الرئيسية / مقالات / حنانيك يا بنت بردى

حنانيك يا بنت بردى

السيمر / الثلاثاء 26 . 09 . 2017

سردار محمد سعيد

هدية إلى القاصة الرائعة ” فاديا قراجة “

وعول قلبك تسلقت الخواء
تنشد العدم
سعت للذّة اللاوجود
وازدردت الجوع لقمة لقمة
أنا في رحاب واديك المقدس الآن
أفعلي ماتريدين إقطعي عنقي المشرأب لشفتيك العنبيّة
أو لتفديني بذبح عظيم
وتعلّقيني في جذوع النخل
وحزي أرجلي من خلاف
تلك التي ألفت الطواف
حول مارجك الناري
فنضّي النقاب
إكشفي عن صرح نهديك
وليخوضا بلجة صدري
فالطرف إرتد آلافاً ولم يأت عرشك
فإلى متى تكابرين
وفارس الأحلام راح
راح
ليصرع التنّين
ماعاد سوى رمحه وحصانه المدمي
كُفّي عن النواح
فعلام تخلعين الحذاء
لمن ترمين ؟
وفي المساء عندما تختلين بالذكريات
تعضّين الوسادة
تغرزين أظفارك في الشرشف الحريري
واللحاف
وأسنانك تصطك من عويل الجليد
كفاك , كفاك مكابرة
كل مافيك يصرخ ,
كلك فم
وأنا أنحب , أنحب ,أنحب
إذ رأيت الصخريطفو فوق دم
يرقص القهر
يعتنق الغم ,
ويرقصان
أشباح ” أمريكا ” عبثوا بالجمال
لصوص يهزجون , يمزحون , ينشدون
أناشيد تصمّ الأذنين
تملأ صدور الأطفال رعبا
وأنت تقتلعين غصون الشجرة غصناً بعد غصن
حتى غدت جرداء
غدت جذعاً يبيساً

إني رأيتك في الفضاء الهلامي
بلا عيون
يا خيبة العشاق
وأحلام الصبا المراق
وحبيب في الخيال يرحل
وسرعان ما يعود
والنسيم يخفق بريّا الورود
يمتص مشمش الشفتين
فتغار يمامتا الصدر
والخصر الممرّد يصهل
ومن عنف شهقات الماء في السواقي
تتشتت القلادة
حبات , حبات , حبات
إني رأيتك تلمّين همساتي المتساقطة
بين أدنى السريروالوسادة
رّباه , ربّاه
ماالذي يجري في البلاد؟
أنُفخ في البوق
هل بُعثرما في القبور
هل حلّ يوم المعاد
رب يا نور السماوات والأرض
يافرد يا صمد
آنست ناراً تشب
ألسنتها بلا عدد
وفي البلد
الإفك بلا عدد
الكذب بلا عدد
اللصوص بلا عدد
دعيني أسكب بدل الدموع العيون
البؤبؤ والبصر
الهدب والجفون
دعيني أشرق , ففي فمي جمر
وبقلبي أوار
قررت أن لا أقول شيئاً
أن أصمت
أن أستحيل جماداً
أصير بوذا
هبل
أن أخيط اللسان
أخشى أن أخدش سمعك
ومن الحياء أن أقول أحبك
لأني لاأحبك
قليل أن أقول أحبك
وقليل أن أقول أعشقك
يا بنت بردى
ولا أجد لفظة بوسع الضوء والماء
لأنثرها تحت قدميك
وحين تبتسمين
أرحل رحلة اللارجوع
ليست الحقائق مفهومة كلها
هذي صخرة بيضاء مخططة بالسواد
أو سوداء مخططة بالبياض
هل السواد اقتحم البياض
أم البياض اقتحم السواد
ءأنت حبيبة تغلغلت في حبيب
أم حبيب تغلغل فيك
أم تغلغلتما ببعض
مياهي الأولى
دعيني أكون البراق يحمل أحزانك
ويلقيها على ساحل التاريخ الغابر
كنت تعيساً
لولا لقاء خمري وكأسك
آه بنت بردى آه
متى تجتاح الشفاه الشفاه
يستعاض بالرضاب عن المياه
لو لم يعثرعصفوري على بيدرخوخك
تاه الخوخ تاه
سيتخلى العصفور عن منقاره
يا لخيبة المنقار
يا لخيبتي بنت بردى
يا لرقة الفاكهة
يالرقتك بنت بردى

نقيب العشاق بين بيخال ونياغارا

اترك تعليقاً