السيمر / الثلاثاء 27 . 09 . 2016
عبد الجبار نوري
” لما كانت الحروب تتولد في عقول البشر، ففي عقولهم يجب أن تبنى حصون السلام” الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة——
يمرُ ذكرى أعتماد يوم 21 أيلول/سبتمر1982 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة يوماً مكرساً لتعزيز مُثلْ وقيّمْ السلام في أوساط الأمم والشعوب ، وبمناسبة مرور ذكرى ربع قرن لهذا اليوم سيكون شعار الأحتفال لهذا العام ” السلام والديمقراطية –أبلغ صوتك” فقد جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة : أن الغرض من أنشاء المنظمة هو منع نشوب النزاعات الدولية ، وحلّها بالوسائل السلمية ، وأفشاء ” ثقافة السلام ” على الأرض ، وتوضحت للبشرية : أن الديمقراطية هي العلاج الجذري في ترسيخ مفاهيم السلام ونبذ الحروب وأدانة تجارها ، وما حصدت البشرية من ويلاتها خلال الحربين الكونيتين الأولى والثانية من مآسي ونكبات وجينوسايد أبادة الجنس البشري ، وكانت خسائر وفواجع الحرب الأولى 10 مليون قتيل و20 مليون جريح ومعوّق ومفقود ، والثانية : 60 مليون قتيل وأكثر من 90 مليون جريح ومعوّق ومفقود ومصاب بمرض نفسي ، أضافة لخسائر مادية في البنى التحتية والفوقية ، وصرف آلاف الأطنان من الذهب والمليارات من العملة الصعبة لأدامة زخم معارك المجانين ، وتراجع الدور الريادي لأوربا في توجيه سياسة العالم ، وكانت هذه الخسائرالمادية والبشرية والأقتصادية وأشعال الحرائق في هذا الكوكب الجميل ( رسالة ) على عدوانية النظام الرأسمالي وحيتان كارتلاته المؤدلجة بالمالثوسية الشريرة في أبادة الزائد على الملاك من البشرية في طاحونة الحروب لكي يعيش الباقي برفاهيتهم المزيّفة ، وبالمقابل ظهرت مدرسة الأشتركية العلمية بعد ثورة أكتوبر المجيدة في 1917 التي أرست قواعد السلم ونبذ الحروب وأنتشرت شعارات الأنسنة والتأكيد على أن ( الأنسان هو أثمن رأس مال ) و كان شعار لينين { الأرض والخبز والسلام } .
لذا أحتفل العراقيون بيوم السلام العالمي The World Peace Day In IRAQ بتوليف الموسيقى والسياسة بأشراف طوعي من الموسيقار ” نصير شمه ” ، وتبني 14 كتلة سياسية أعلنت الأعتراف بالمباديء الأخلاقية الأممية والعمل معاً من أجل السلام ووضع حد للعنف في العراق ، وشارك الأحتفال نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ( جورج بوستين ) الذي عبّر عن تفاؤله في تقريب وجهات النظر بين المكونات السياسية بمبدأ الحوار ، وجرى الأحتفال تزامناً مع أحتفالات مماثلة في أنحاء العالم لأحياء يوم السلام العالمي ، وأشاع المهرجان أجواء الفرح والبهجة في قلوب الحضور ، وكانت للمبادرات الشبابية الجادة حظوراً من أجل التعايش السلمي والترويج لمفاهيم المواطنة والحوار وقبول الآخر ، والذي أعجبني شعار كلية الفنون الجميلة { أنا عراقي } وكانت لدائرة العلاقات الثقافية حضورا مميزا بمناسبة يوم السلام العالمي ، وتزامنت أحتفاليات وفعاليات موحدة في كافة القصور والبيوت الثقافية في بغداد والمحافظات ، والتي تمثلت بعروض مسرحية وفعاليات فنية كما شهدت الأحتفالية معرض رسوم الأطفال وجوائز مع هدايا .
وكان منهاج الكرنفال السلمي الرائع ، اليوم الأول / الأحتفال عند نصب الشهيد ببصمات الأطفال والفنانين وجمور غفير من العوائل البغدادية حيث ملؤوا سماء المنطقة بمئات البلونات الملونة وحمائم البيضاء وطائرات الورقية المكتوب عليها أماني وأحلام الأطفال في المحبة والتسامح والسلام ، واليوم الثاني مبارات كرة القدم بين فريقي الزوراء والطلبة على ساحة الملعب الدولي وبحظور كبير وبعدها أنطلق المدعوون بتظاهرات تهتف نعم – نعم للسلم ولا –لا للأرهاب والحروب ، واليوم الثالث ماراثون ركضة جماهيرية وبمشاركة مختلف الأعمار والأجناس ، وكان اليوم الرابع حفلة موسيقية على المسرح الوطني في بغداد الحبيبة أحياها الموسيقار العراقي ” نصير شمه ” بمشاركة فرقته الموسيقية العالمية .
لترتفع رايات السلام والمحبة في سماء وطني الغالي مع حمائم السلام حاملة أغصان الزيتون ، وتباً لصقور الموت وتجار الحروب وتحية أجلال لكل المبادرين لأحياء هذا الكرنفال السلمي ، والمجد للذين ضحوا من أجل بقاء الأنسان الذي سيبقى ” أثمن رأسمال “