الرئيسية / ثقافة وادب / أولاد المَلْحَة

أولاد المَلْحَة

السيمر / الخميس 20 . 04 . 2017

د . إبراهيم الخزعلي

زَمَنُ المَغْضوبِ عَلَيْهِمْ
مِنْ أوّلِ مَعْنىً للجُرْحِ
وأوَّلِ قَطْرَةِ دَمْ
مُذْ رَسَمَ السُّلْطان
حدود القَصْرِ
وتولّى العَرْشِ
فانْتَفَخَ الكِرشْ
إذْ ذاكَ السَّيْفُ ،
للسّلطنة صار شعار
وبأمر السلطان ،
بدأ الذّبحُ ،
بدأ البطشْ …
والمغضوب عليهم،
منهم
مَنْ خَطَّ على جُدْرانِ الزّنزانةِ
أخر نبضات القلب
ومنهم
مَنْ لَمْ يَبْقَ
مِنْ تلك الأنفاسِ
سوى
بعض حروف
تحت الشمس
ومنهم
مَنْ فرّوا
عبر الصحراء
أو عبر بحار الموت
هرباً مِنْ سَيْفِ السُّلطانِ
الى أجوافِ الحيتانِ
ومنهم
مَنْ وقعوا في الأسر
فاقتيدوا سبايا
للقصر
عبيداً
وإماء
ومنهم
مَنْ امسى
حاجب قصر السلطان
أو سيّافا
آهٍ…
آآآآآآآآهْ…
لو أن الألم المكنون
والجرح
يجمعهم
(أولاد الملحة)*
من كل بقاع القهر
وخارطة الألم الكبرى
والقلب يكون
بوصلة للشمس
لكنَّ…
قلوب المغضوب عليهم
شتّى
أسفاً…
أسفا ،
فضاع الدرب المرسوم الى الضوء
والخطوات الحبلى
حيرى
في كل جهات ،
الأملِ
الحلم
والفارس …
في الزمن الرث
ركب العشواء

*(أولاد المَلْحَة ) يُطلق على الطبقة المعدمة في اللَهْجةِ العراقية

اترك تعليقاً