السيمر / الاثنين 02 . 10 . 2017
اياد السماوي
كنت بصدد كتابة رسالة مفتوحة للسيد رئيس الوزراء حيدر العبادي عمّا يدور وراء الكواليس من تحركات مشبوهة وغير نظيفة تقوم بها أطرافا سياسية وأفرادا امتهنوا النفاق والكذب والسمسرة واللعب على هامش الأحداث والمحن , فقبل يومين وصلتني أخبارا مؤكدّة تفيد بقيام صاحب مؤسسة المدى الإعلامية فخري كريم زنكنة بنقل رسائل من مسعود إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي من أجل إيجاد مخرج للورطة التي وقع فيها مسعود وأوقع البلد والمنطقة باسرها معه , والتوّصل إلى حل يحفظ كرامة مسعود ويخرجه من هذه الورطة ويبقي الوضع كما هو عليه قبل الخامس والعشرين من أيلول الأسود , وعودة المياه إلى مجاريها وكأنّ شيئا لم يكن , وإظهار مسعود والعصابة الانفصالية بمظهر المستجيب لنداء المرجعية العليا التي دعت إلى العودة للدستور وقرارات المحكمة الاتحادية العليا والحفاظ على وحدة البلد , وإظهار عصابة الانفصاليين بمظهر الحريصين على العودة للحوار , لكنّ صفعة الشروط الثلاثة التي وضعتها الحكومة لعودة الحوار بين الإقليم المنفلت والخارج على الدستور وبين الحكومة الاتحادية , كانت بحق صفعة بوجه مسعود وفخري كريم وأياد علاوي وردّا شافيا على بيان اتحاد القوى العراقية وبيان المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي , فقد أعلن المتحدّث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء شروط الحكومة الثلاثة قبل العودة لطاولة المفاوضات والحوار مع إقليم كردستان بناء على طلبه , وهذه الشروط هي أولا أن يؤكد الإقليم التزامه بالدستور وقرارات المحكمة الاتحادية , وثانيا أن يقوم الإقليم بإلغاء نتائج الاستفتاء المخالف للدستور , وثالثا إيقاف التصعيد والاستفزاز في المناطق المتجاوز عليها من قبل الإقليم .. وإن كنت أتمنى لو أنّ الشرط الثالث قد طالب بانسحاب قوّات البيشمركة من المناطق المتجاوز عليها فورا والرجوع إلى داخل حدود الإقليم المتمّثلة بالخط الأزرق .
وما جاء في شروط الحكومة الثلاث التي اشترطتها اليوم لعودة الحوار , يمّثل الواقع الجديد الذي نشأ بعد الاستفتاء المشؤوم , والجهة الوحيدة القادرة على تجاوز الآثار المترتبة على نتائج هذه الاستفتاء هي حكومة الإقليم حصرا وليس أي جهة غيرها , بعد أن رفضت كلّ المناشدات الدولية والإقليمية والمحلية , والتحذيرات من مغبة المضي في هذا الاستفتاء الذي يهدد الأمن والاستقرار ليس في العراق فحسب , بل وفي عموم المنطقة باسرها , ولو كانت عقارب الساعة ترجع إلى الوراء , فمن الممكن مناقشة هذه المبادرات والوساطات لوقف تداعيات الاستفتاء , وبما أنّ عقارب الساعة لا ترجع إلى الوراء وأنّ الاستفتاء قد تمّ وأعلنت نتائجه , فليس من الممكن العودة إلى ما قبل الاستفتاء قبل تنفيذ هذه الشروط الثلاثة وبالكامل , فلا مفاوضات ولا حوار بعد اليوم خارج أطار الدستور وقرارات مجلس النوّاب العراقي والمحكمة الاتحادية العليا , ولا شراكة بعد اليوم من طرف واحد , وفي الوقت الذي يثمن فيه العراقيون موقف الحكومة ورئيس الوزراء في التعاطي مع أزمة الاستفتاء , نتوّجه للسيد رئيس الوزراء بعدم الالتفات إلى المبادرات التي يقوم بها بعض السياسيين والتي تساوم على هيمنة الدولة الاتحادية وسيادتها على كل جزء من أجزاء الوطن , وأي محاولة من هؤلاء السياسيين لتصوير الاستفتاء أنّه ردّة فعل لتهميش حقوق الكرد , مرفوضة جملة وتفصيلا , وليس من الحكمة السماح لمثل هذه المبادرات اللا وطنية واللا أخلاقية أن تجد من يستمع لها , كائن من كان من يقوم بهذه المبادرات والوساطات , وعلى رئيس الوزراء الحذر الحذر من السمسار فخري كريم زنكنة مستشار مسعود أن يطلّ برأسه على هامش هذه الأزمة , فهذا الرجل هو أحد أفراد الطاقم الذي ورّط مسعود ودفعه لهذه الخطوة المجنونة , فليس من المنطق السماح له ولكل من ساهم وبارك وعمل من أجل انجاز الاستفتاء المشؤوم أن يكون وسيطا , فأمثال السمسار فخري كريم لا يعنيه من الوطن سوى السمسرة والابتزاز والرقص على جراحات أبنائه .