السيمر / الأربعاء 16 . 11 . 2016
ملهم الملائكة
نشرت هذا المقال في اليوم الأول لتولي باراك حسين اوباما السلطة عام 2008، وها أنا أنشره في وداعه من باب المقارنة بين الواقع وبين المتوقع.
إصطفت كل الأنظمة الشمولية في العالم بانتظار أن يمنحها باراك حسين اوباما صكوك الغفران من اللعنة الإبليسية التي صبها عليها جورج ابن دبليو بوش!
ومع هذه الأنظمة احتشدت النظم السياسية والتنظيمات شبه المتسلطة والمنظمات شبه الحكومية والأحزاب شبه الحكومية والأديان شبه السياسية والساسة شبه الشيوخ والعمائم التي تخفي خوذات الجنود والرؤوس الشريرة وكل سيوف الحق!! وخناجر الوفاء( والخنجر في كل الثقافات سلاح الغدر!) ومعهم كارتلات النفط التي تقودها أمارة صغيرة الحجم عظيمة الأثر تصنع في شوارعها الأنيقة أخبار الدول العربية والوعي العربي الإسلامي عبر فضائية تتفق مع كل طموحات العقل العربي الإسلامي الذي توقف عن العمل منذ قيام ثورة المعلومات ،ولا أجد تفسيرا للعلاقة بين الواقعتين الا اذا رضخت عقولنا لنظرية المؤامرة التي يهواها العرب و وحلفاءهم، لكن فضائيتهم المؤيدة المنصورة ( كما نصرت القائد الفذ الضرورة لينتهي مشنوقا بحبل في سجن الكاظمية قريبا من سجن المنصور الدوانيقي الذي حبس فيه الأمام موسى الكاظم، هل هي مصادفة أخرى، هذا زمن المصادفات الإعجازية!) روّجت لأبن حسين أوباما كما لو كان حلم المسلمين بالمخلص الذي يظهر آخر الزمان لينقذ العالم.
شيعة العرب والعجم يقلّبون صفحات رواياتهم ليوفّقوا بين ظهور الأسود الطويل في دولة الشمال الذي يمهد لظهور المهدي وبين ما جاء في تلك الروايات ، فيما سنة المسلمين من العرب والهنود والباكستانيين وغيرهم الذين ارتضوا حكم قيادتهم المجاهدة فأعلن عنهم الشيخ الظواهري أنّه راضي عن باراك اوباما وعلى المسلمين ان ينتظروا التغيير من طرفه .
في ضوء هذه المواقف المفرحة سيقوم السيد ابن حسين اوباما برسم سياسته الجديدة وفق معطيات تناسب العصر النووي الإسلامي الحماسي القاعدي وفق ما يراه فقهاء الطرفين.
وصول اوباما الى السلطة يؤشر منعطفا هاما في التأريخ الأمريكي، فهو أول رجل غير أبيض يتولى رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية ( وهو أمر لم يسر القوميين – وبالذات العرب منهم- واليساريين في العالم لأنه أثبت بما لا يقبل الشك أنّ كل ما قيل عن سياسة التفرقة العنصرية التي يعيشها المجتمع الامريكي – حسب ما يعلن أصحاب وعشاق نظرية المؤامرة- الذي يلفظ انفاسه بسبب الأزمات الاقتصادية والسياسية المتعاقبة وبسبب تفكك الأسرة وانتشار الجريمة وانتشار المخدرات والأسلحة كان محض هراء وأمنيات مريضة لأجيال حاقدة من أبناء الأنظمة الفاشلة والدول الفاسدة ) علاوة على ذلك، فأنه أول رئيس من أصل غير مسيحي يحكم الدولة الأعظم في العالم.
