الرئيسية / مقالات / تهنئة للشعب العراقي بعودة النجيفي لمنصبه!!!
الكاتب القدير الأستاذ محمد ضياء عيسى العقابي

تهنئة للشعب العراقي بعودة النجيفي لمنصبه!!!

السيمر / الثلاثاء 15 . 11 . 2016

محمد ضياء عيسى العقابي

أصدرت المحكمة الإتحادية العليا يوم 10/10/2016 حكماً يقضي ببطلان قرار رئيس مجلس الوزراء بإلغاء مناصب نواب رئيس الجمهورية الثلاث إذ إنه يخالف المادة (169 – ثانياً) من الدستور العراقي التي أوجبت تعيين نائب أو أكثر للرئيس.
ساعة سماعي قرار المحكمة الإتحادية هذا، توقعت أن يهرع الأمريكيون الى الإستفادة من هذا القرار القضائي (الذي توقعوه وسعوا إليه) بممارسة الضغوط على رئيس الجمهورية أساساً ورئيس الوزراء ثانوياً من أجل إعادة نواب رئيس الجمهورية الى مناصبهم علماً أن القرار القضائي لا يعني بالضرورة عودة نواب الرئيس السابقين حسبما أوضح الخبير القانوني طارق حرب.
هدف الأمريكيين ليست “المصالحة” أو الصالح العام بل إعادة الإعتبار الى أياد علاوي وأسامة النجيفي بالإضافة الى مسعود برزاني من ناحية ومن ناحية أخرى، وهي الأهم، أرادوا رد الإعتبار للمحاصصة وإزالة أي “تجرؤ” حصل عليها من جانب من أراد الإصلاح حقاً وهم ليسوا متظاهري ساحة التحرير.
لقد خسر الطغمويون والنجيفي بالذات المعركةَ الإستراتيجية في مجالات “حماية الدستور” و “حماية الديمقراطية” و”صيانة وحدة العراق” بعد أن أجج الإعتصامات لتوفير غطاء لتمرير داعش الى الفلوجة ومن ثم الى الموصل وصلاح الدين والرمادي مما أدى بالنتيجة الى قذفه، النجيفي، بالجماهير السنية البريئة وغيرها من المكونات البريئة الى مخيمات النزوح هرباً من داعش.
لذا نبذته الجماهير، ولذا هرع الأمريكيون لنجدته والإنتخابات على الأبواب فهو يمثل إستثماراً ثميناً للأمريكيين لقدرته على الكذب والتخريب.
أطلق النجيفي هذه الأيام كذبة لصقها بالعبادي لتبرئة أخيه أثيل المتهم قضائياً بالتخابر مع دولة أجنبية (تريد إحتلال العراق).
وجدتُ أنه من المناسب إعادة نشر مقال سابق لي حول تكذيب أسامة النجيفي وثائق ويكيليكس التي نشرت وثيقة تثبت استلام أسامة مبلغ 575 مليون دولاراً من مدير المخابرات السعودي. أصبح النجيفي الوحيد الذي يكذب ويكيليكس التي لم يجرؤ أحد قبله على تكذيبها حتى الأمريكيين أنفسهم.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ

يا أسامة من هو النكتة السمجة أنت أم ويكيليكس؟!!!

