السيمر موقع عراقي مستقل
السيمر / الاثنين 20 . 2017
أياد السماوي
نفت وزارة الدفاع العراقية مساء أمس الأحد التصريح الذي نسبته وسائل إعلام إيرانية إلى وزير الدفاع العراقي عرفان الحيّالي بأن الجيش العراقي سيتدّخل في إيقاف مشاريع تقسيم البلاد في إشارة إلى استفتاء استقلال إقليم كردستان , وقالت الوزارة في بيان لها إنّها ( تنفي ما تناقلته بعض المواقع الألكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي التصريح المنسوب إلى وزير الدفاع عرفان الحيّالي والمتعلّق بتدّخل الجيش حال قيام الدولة الكردية , وأضاف البيان أنّ الوزارة تؤكد أنّ الخبر عار عن الصحة وأنّ هكذا تصريح لم يصدر من السيد الوزير ) .. ولا أدري لماذا قفزت أمامي حادثة رئيس مجلس النوّاب العراقي السابق أسامة النجيفي في جلسة مجلس النوّاب الأولى التي انتخب فيها رئيسا للمجلس , فكم فرحنا حينها واستبشرنا خيرا حين قال في كلمته أنّه رئيس لمجلس النوّاب العراقي وليس رئيسا لكتلته أو للمكون الذي ينتمي له , وما هي إلا بضعة دقائق لينسحب الرئيس مع كتلته في أول اجتماع لمجلس النوّاب لينسف ما تعهدّ به قبل بضعة دقائق فقط بأنّه رئيسا لمجلس النوّاب , وكأنّ التاريخ يعيد نفسه مع الوزير الحيّالي .
فحين نقلت وسائل الإعلام تصريح الوزير عرفان الحيّالي خلال لقائه أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني في طهران بأنّ الجيش العراقي لن يسمح بتقسيم البلاد وسيواجه أي عدوان واحتلال للأراضي ولن يسمح لتشكيل فتنة جديدة وإجراءات غير قانونية بهدف تقسيم العراق , استبشر العراقيون خيرا بالوزير الحيّالي واعتبروا أنّ تصريح الوزير قد جاء في الوقت المناسب , خصوصا بعد تصاعد هستيريا الدعوات الانفصالية التي يطلقها مسعود وعصابته الخارجة عن القانون , واعتبر العراقيون أنّ هذا التصريح سيكون رادعا حقيقيا لمسعود ومساعيه الشريرة لتمزيق البلد وتقسيمه , خصوصا بعد موقف الحكومة المتمايع من هذا المساعي والمؤامرات التي تحاك ضد وحدة البلد وأمنه واستقراره وإصرار مسعود على إجراء الاستفتاء وإعلان الاستقلال والانفصال عن البلد .
وأتمنى من الوزير الحيّالي أن يتّسع صدره لي ويجيبني على هذه التساؤلات المشروعة .. ما الضرورة من وجود الجيش العراقي إذا كان هذا الجيش لا يدافع عن وحدة البلد ولا يتصدّى للمشاريع التي تستهدف تقسيمه وتمزيقه ؟ وهل دعوات مسعود بإجراء الاستفتاء وإعلان الاستقلال قانونية ودستورية ؟ فإذا كانت غير قانونية وغير دستورية فما الذي يمنع الجيش العراقي من التصدّي لها ومنعها ؟ وإذا كان وزير الدفاع غير معني بهذه المشاريع التي تستهدف تقسيم البلد , فمن هي الجهة المعنية بالحفاظ على وحدة البلد واستقلاله ؟ أليست القوات المسلّحة العراقية معنية بالدفاع عن العراق كما جاء في المادة تاسعا من الدستور العراقي ؟ فمتى سيدافع الجيش العراقي عن وحدة العراق وسيادته واستقلاله ؟ إن لم يتصدّى الآن لأخطر تهديد يهددّ وحدة البلد وأمنه واستقراره ؟ .
معالي السيد وزير الدفاع .. أنّ نفي وزارة الدفاع العراقية للتصريح المنسوب لجنابكم بأنّ الجيش العراقي لن يسمح بتقسيم البلد , قد جاء في غير محله ومخيبا للآمال وقوّى موقف مسعود ومساعيه بالاستمرار بمشروع الانفصال عن العراق , وأعطى لهذا المتغطرس والخارج عن القانون انطباعا أنّ الجيش العراقي والقوات المسلّحة العراقية لا شأن لهما بما يسعى له مسعود وعصابته الخارجة عن القانون , إنّ هذا النفي سيادة الوزير ستكون له انعكاسات سلبية ونتائج ستدفع بمسعود للتمادي أكثر وأكثر وتشجعه على المضي قدما فيما يسعى له , واسمح لي سيادة الوزير أن أكون صريحا جدا معك وأقول لك … خيّبت آمالنا بك سيادة الوزير .. ويا فرحة الما دامت .