هذا بحد ذاته يثير شهية النظم الإسلامية الأصولية والقومية الشوفينية والشمولية الدينية والقومية عبر العالم ، فكون الرئيس الامريكي الجديد متحدر من كينيا يعني أنه يحمل في نسغه بذرة الدفاع عن قضايا الفقراء ( لا سيما وان حملته الانتخابية لم تكلف سوى 700 مليون دولار- بقدر ميزاينة توغو – الأمر الذي يعني انّه من المتقشفين الزهادّ) لذا فأن الإسلاميين يتوخون فيه بذور الخير الذي آل اليه من جدوده المسلمين في كينيا !
وعلى موقع اسلامي مهم مختص بنشر اخبار الأنشطة الاصولية والإرهابية والمسلحة والفتاوى الأرضاعية الارتجاعية والاهتزازية القاذفة الضاغطة الصاعقة نشر سماحة الشيخ عبد الباسط عبد الغفار التهامسي مفتي الديار الإسلامية في أمارة “سدق” رسالة وجهها الى العالم الإسلامي ( على الأقل ما تبقى منه بهذا الوصف!) يكشف فيها عن تحول خطير في السياسة الامريكية .
كشف سماحة الشيخ التهامسي أن اوباما ولد لأب شيعي يدعى حسين وأم أمريكية، لكن أبيه لم يكن من المتمسكين بالدين ولا بعقيدة السلف الصالح لأنه كان رافضيا وهذا دأب الروافض ومن هنا فأن الأبن قد كبر في بيت لا يقيم شعائر الإسلام/ حتى أنّ أحد جيران عائلة اوباما ( من المؤمنين الصادقين الذين يعتمد كلامهم ويعد وشاية صلاح تخدم الأمة) قد نقل الى سماحة الشيخ الهمساني أن حسين اوباما لم يكن يقيم الصلاة ولم يكن يصطحب الى المختلى ابريق ماء ليتنّجى به كما تقضي العقيدة بل والأنكى من ذلك انه كان يحلق لحيته!
في مثل هذا الجو المنحرف عن قيم الإسلام الأصيلة نشأ وكبر باراك ( وأصل اسمه حسب بعض المتخصصين في علم الاسماء هو برّاق في اشارة الى الفرس السماوي الذي عرج برسول الله الى بيت المقدس، الا أنه غيّر الاسم فيما بعد لأغراض سياسية ) .
حال أن بلغ باراك سن الرشد أغوته المنظمات الماسونية التبشيرية ونجحت في أن تنصّره وتحوّله عن عقيدة الدين الحق الذين لن يقبل سواه، وهكذا تحول “براق” الى مذهب الكاثوليكية .
ومضى الشيخ التهامسي قائلا “معنى هذه الحقيقة المرّة أنّ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الذي يهلل له العالم بيساره الأحمر ويمينه السلفي الملائي هو مسلم مرتد عن دينه، وحكم المرتد عن الإسلام عند كل الفرق الإسلامية هو القتل، فكيف ننتظر خلاص الأمة على يد مرتد؟” على راي كبير العتاة!
وأكد الشيخ التهامسي أن اعلانه هذا لا يمثل دعوة لقتل اوباما قدر ما هو دعوة للأمة أن تأخذ حذرها من الأيام الآتية وما تحمله لأن أبناء الصليب قد قرروا ان يحاربوا المسلمين بمسلم مرتد وهو أخطر على الأمة من كل حكماء وزعماء إسرائيل.
وعاد سماحته وذكّر عقلاء الأمة ، أنّ ما يثبت صحة روايته هو اعلان اوباما استعداده للحوار مع ايران الشيعية ، فهو اذن متأثر بأصوله الشيعية الرافضية وسيمضي قدما في خدمة المشاريع الصفوية الامريكية، لافتا نظر العقلاء الى أن وصول اوباما الى السلطة في اقوى دولة في العالم هو بداية فتنة كبرى.
بعد هذا البلاغ المبين، هل تبقى الدول الشمولية واليسارية والمتياسرة والقومية تنتظر من الرئيس اوباما أن يصلح علاقات بلاده بها؟