السيمر / الاثنين 13 . 02 . 2017
مصطفى منيغ / المغرب
الأمور ببداياتها المترتبة عليها خواتمها، إن شاء المُحلِّل إتباع الخط السليم لتدارس صنف من الأحزاب أطولها قُزم اجتاحت البلاد في أواخر التسعينيات من القرن الماضي مكونة الزحف العشوائي (عن قصد) صوب تفتيت تماسك الساحة السياسية من ثلاثٍ هي كل تَوَجُّهَاتِها. مع الأيام طمع المختارون لتنفيذ ذاك العمل التهريجي في الأصل، لمواصلة اللعبة من مقامات انتقل إليها رعاة مستبدلين الركوض خلف قفزات المَعِز ، وصداع الأكباش، وروائح وبر الإبل ، بمظاهر العز، ورنين المُحَمَّلِ في الأكياس، وروافد أنشطة الليل بغير الدخول لتفاصيلها. أشخاص تعدادهم لا يصل أنامل اليد الواحدة مدفوعون لزعامة أحزاب لا طعم سياسي لها، ولا رائحة فكرية ، لا ينطبق عليها أي وصف، ولا تدخل في أي خانة، ولا تتسع في أي حجم ، ولا تصلح لأي واجهة ، ولا تتناسب مع أي مرحلة ، “أُعْجُوبَةٌ مُؤَكَّدٌ وُجُودُها بترخيص من وزارة الداخلية ، يتم إطعامها من أموال دافعي الضرائب من هذه الأمة . الآخرون يضحكون حالما يطَّلعون على قائمة الأحزاب السياسية الوطنية المغربية ويجدون مثل “الأعجوبة” ولو في الذيل . إن كانت الأحزاب ذات الخلفيات السياسية التاريخية تتنافس على تشكيل الحكومة المُعطَّلة حتى الآن فتلك “الأعجوبة” عن ما تتطاحن ؟؟؟ ، وبأي قوة تمثيلة تتطلع لذلك ؟؟؟ ، اللهم إن كانت مسموح لها الجلوس في كراسي الاحتياط لالهاء الشعب والمسرحية تُعْرَضُ عليه بواسطة التلفاز الرسمي .
كنا في مرحلة الشباب نحلم بمغرب قوي ونحن فيه سعداء ، ليس من حوله وحولنا ولا بجواره وجوارنا أعداء ، نُلَقِّنُ معاً مَنْ أرادَ “أنَّ الوطنَ متى اقترن بطموحات مواطنيه فَلْتَحَمُوا هم أبضاً بمقاصده في الرقي والازدهار وَصَلاَ الاثنان سُمُواً تباركه العلياء ، ودَرَجَات من التمدن يُضرَبُ بهن المثل في الضراء المُفتعل كعارضة ، والطبيعي العادي من السراء” . كنا رغم حداثة السن مغاربة في كل شيء، أمزيغ الأصل كجوهر، عرب الامتداد المقبول المظهر، متفتحون للنهل من ثقافات تبعدنا عن التقوقع أو الانزواء ، فحصل أن تغيَّرَ الوطن وما تغيَّرْنا ، رخَّص لمثل الأحزاب تُحْقِنُ الساحة السياسية الحزبية بفيروس الانحلال والعيش كالنباتات الطفيلية الملتفة في تسلط غير مُتَّزِن على الأشجار المثمرة وغيرها ، لامتصاص حق غير حقها، والبقاء لا شغل لها إلا تمكين وُرَيِّقَاتِها مِنْ يَناعَةٍ ملوَّنة حسب راعيها وداعمها ومانع أي طارئ يُبدِّدها، لأَجَلٍ مُؤَجَّلٍ بِأَجَل. وَلَيْتَها أحزاب تفرح القلب ، بل كابوس يصيب الغيورين على مصالح الوطن وهم يقظة في واضحة النهار بما يتراءى لهم واصِلاً حَدَّ المنكر ،
… تختبئ ربيبات المصائب الحزبية بعقد مؤتمر هناك وهنا ، مُدَّعية هذا إنتاجنا، مدفوع المصروف بالملايين من السنتيمات ، مُهْداة من أم وزاراتنا ، العالمة أن المجتمعين في ثلاثة أرباع من عددهم لا صلة لهم بها، إلا تلك الهنيئة لدفع زعماء معنيين إلى تربع نفس الكرسي بطريقة ضارة بديمقراطيتنا، إن تركوا نصيبا منها لنا. وبعدها الصمت إلى قيام الانتخابات للدوران من جديد كدائرة حديدية منزوعة من براميل فارغة يركض بها أبناء الفقراء كلعبة يقطعون بها الطرق المحفَّرة داخل أحزمة المدن المُهمَّشة سنة بعد أخرى من زمننا.
… طبعا البرلمان الأوربي في حاجة لممثلي أحزاب في المستوى المطلوب حاصلة على ثقة شعوبها قبل أي شيء آخر، الآتين لبروكسيل ليس للتحدث فقط في قضايا مصيرية كملف الصحراء المغربية ، لكن لإطفاء لهيب الغضب المتفشي قي تلك المؤسسة الكبرى المسموعة باحترام من لدن دول الاتحاد الأوربي بصورة مطلقة ،والمساهمة في احترافية دبلوماسية لها شروطها، في إصدار قرارات متينة تجعل السلام مرفرفاً براياته الناصعة البياض فوق مقري حكومتي المملكة المغربية والجمهورية الجزائرية على السواء ، وما يُقال في هذا الصدد يُطبَّق على ممثلي أحزاب قد يستعين بهم وزير الخارجية السابق (الغير المتوفر الآن على الشرعية الدستورية ليتخذ أي قرار من أي نوع يتجاوز تصريفه للأعمال حتى تشكيل الحكومة المُعطلة بأسباب معروفة عائدة في مجملها لأحزاب سياسية اجتمعت على العرقلة الممنهجة بامتياز) على إقناع المملكة السويدية للعدول على مواقفها المُتَّخذة لصالح أعداء الوحدة الوطنية المغربية ، معتبراً أن تلك الدولة لا عيون لها تراقب أحوال المغرب من سفارتها بالرباط ، متناسيا أن السويد قبل ميلها لما أصبح يشكل إدانة صريحة للدبلوماسية المغربية في هذه القضية بالذات كان سفير المملكة المغربية هناك من أبناء ذات الصحراء. ورغم خيبة الأمل أدخلته الدولة لمنحه منصب والي جهة العيون ، ألا يكفي هذا للتمحيص الجيد في كل من يلتحق للتحدث باسم الشعب المغربي العظيم مرخص له من طرف حكومة قائمة الذات لها وزير للخارجية ملزم بتنفيذ ما يخول لها القانون ليسري على الجميع .(للمقال صلة)