أخبار عاجلة
الرئيسية / مقالات / ترامب (غورباتشوف أمريكا)!!!

ترامب (غورباتشوف أمريكا)!!!

السيمر / الأربعاء 16 . 11 . 2016

عمار الحر

.. أعتقد وحسب رأيي المتواضع ان النظام الامريكي بحاجة الى تصحيح الاخطاء وأيقاف التخبّط وسوء الادارة, وإعادة العلاقات مع كل دول العالم سواء كانوا من الحلفاء او الأعداء, بما يتناسب والتغييرات الاقتصادية والعسكرية والفكرية السائدة اليوم, بعد ان أكل الأنترنت والأرهاب والأزمات الاقتصادية على كل قيم مابعد الحرب العالمية الثاني والحرب الباردة وشرب.
وأعتقد أن ترامب ليس حالة وليدة اليوم وليس صدفة في أعظم السياسات في العالم! بل هو خير من يُعتمد عليه في تصحيح الكثير من الأمور, وإقرار سياسات جديدة قد تصطدم بالأحلاف القديمة وتتصادم مع الحلفاء, لايستطيع النظام السياسي الأمريكي المخضرم تبريرها, ناهيك عن تحوّل السياسة من مرحلة النفوذ الجغرافي والعسكري الى مرحلة النفوذ الاقتصادي, حيث تحتاج البلدان اليوم للنهوض الى قادة أقتصاديين أكثر من حاجتها الى قادة عسكريين أو فلاسفة منظّرين .
اما ترامب ولشخصيته الجدلية في كل الأمور- من التعامل مع الأرهاب الى مجانية حماية دول الخليج, مروراً بالموقف من الناتو وأعضاءه, الى الاسلامفوبيا والجدار الحدودي مع المكسيك, التي سيعيد لها وللكثير من الدول, كل مهاجريها الغير شرعيين – فهو خير شماعة يستخدمها النظام السياسي الأمريكي, في تعليق نتائج ما سيقوم به هذا النظام من تغيير وتغيرات على صعيد الداخل والخارج.
فترامب الشخصية الأقتصادية المخضرمة, لم يلمس منه في كل خطاباته الأنتخابية مايدل على أمتلاكه الحد الأدنى من الخبرة السياسية أو الدبلوماسية, لكنّه كان بارعاً في اقامة الصفقات بينه وبين الناخب الأمريكي, من خلال خبرة التاجر أبن الشارع الذي يعلم ماذا يحتاجه الشاب الأمريكي, من مواد (وعود) مادية تنقذه من البطالة, وتزرع فيه الأمل بالثراء, كذلك هو لم يبخل على العقل الأمريكي( الهوليودي) بالوعود المعنوية التي تعيده الى بطولات رعاة البقر( الكاوبوي), بعد ان اصبح واضحاً للعالم كلّه بصورة عامة, والمواطن الأمريكي خاصة عجز الولايات المتحدة الأمركية, في الفترة الأخيرة من أن تكون صاحبة القرار الأول والأخير في العالم.
لذلك فترامب اليوم هو سياسي المرحلة التي تتطلّب التغييروالتراجع في كل الأمور أنفة الذكر أعلاه, دون ان يكون هناك أي إراقة لماء وجه أمريكا, حيث سيظهر وكأنّه المتمرّد على النظام الأمريكي القديم, الذي خطط للشرق الأوسط والعالم أجمع لكن ترامب كانت له مخططاته.
وأعتقد ان التغيير الترامبي لا يحتاج الى فترة طويلة, كي تُلمس نتائجه خاصة في الشرق الأوسط من سوريا والعراق, الى دول الخليج التي ستضطر الى دفع ثمن كبير للولايات المتحدة التي سيكون ترامب يدها في حَلبْ تلك الدول, سواء بالأبتزاز بقانون جاستا, أو بالوعود بحماية تلك الممالك المهترئة, لذلك اعتقد ان ترامب سوف لن يكمل فترته الاولى , وسيجبر على الاستقالة بمجرد اكمال مهمته.
لأنه سيبقى محل جدل في دهاليز السياسة, وجدال في الشارع الأمريكي الذي سيبقى منقسماً, رغم كل محاولات الحزبين الكبيرين في أمريكا, من تخفيف حدّة الجدال الذي ليس من المستبعد ان يتحوّل الى صدامات, قد تؤدّي فعلياً الى أعلاء صوت المطالبين بالانفصال عن الولايات المتحدة, أو الى الانفصال الفعلي في مرحلة ما لبعض الولايات. لذلك أعتقد أن ترامب سوف لن يكمل فترته, لأن لا أحد من السياسيين الأمريكان سيسمح له بأن يكون غورباتشوف أمريكا.

اترك تعليقاً