الرئيسية / اصدارات جديدة / اتحاد أدباء وكتاب البصرة يحتفي بـ(سحر القراءة) للكاتب جاسم العايف

اتحاد أدباء وكتاب البصرة يحتفي بـ(سحر القراءة) للكاتب جاسم العايف

السيمر / البصرة – خاص / الاثنين 24 . 07 . 2017 — على قاعة القاص والروائي الرائد (محمود عبد الوهاب) احتفى إتحاد أدباء وكتاب البصرة، في جلسته الثقافية المعتادة، بـالكتاب “جاسم العايف” لمناسبة صدور كتابه الرابع (سحر القراءة)، وقدمه القاص والروائي ياسين شامل، وحضرها عدد كبير من الأدباء والمثقفين. أستعرض شامل السيرة الثقافية الخاصة بالمحتفى به، ثم تطرق إلى محتويات الكتاب، الذي أصدره إتحاد أدباء وكتاب- البصرة – لبنان 2017 وبدعم شركة آسيا سيل للاتصالات، وبالتزامن مع مهرجان مربد 13 الذي حمل اسم الشاعر الراحل “مهدي محمد علي”، وأشار – شامل- إلى نتاجات (العايف) ومساهماته المتواصلة في الساحة الثقافية من خلال اهتماماته بنتاجات مبدعي البصرة والعراق . الناقد جميل الشبيبي أشاد بجهود الكاتب عاداً إياه تنويرياً متعدد المهارات، حيث يبذل جهداً متميزاً في التعريف بكتابات الآخرين خصوصا وأن كتابه (سحر القراءة) قد تضمن مقاربات نقدية – ثقافية، في مختلف الفنون إذ يمارس فيه وبامتياز مسحاً للمنتج الثقافي . الشاعر محمد صالح عبد الرضا قدم مساهمة أدبية بلغة شعرية أشاد بها في المحتفى به وروحه المنذورة لحب الآخرين، والاهتمام بهم والكتابة عنهم . القاص مصطفى حميد جاسم تطرق إلى الذاكرة اليقظة للعايف ومشروعه الثقافي الذي يشتغل عليه بأسلوب متفرد حيث يرسم خطاً مشتركاً بينه وبين المؤلف موظفاً ثقافته، وتوجهاته الفكرية والتي لا يخفيها لهذا الغرض . الناقد الدكتور سلمان كاصد رئيس إتحاد أدباء وكتاب البصرة تحدث حول هذا الإصدار وأعتبره منجزاً مهماً في القراءة بمعناها اللامتعدد وبوعي قرائي متفرد لربط الأحداث بالوقائع مشيراً في الوقت نفسه إلى محطات مهمة جمعته بالمؤلف. وأوضح د .كاصد أن مقالات هذا الكتاب تخدم القارئ وتغنيه عن قراءة كتب، وكذلك تعرف بالمؤلفين مما يعد أمراً بالغ الأهمية. وساهم، في المداخلات : القاص والروائي باسم القطراني، والشاعر كريم جخيور، والأديب ضياء الدين احمد، وشهدت الجلسة مداخلات لعدد من الحضور. ثم تحدث الكاتب جاسم العايف مقدماً شكره وامتنانه لكل من حضر ونثر عطر مشاعره في هذه الجلسة، مؤكدا انحيازه إلى الإنسان ولاشيء سواه. و عرض إلى كتابه منذ العنوان مروراً بمحتوياته، وظروف كتابة المقالات حول بعض مبدعي البصرة والعراق والعالم العربي، بإيحاء من ذائقة جمالية – اجتماعية خاصة تستدعي الكتابة . وقرأ (العايف) الورقة التالية:
” القراءة والكتابة بالنسبة لي فعل وجودي- اجتماعي، يبعث الحياة والأمل، ويستنهض الروح الإنسانية المهمشة لترتقيَ بإنسانيتها وتستعيد دورها الفعال في هذه الدنيا التي لا تُعاش إلا مرة واحدة. ما دفعني إلى الانغمار بتواضع، للمساهمة، بحدود ما أتمكن، في محاولة تغيير الواقع، بطرق مختلفة، مشتركاً مع جميع الناس الذين يؤمنون بالتقدم والتنوير، كون هذه الحياة ليست عادلة اجتماعياً. في بداية شبابي تَمَكَنَتْ مني، ولا زالت تشعل روحي وضميري، هذه العبارة لـكارل ماركس: ” كيف يمكن لنا أن نواجه الواقع الضاري بالدبابيس..