السيمر / الأربعاء 22 . 02 . 2017
محمد ضياء عيسى العقابي
قال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء في بيان له إن “رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي استقبل في ميونخ، اليوم، وفد الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور جون مكين رئيس لجنة التسليح في الكونغرس والذي ضم ١٢٢ عضوا من الجمهورييين والديمقراطيين. وإن السناتور مكين والوفد المرافق له أكدوا استمرار دعم العراق وحكومته وتوسيع افاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، معبرين عن اعجابهم بالنجاحات العسكرية وتنامي قدرات القوات العراقية ”.
أفترض وأرجو من رئيس الوزراء الدكتور العبادي ألا يصدق كلمة واحدة مما يتفوه به اليميني المتطرف السناتور جون ماكين وحليفه السناتور ليندزلي كراهام؛ وبالتالي ضرورة التأني في تصديق ترامب نفسه الذي ينتمي الى نفس حزب ماكين.
بصراحة الذي يثق بهم سيجد نفسه في يوم من الأيام (بعد أن يتمكنوا من الوضع داخل العراق عبر عملائهم الطغمويين* والبرزانيين والفاشلين والتواقين للذل الأمريكي) – سيجد نفسه مدفوعاً لزج العراق في حرب مع إيران وتأجيج الإرهاب ثانية في سوريا وتصفية القضية الفلسطينية رغم أنفه وإذا عارضهم فسوف يقولون له : أرِنا عرض كتفك!!! وإذا سايرهم طائعاً فسوف يواجه الشعب العراقي الذي لا يرحم.
نعم السير في خط النأي بالنفس عن المؤامرات المعادية للعراق والأمتين العربية والإسلامية هو سير صعب وينطوي على مشاق ولكنه ليس مستحيلاً وقد قطع العراق فيه شوطاً طويلاً منذ حكومة الجعفري وحكومتي المالكي وحكومة العبادي لحد الآن علماً أن الظروف العالمية تحسنت وما عادت أمريكا هي الحاكم الناهي في هذا العالم فهناك من يستطيع أن يوقفها عند حدها.
فالحذر كل الحذر، يا دكتور العبادي، من الإنزلاق في هذا الدهليز المظلم.
علينا أن نتذكر عن جون ماكين مثلاً:
– يوم تشرّف، ماكين، بتصوير نفسه مع الإرهابيين عند الحدود السورية التركية!!
– عندما زار ماكين عدة مرات بغداد للضغط على رئيس الوزراء الشجاع نوري المالكي طالباً منه زج العراق في تدمير الجيش والدولة والمجتمع العربي السوري، بحجة كلامية محتالة مفادها أن إمنعوا الطائرات الإيرانية من نقل السلاح الى الحكومة السورية الشرعية!!
– يوم وقف بكل وقاحة ضد الرئيس المالكي عند زيارته الأخيرة لواشنطن لأنه لم يُرد من العراق أن ينأى بنفسه عن مخططات أمريكا وإسرائيل وآل سعود لضرب المنشآت النووية الإيرانية والإطاحة بالنظام الإيراني دونما مبرر سوى إنتصار إيران لحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة!!
– دعوات ماكين وليندزلي كراهام المتكررة في الكونغرس (منذ أن أخرج المالكي القوات الأمريكية من العراق) الى إرسال قوات أمريكية مقاتلة الى العراق بحجة مقاتلة داعش التي خلقوها وكأننا غافلون عن نواياهم الحقيقية الخبيثة الرامية الى الهيمنة على مفاصل الدولة العراقية ومن ثم بدء مسلسل الحروب لصالح أمريكا وإسرائيل وحكام السعودية وقطر.
الرئيس العبادي:
إنك أمام خيارين صعبين للغاية:
– أحدهما مغرٍ على المدى القصير لكنه مسموم ومهين لصاحبه على المدى البعيد. هذا هو طريق الوثوق بالوعود الأمريكية. هؤلاء لا يعرفون الصداقة المتكافئة الحقيقية. إنهم يعرفون علاقة التابع والمتبوع ويريدون أن يقحموا العراق بشبابه ومال نفطه في آتون حرب مع إيران وإعادة تأجيج الوضع السوري وضرب المقاومة وتصفية القضية الفلسطينية.
– والآخر هو طريق الشرف والعزة والكرامة الوطنية وهو صعب ولكنه ليس مستحيلاً أبداَ وهو طريق النأي بالنفس مع عدم التهاون في مصالح العراق والعرب والمسلمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*): للإطلاع على “الطغموية والطغمويون” برجاء مراجعة هامش(1) في المقال المنشور على أحد الرابطين: