السيمر / الجمعة 22 . 09 . 2017
اياد السماوي
الحسين لا يريد أن تشجّ رأسك .. ولا يريد أن تضرب ظهرك بالسلاسل والسكاكين .. ولا يريد أن تذّل نفسك .. الحسين يريد منك أن تكون قويا وشامخا تصفع وجوه الظالمين وتتصدّى للفاسدين وسرّاق المال العام .. والحسين فكر وعطاء وجهاد في سبيل الله .. ونحن نعيش أجواء عاشوراء الثورة وعاشوراء الكرامة .. علينا أن نتمّسك بعزيمة وصلابة وأخلاق الحسين .. لا أن نتمّسك بالجهل والخرافة والأعمال الخارجة عن الذوق والحياء والأخلاق .. وعاشوراء التي يجب أن تحيا هي عاشوراء الشهادة والتضحية والإباء .. وعاشوراء القيم والأخلاق والدين .. لا عاشوراء الخرافة والجهل وتغييب العقل .. والشعائر الحسينية تحيا بالدين والقيم والأخلاق والوسائل المشروعة .. والحسين الذي ضحّى بنفسه وأهله وأصحابه كان من أجل إحياء الدين الذي يمّثل العقل والتعّقل والعلم والتدّبر …
وقد بات علينا ونحن نعيش عصر الانفجار العلمي وعصر الانترنت أن نقف بشجاعة وقوّة من التصرفات اللا مشروعة واللا منضبطة والخارجة عن الذوق والتي لا تمت بصلة للثورة الحسينية وأهدافها السامية .. فما تقوم به بعض الجماعات من سلوك شاذ وتصرفات غريبة .. قد أساءت لعاشوراء وللحسين والثورة الحسينية الخالدة .. وجعلت من عاشوراء مجالا للتندّر والسخرية .. وقد حان الوقت للتفريق بين الشعائر الحسينية الأصيلة والطقوس الخرافية التي أصبحت تمارس على نطاق واسع وكأنها جزء من العقيدة أو الدين .. حتى أصبح لها تأثير كبير على الأفراد والجماعات .. والمشكلة أنّ هذه الطقوس الغريبة والشاذة والبعيدة عن الذوق تمارس تحت ذريعة الشعائر الحسينية .. وتمارس تحت أنظار علماء الدين ومراجع الأمة العظام والمؤسسات الدينية والسياسية والاجتماعية .. من دون أن يكون لهم دور واضح وجريء في تحريم هذه الطقوس وتشذيب الشعائر منها .. وقد آن أوان مواجهة هذه الانحرافات والبدع والخرافات بقوة وعزيمة الحسين وفكره ومبادئ ثورته التي لا زالت حتى هذه اللحظة منهجا وطريقا للثائرين على الظلم والاستبداد .. ونشيدا يتغّنى به الأحرار السائرين على طريق الحرية والكرامة .. السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أصحاب الحسين ..