وهو يهوي على رؤوسنا بالهراوات”. بالنسبة لكتابي، الأخير، وكل ما كتبته وسأكتبه في المستقبل، أحاول أن اعمل على قدر ما أتمكن، باستلهام ما ذكره المفكر والناقد (لوسيان غولدمان): “لا يمكننا أن نفهم فكر كاتبٍ ما وأعماله من خلال الكتابات فقط، أو حتى على مستوى القراءات والتأثيرات، إلا كمظهر جزئي لواقع أقل تجرداً هو الإنسان الحي الكامل، وهذا ليس بدوره سوى عنصر من الكل الذي هو المجموعة الاجتماعية”، لعلني ساهمت لحدٍ ما، في نشاطي الثقافي بموجب ما بثه (كولدمان). وما يبعث اعتزازي في سيرتي الشخصية – الثقافية، إنني لم أتقرب إطلاقاً، لمنفعةٍ شخصيةٍ، نحو أيـّة سلطةٍ، ولا حتى مسئول واحد، مهما كان مركزه ضمن سدة القرار الرسمي- الحزبي، سابقاً وحالياً وأؤكد بثقةٍ مستقبلاً، تاج الفخار الذي أعتز به أبداً النأي بأفكاري وروحي وسلوكي وكتاباتي عن توجهات ومغانم النظام المنهار، وانتخابي، بالإجماع، لرئاسة المؤتمر الانتخابي الثاني – 2005، والرابع – 2008، لاتحاد الأدباء والكتاب في البصرة.عام 2005 – 2009 عملت في صحيفة (المنارة) نصف الأسبوعية، والتي تصدر في البصرة، توزع في كل المدن العراقية وبعض دول الخليج العربي، وكنت مسئولاً عن قسم المحليات، ونشرت فيها، بحكم عملي، ما لا يحصى من الحوارات الثقافية – الاجتماعية، والتحقيقات والاستطلاعات، والكتابات الفكرية – الثقافية، وصنعت عشرات الأخبار الموثقة بحيادية – مهنية، لغيري..ولست نادماً على ما فعلت نهائياً، لكن ينتابني بعض الأسف أحياناً. أعترف أن صحيفة (المنارة)، قد وضعتني في قلب العالم، ونشرت فيها العمود الصحفي السياسي – الاجتماعي، ودفعني لهذا الأمر الظروف العامة التي كان عليها وطني ومدينتي، والأحداث المصيرية التي تجتاح المنطقة والعالم، واقترح عليَّ للسير في هذا الشأن نائب رئيس التحرير الأستاذ (موفق الرفاعي)، والصديق، مدير التحرير، الفنان متعدد المواهب (هاشم تايه)، وجميع الزملاء الكرام الذين عملت معهم. انحني إجلالاً لقوى التقدم والتنوير والتغيير المدني، واليسار الماركسي العراقي – العالمي، واحترم كل اجتهاداته، ومعه جميع القوى والجهود، ووجهات النظر العملية، التي تسعى دون كللٍ من أجل عراقٍ مسالمٍ مدنيٍ خالٍ من التعصب والعنف والمحاصصة والطائفية، ولصوص المال العام، خاصةً في هذه المرحلة المصيرية – الحرجة في حياة شعبنا ووطننا. ارفع يدي أكراماً للصداقات القديمة الغالية عليَّ والتي قدمت ليَّ الكثير جداً.. ومرحباً وباسطاً يدي للقادم من الصداقات الأخوية. بامتنان لا يحد اشكر الزملاء الكرام، أعضاء الهيأت الإدارية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين في البصرة، منذ التغيير، والذين منحوني ثقتهم الغالية في أن أكون قريباً منهم دائماً. أشكر زملائي الأساتذة الكرام على ما قدموه من وجهات نظر في هذه الجلسة، واحترم كل ما تفضلوا به.. مع التقدير والامتنان العميق لحضاراتكم”.

وفي الختام شهدت الجلسة توقيع الكتاب من قبل المحتفى به.

اترك تعليقاً