السيمر / الجمعة 10 . 06 . 2016
معمر حبار / الجزائر
البارحة وخلال درس رمضان، قال الإمام فيما نقله عن الفقيه صاحب الكتاب، أن من أركان رؤية هلال رمضان..
الذكورية لأن رؤية الهلال خاص بالرجال دون النساء، وبالتالي لا تقبل شهادة المرأة، فيما يخص رؤية هلال رمضان وغيره.
صاحب الورقة لن يتدخل في مسائل فقهية، فهذا علم له أهله وأصحابه، لكنه يطرح جملة من الأسئلة، ويقف عند بعض الملاحظات، لعلّها تنير القارئ وتساعد الفقيه في توسيع الفهم ، وإدراك حقيقة الواقع والمجتمع.
رؤية الهلال عملية بصرية تعتمد على دقة النظر، وكل من الرجل والمرأة يزداد بصره حدّة عبر الزمن، وينخفض أيضا عبر الزمن، وكل معرض لما يعطّل البصر ويضعفه، وفي هذا يتساوى الرجل والمرأة. فبأيّ حق تستثنى المرأة من رؤية الهلال، بما أن كليهما يستويان الدقة، والحدّة، والضعف، والتعطيل؟.
قد تكون المرأة أفضل حال من الرجل من حيث دقة النظر وحدّته، وقد يكون الرجل أضعف بصرا، وشيخا كبيرا، وبه علّة تعطّل بصره. فكيف يقبل بالرجل الضعيف، والهرم، والمريض، وتحرم المرأة الشابة ذات البصر الحاد، والصحيحة غير المريضة، ذات النظر السليم، دون علّة تمنعها من رؤية الهلال؟.
المرأة اليوم، عالمة فلك، ومديرة الأحوال الجوية، وفقيهة، ومفسرة للقرآن الكريم، ومخترعة للآلات الرؤية، ومسيّرة لها، وعارفة بشؤون رؤية الهلال المجردة. وفي المقابل قد يكون الرجل جاهل بشؤون الرؤية، غير عارف بأوقاتها وأماكنها الدقيقة جدا، غير مؤمن بالآت المساعدة على الرؤية وناكر لها. فكيف يعقل في هذه الحالة، أن يقدّم الرجل الجاهل والمنكر لفضائل آلات الرؤية على العالمة، والفقيهة، والمفسّرة، والعارفة المدركة لحقيقة رؤية هلال، لأنها ببساطة إمرأة.
مازلت أتساءل كيف يكون رؤية الهلال خاص بالرجال دون النساء؟، ونحن نرى رأي العين كيف تم تسييس الرؤية من طرف الرجال..
فهذا يصوم وفق الدولة ما وراء البحار التي يتبعها ويخضع لها فكريا وعقديا، ويخالف في ذلك رؤية 40 مليون نسمة من مجتمعه الذي أفتى فيه الرجال، بأن رؤية الهلال يوم كذا وكذا.
ورجال دولة أخرى، يتعمدون أن لا يصوموا مع جيرانهم، لأنهم يختلفون معهم في المواقف السياسة.
ورجال آخرون يتملقون دولا أخرى، ويصوموا أو يفطروا معها، حتى يربحوا عطف بعض الرجال الذين ينتمون لتلك الدولة عقديا وفكريا.
ورجال آخرون، ظلوا طيلة حياتهم يخالفون الجميع في رؤية هلال رمضان، لأنهم يتعاملون مع العالم أجمع، على أنهم الأحسن والأفضل، ورؤيتهم هي الأصدق.
فكيف يقبل بشهادة مثل هؤلاء الرجال فيما يخص رؤية الهلال، وتحرم المرأة لأنها إمرأة، وقد تكون أحسن منهم جميعا في العلم ،والورع، والصدق، والإخلاص، وحسن البصروالبصيرة؟.
هذه ملاحظات ذكرت وأسئلة طرحت، بشأن إحتكار الرجل ظلما لرؤية هلال رمضان وغيره، وظلم الرجل للمرأة وحرمانها من قبول شهادتها فيما يخص رؤية هلال رمضان وغيره، وهي..
عالمة الفلك، ورائدة الفضاء، ومديرة الأحوال الجوية، ومخترعة آلات رؤية الهلال، والواضعة لجدول مواقيت الصلاة، والفقيهة، والمفسرة ، والمحدثة، ناهيك عن كونها رئيسة الدولة، والقاضية، والوزيرة، والسفيرة، والجنرال، واللواء.