الألوان, المجتمعة لتشكل طيف الشمس(قوس قزح), فعند سقوطها على الأجسام, التي تمتص بعض من هذه الأشعة, ويبقى جزاء منها على الجسم , يسمى ذلك نورا , وهذه العملية تسبب الإبصار, ويعٌبر عن النور بالخير والهداية, أو السير على الطريق الصحيح , وعكس النور الظلمات,أي العتمة, وكذلك تدل على الجهل والتخلف والشر, والانحراف بكل أنواعه الأخلاقي والعقائدي والفكري.
خلق الباري الإنسان, وسخر له كل ما يحتاجه, على هذه الأرض , شرط أن يترك الظلمات, ويتبع النور الذي تجسد بالرسل والأنبياء والصالحين, هذه المقومات, تمكنه من العيش في جنة الباري الدنيوية, ولكن يد الظلمات, والمتمثلة بالشياطين والجن, وهي تحاول جاهدة تجريد الإنسان من الهدف المنشود, , دائما تجتهد لتسقطه في بحر الظلمات, مما يجعله مجرد مخلوق عبثي يتبع هواه, ليكون دورة محدود في الأكل وممارسة الشهوات, وإبعاده عن الخلافة, التي وهبها الباري له على جميع المخلوقات.
الفساد, أداة يستخدمها الشياطين والجن, للسيطرة على ضعاف النفوس, والمنتشرين كالا رضه في هيكل الدولة العراقية, وللتخلص من هذه آلافه, يجب أزالتها بالكامل, لأنهم يسرقون عن علم ولا يبالون , وهذا مع عبرت عنه المرجعية الرشيدة (لقد بٌح صوتنا), أي هدايتهم لأنهم لا يسمعون , تلبس الشيطان فيهم, واستحوذ عليهم, فتمادت أيديهم من الفساد, إلى سفك دماء الأبرياء, لان الفساد هو مقدمه لما تلاحظونه من قتل وهتك للحرمات, بشكل رهيب وملفت للنظر, وذلك بسبب البعد عن الباري, وهذا ليس للفاسدين فقط , بل للمجتمع عموما, على اعتبار أن الفساد, أصبح ظاهرة مقبولة في المجتمع, مع شديد الأسف, بل البعض يتفاخر بها, أمام الناس ويلقب سارق المال العام (بالسبع), والذين يمارسون الربا والزنا, يٌعّبرون عنهم (بالشباب أتركوهم بعدين يعقلون ), ليرفهّوا عن أنفسهم, ويجب أن يعيشوا, حسب فهم عائلاتهم, بدون ضوابط أخلاقية أو عقائدية أو فكرية وهذه الظاهرة متفشية في مدننا, بسبب هذه تبريرات الواهية والتي لا تٌعّبر عن المسؤولية , فكيف نطالب بالإصلاح الحكومي دون الإصلاح الذاتي أي نبدأ من أنفسنا, ثم يظهر للمجتمع, بعد ذلك يخرج من الظلمات, ليشع نورا العراق, ولن يطول ذلك كثيرا, بعزم الخيرين نحقق الإصلاح.