السيمر / الثلاثاء 26 . 09 . 2017
رسل جمال
تدور عجلة الحياة حول محورها وفي ذات القطر، اي ان الايام دول، والتأريخ يعيد نفسه شئنا ام أبينا، قبل ألف واربعمائة سنة من اليوم، اغتصب الحكم اغتصابآ من اصحابه، وانتهكت شرعية الخلافة المحمدية، على ايدي آل امية، وأصيبت الامة بوباء فقدان الذاكرة!
اذ اقدمت على قتل ابن بنت نبيها، رغم حداثة الدعوة وولم يمضى على نزول الوحي سوى ستون عام!
رغم هذا وذاك، اعلن الحسين عليه السلام، انه لم يخرج أشرآ ولا بطرآ، ولا يريد الانفصال عن الدولة، او شق الصف، كذلك لم يدعو الى الاستفتاء، انذاك بل اراد الاصلاح للأمة بأكملها، فنبرة الخطاب الذي صدح به، لطالما كان الخطاب الوحدوي الاصلاحي، والنهضة بواقع امة جده، التي قاربت على تدمير والغاء وجودها الاسلامي والفكري الصحيح.
ان القارئ والباحث في زوايا الثورة الحسينة، يجد انها ثورة ثرية الجوانب والابعاد، وما ترتب عليها لاحقا وخلودها وصمودها، امام عوامل التعرية المناخية للفكر الانساني، يؤكد هذه الحقيقة.
عمل الحسين كفلاح دؤؤب، لم يعبأ بسوء الاحوال الجوية، وقله المياه المتوفرة، اذ استمر بغرس بذور عدم الرضوخ للظلم والطغيان، وعدم الخضوع او الخنوع، اراد ان يقول انكم لستم قطعان من الدواب، تساق كما تساق الخراف بقوة العصا!
فهو من قال “مثلي لا يبايع مثله” اشارة واضحة لاستحالة المقارنة بين شخص الحسين، ويزيد وان طرفي المعادلة غير متكافئ منذ البداية، فكانت النتيجة حال الامة المتدهور كما نشهده الان!
هذا هو حال عظماء الانسانية، الذي لطالما يتناسون جراحهم امام مصلحة الامة، وديدنهم المحافظة على الوحدة و لملمة الشتات، وترسيخ الخطاب الوحدوي، الذي يحتضن الجميع تحت خيمته، اما اليوم ونحن نستنشق عبق الثورة الحسينية الخالدة، في هذه الايام من محرم الحرام، نشهد اولى خطوات الفرقة والتشظي، وارتفاع نبرة تدعوا الى الاستقال!
يا ترى هل اخواننا الكرد كانوا عبيد للعرب واليوم ثاروا للمطالبه بتحريرهم واستقلالهم؟ هل كانت اراضي الاقليم يوما مستعمرة لحكومة بغداد؟ رغم ان الاخيرة هي الوحيدة في المنطقة من احترمت حقوق الكرد، وتعاملت مع حكومة الاقليم كدولة شبه مستقلة بالموارد ولكن لها حقوق بالموازنة العامة!
الجارة ايران لديها اكراد بين صفوف شعبها، وفي سوريا كذلك، وتركيا تكاد لا تخلو من اكراد، لكننا لم نسمع لهم حسيسآ حتى، ” فهل جزاء الاحسان الا الاحسان” .
ان اجراء مثل هكذا استفتاء فاقد للشرعية الدستورية، يعد بمثابة قفز فوق الاتفاقيات التي تعاهدت عليها حكومة اقليم كردستان، بحفظ وحدة البلاد وارواح العباد، لكن على مايبدو ان الانتصارات المتلاحقة للعراق على داعش الارهاب، ومحاولة البلد النهوض من جديد، لم تروق لبرزاني الذي يصر ان يمسك بمشرط الفرقة ليقسم خارطة العراق.