السيمر / الاثنين 02 . 01 . 2017
طوني حداد / لبنان
ايلاريون كبوجي .. ابن حلب البهيّة بين المدائن ..
المطران المقاوم..مطران القدس في المنفى..
اعتقله الصهاينة حين كان مطران القدس للروم الكاثوليك بين عامي 1974 و1978 أربع سنوات قضاها في زنزانة انفرادية بعد إدانته بتهمة مشرّفة وهي تهريب الأسلحة للمقاومة الفلسطينية بسيارته الخاصه .
تم اطلاق سراحه من السجون الصهيونيه بواسطة من “الفاتيكان” قبل انتهاء محكوميته “12 عاماً” ونُفي الى روما حيث عاش هناك .
أبى أن يغمض عينيه قبل أن يرى مدينته حلب حرّة عزيزة كريمة مطهّرة من رجس الشياطين..
بعد أن خرج من المعتقل الصهيوني ونفته حكومة الكيان الغاصب زار مسقط رأسه حلب في مطلع ثمانينات القرن الماضي ,وأثناء ترؤسه لقداس أقامته مطرانية حلب احتفاءً به , صودف أن حان موعد أذان المغرب فطلب من أحد المشايخ المسلمين الضيوف الذين كانوا يحضرون القداس أن يصعد إلى منصة “الأسقفيه” التي عادة ماتكون في مكان بارز قرب الهيكل المقدس وطلب من الشيخ الضيف وبإصرار أن يرفع الأذان في الكنيسة ففعل بمشاركة المطران .!
تسلّم سيادته في بداية الحرب على سورية وساماً للسلام كان قد مُنح لسماحة مفتي سورية – ابن مدينته حلب – “أحمد بدر الدين حسون” من إحدى الهيئات الدولية الانسانية في ايطاليا ووقتذاك لم يستطع سماحة المفتي الوصول الى روما بل منعته -وبوقاحة- الحكومة الايطالية من الحضور..تسلّم المطران المقاوم “ايلاريون كبوجي” الوسام وقال :
“أنا عمّ المفتي المُكرّم وإنني أتسلم هذا الوسام نيابةً عن ابن أخي” ..!
اليوم نعاه سماحة المفتي “حسون” قائلاً :
“لقد مات اليوم عمّي ”
سيذكر التاريخ أنّ العَلَم الوحيد الذي رُفع في مدينة “مونترو” السويسرية أثناء انعقاد ماسمي مؤتمر “جنيف 2” حول سوريه 2014 – بعد الاتفاق على عدم رفع أي علم في قاعة المؤتمر- هو علم سوريا ذو العينين الخضراوين..
رُفع على قمةٍ شامخةٍ بها نعتزّ ونفخر..
رُفع على عنقٍ لم تنحنِ يوماً الاّ لخالقها..
على عنقِ قديس من سوريا.. عنق المطران “ايلاريون كبوجي” الذي أصرّ- متطوّعاً- على الجلوس في عداد الوفد السوري الرسمي- بل الشرعي-. في جلسة افتتاح المؤتمر وفاجأ الجميع بأنه دخل القاعة وكان يلفّ عنقه بالعلم الرسمي للجمهورية العربية السورية , وحين حاول وفد مرتزقة مايسمى المعارضه السورية الاعتراض بحجة قرار منع رفع الأعلام في المكان, قال لإدارة المؤتمر :
“قراركم هو عدم رفع أي علم على طاولات المؤتمرين أو في أماكن إقامة الوفود أو على الساريات أو على السيارات.. تستطيعون منع رفع الأعلام في أي مكان هنا, لكنكم لاتستطيعون منعي من رفع علم بلادي على عنقي ”
طوبى لكَ سيدنا القديس ..
لمثلكَ يفتح التاريخ أبوابه باسماً متهلّلاً ويفرش سجادته الحمراء احتفاءً , فقد مرّغتَ بالوحل أنوف الصهاينة الاسرائيليين سابقاً وفعلتها لاحقاً بصهاينة “مونترو” من أدعياء المعارضة السوريه .
نيافة المطران “ايلاريون كبوجي” ابن حلب المحررة وابن الأمة السورية العظيمه :
السلام لك في عليائك سيدنا , وليكن رقادك على رجاء القيامة بعد مسيرة النضال الطويلة الشاقة المباركة مع الأنبياء والقديسين والصديقين في المكان النيّر الذي تستحقّ..
وبالتأكيد سيكون ذكركَ مؤبّدا الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين ..
بانوراما الشرق الاوسط