محمد ضياء عيسى العقابي

يجتمع الرئيس الفرنسي بوزرائه السياديين والقادة العسكريين والأمنيين ويصدر عنه كلام غليظ باتجاه أمريكا،
تستدعي وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة الأمريكية في باريس وتطلب توضيحات،
يطلق أوباما التصريحات والتأكيدات أنه ما عاد يتجسس على الرئيس الفرنسي الحالي،
يتدخل وزير خارجية أمريكا جون كيري،
وقبل فرنسا حصل المِثل في ألمانيا قبل سنتين تقريباً،
وحصل توتر في العلاقات الأمريكية – الروسية من قبل بشأن لجوء صاحب الوثائق العميل الأمني السابق (سنودن) الذي صحا ضميره وقرر نشر (أي شرَّ) وساخات حكومة بلاده على الحبل – ولجأ الى موسكو التي رفضت طلباً أمريكياً بتسليمه لعدم وجود معاهدة تبادل مطلوبين بين البلدين لكن أمريكا كانت مازالت تعتقد أنها سيدة العالم فإذا قالت “كن” فـ “يكن”.
جاء كل هذا على إثر نشر وثائق سرية في موقع الويكيليكس مسروقة من أكثر بلدان العالم تقدماً من حيث التكنولوجيا.
لا يهمني هنا ما ورد في وثائق الويكيليكس التي نحن بصددها ولا يهمني ما قال هذا لذاك وذاك لهذا…… يهمني أمر واحد فقط وهو أن لا أحد من هؤلاء جميعاً، وخاصة الأمريكيين، شكك أو طعن بصحة ومصداقية الوثائق التي ينشرها موقع الويكيليكس وما ورد ويرد فيها.
أما في العراق فالأمر مختلف. جلدنا مدبَّغ، وأكثر من قطرة بل أباريق وسطول قد طاحت من أوجه البعض ومع ذلك ادّعى ذلك البعض بأن وجهه كوطنيته “ناصع” . يا لهم من وقحين وذوي عيون قحاب.
ببساطة إعتبر أسامة النجيفي أن ما أورده موقع الويكيليكس حول إستلامه مبلغ (575) مليون دولار من مدير المخابرات السعودية “نكتة سمجة يراد منها النيل من وطنيته الناصعة”!!! حسب البيان الصادر عنه وهو نائب رئيس جمهورية العراق حالياً ووزير الصناعة في عهد صدام!!!!
دعونا نتفحص كم كان أسامة النجيفي “ناصع الوطنية” لنتعاطف معه ونطرح وثيقة الويكيليكس أرضاً وندوس عليها ونهلل لنائب الرئيس الذي تسلم راية تحرير الموصل من رئيس الجمهورية رغم عدم وجود مسوغ قانوني لتشريفه بتلك المهمة ولو إسماً وضحكاً على الذقون لخاطر الأمريكيين!!
– ظهر إسم السيد أسامة بجانب إسم زعيمه في إئتلاف العراقية الدكتور أياد علاوي (ورد إسمه في وثائق الويكيليكس أيضاً) وذلك في رسالة نشرتها أمهات الصحف الأمريكية كإعلان مدفوع الثمن يشكيان فيها للشعب الأمريكي من موافقة رئيسه أوباما على سحب الجنود الأمريكيين من العراق “وهو في حالة حرب أهلية” …. (كان البعض يخطط لتلك الحرب في واقع الحال، فخلط بين الحاضر والمستقبل).
لا أعتقد أن احتجاج السيد أسامة اللاحق على ظهور إسمه في الرسالة ضد إرادته يغير من الأمر شيئاً، فهؤلاء معتادون على مثل هذه الممارسات.
– دون مسوغ قانوني رفض أسامة النجيفي رئيس مجلس النواب عرض طلبات مجلس القضاء على المجلس النيابي بحجب الحصانة عن (17) نائباً للتحقيق معهم بتهمة الإرهاب. كانت حجته هزيلة وهي تشكيل لجنة برلمانية للنظر في قضاياهم، وهو أمر يخص القضاء وليس مجلس النواب. مع هذا لم يسمع النواب كلمة من تلك اللجنة “التحقيقية”.
– أشير فقط دون تفاصيل الى دور النجيفي في تعطيل دور مجلس النواب. كفى أن نسمع رئيس مجلس النواب الحالي الدكتور سليم الجبوري لنعلم منه وهو يصرح عن مشاريع قوانين عديدة تهم البناء الديمقراطي والاقتصادي والامني في البلد وهي نائمة في أدراج رئيس المجلس السابق منذ سنين طويلة.
– ما أن خرج من إجتماع ضمه في واشنطن مع نائب الرئيس الأمريكي السيد جو بايدن صاحب مشروع تقسيم العراق – حتى أطلق صيحة العمل المستقبلي: “السنة مهمشون ومقصيون ويريدون الانفصال عن العراق وسوف يطالبون بالأقاليم”. وكرر الكلام في الاتحاد الأوربي متمماً جهد السيد علاوي الذي ذهب لاجتماع نظمه حلف الناتو في روما وشكا لهم دور ايران في العراق!!!
– يبدو أن أسامة وبايدن قررا اللعب على المكشوف. فما عاد نافعاً إدعاء إئتلاف العراقية بالوطنية ونبذ الطائفية بل قررا العزف الصريح على الوتر الطائفي و”زحلقة” أياد علاوي شيعي المولد الذي آل في نهاية المطاف الى تزعم شريحة من شرائح إئتلاف العراقية الذي تشظى. كان كل هذا لإعداد المسرح لمشاهد لاحقة بضمنها تعبيد الطريق الى الفلوجة والموصل وصلاح الدين والرمادي أمام داعش.
– تجشم السيد أسامة عناء السفر الى قطر فقط لتجري له فضائية الجزيرة مقابلة حسب قوله!!!. أهم ما قاله في المقابلة كان تصريحاً يشي بأنه قد حضر إجتماعاً لغرفة عمليات قررت إعلان ثورة في العراق مؤكَدَة النجاح وكان على السيد أسامة نشر الإرتكاز “القانوني” لها مسبقاً لتعزيز ما نشرته ألة الإعلام الأمريكية وبذلك تلقى “الثورة” تفهماً خارج العراق. كان الارتكاز “السنة أغلبية وهم مضطهدون ومهمشون بسبب سياسة نوري المالكي الطائفية”.
– حرض السيد أسامة الجيش والقوات الأمنية في الموصل وسامراء على عدم طاعة قادتهم.
– ما أن أُعلن عن تسليم الموصل بيد داعش حتى وشى السيد أسامة بما كان مخططاً، حسب فهمي لتصريحاته في ذلك اليوم التي سمعتها مباشرة في فضائية (الحرة – عراق) يوم 10/6/2014. لقد قال أمرين في غاية الخطورة هما:
o “إن العراق يشهد إنهياراً أمنياً وإنهياراً عاماً.”
(أعتقد أن تقديرات الأمريكيين وقادة تركيا والسعودية وقطر والطغمويين العراقيين وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني كانوا واثقين أن إعداداتهم التي امتدت لسنين طويلة قد تعود الى ما قبل 2006 كانت ستؤدي الى سقوط كامل الدولة العراقية ما أن يُعلن عن سقوط الموصل بيد داعش. وهذا هو المقصود بالإنهيار العام.)
o “العراق يتعرض لعدوان خارجي وهناك دولة أجنبية متورطة في الهجوم.”
[لم نسمع شيئاً عن هذه الدولة الأجنبية من السيد النجيفي لحد هذا اليوم. لماذا؟ أعتقد أن الخطة كانت تقضي باتهام ايران بإرسال داعش الى العراق بعد إستكمال المشهد على الوجه التالي: يُفسح المجال لداعش لقتل وتهجير الملايين من شيعة الوسط والجنوب ومن ثم قتل وتهجير المسيحيين والأزيديين والتركمان والشبك والرافضين من الكرد.( كانوا واثقين أن جميع السنة سيؤيدونهم وهو أمر آخر يكشف مدى غباء المتآمرين). ومن بعد “يقضي ثوار العشائر” على داعش لإنقاذ إخوتهم العراقيين الذين ورطهم قادتهم الدكتاتوريون. وما كان ذلك ليكلفهم أكثر من حلق اللحى وتغيير الزي!!!! ] أخيراً، ألم يتبين من هو النكتة السمجة يا سيد أسامة؟!!!!!
لكن … القضية أبعد من نكتة. ألم نقل مراراً وتكراراً أن الطغمويين مصرون على استعادة سلطتهم الطغموية المفقودة سالكين جميع الطرق المعوجة قبل المستقيمة ومنها التعاون مع الإرهاب والتخريب من داخل العملية السياسية؟
هذا الاصرار هو أس المشكلة العراقية وجميع ما خلاه مشتق وثانوي.
لو كانت لدينا منظمات مجتمع مدني حريصة حقاً على الوطنية والديمقراطية لطالبت باحالة السيد اسامة النجيفي وغيره من المتورطين الى القضاء بتهمة الخيانة العظمى.

اترك تعليقاً