السيمر / الثلاثاء 31 . 10 . 2017 — قالت صحيفة العرب اللندنية ان الازمة بين بغداد واربيل في طريقها للإنفراج النهائي ان لم تكن قد انتهت بالفعل بموجب اتفاق بين الطرفين حظي برعاية اميركية.
ونقلت الصحيفة عن مصادر دبلوماسية وصفتها بالرفيعة قولها “أثمرت اتصالات أجراها سفيرا واشنطن ولندن في بغداد وممثلون عن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش مع المسؤولين في بغداد وأربيل عن اتفاق أولي، يضمن شراكة الطرفين في إدارة عدد من المناطق المتنازع عليها، والإشراف على منافذ حدودية بين العراق وكل من إيران وتركيا وسوريا”.
ونقلت ايضاً عن مصادر وثيقة الصلة بالحزب الديمقراطي الكردستاني، الذي يتزعمه مسعود البارزاني إن “الاتفاق مع الحكومة الاتحادية تضمّن حسم ترتيبات الانتشار العسكري في 8 مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل”.
وتشرح المصادر ذاتها أنّ “الاتفاق الذي رعته واشنطن ولندن والتحالف الدولي، يتضمن نشر قوات مشتركة تعيّنها بغداد وأربيل، في المناطق الثماني، التي تمثل مجالا استراتيجيا لإقليم كردستان”. وتضيف أن “هذه المناطق تقع جميعا ضمن الحدود الإدارية لمحافظة نينوى، ومركزها الموصل، لكنّ سكانها موزعون بين الأكراد والعرب وأقليات دينية متنوعة”.
والمناطق التي تم الاتفاق على نشر قوات مشتركة فيها هي المحمودية وشيخان وسحيلة والقوش وخازر وفايدة والكوير ومقلوب.
وبحسب المصادر، فقد أفضى الاتفاق أيضا إلى “موافقة بغداد على أن تدير السلطات المحلية في كردستان مطارات الإقليم، ومنافذه الحدودية مع تركيا وإيران، بإشراف السلطات الاتحادية، مع بدء مفاوضات بين الجانبين للتوافق على صيغة بشأن العوائد المالية المتأتية من المنافذ”.
لكن بغداد أصرت على الاحتفاظ بالحق الحصري في إدارة معبر حدودي صغير بين نينوى وسوريا، على أن يسمح بوجود قوات البيشمركة الكردية في المحيط.
ويعتمد إقليم كردستان على معبر فيشخابور، للتواصل مع مناطق سورية يشكل الأكراد غالبية سكانها، وتقع بمحاذاة الشريط الحدودي مع العراق.
وقالت المصادر إن “الوسطاء الدوليين عملوا لنحو 48 ساعة مستمرة من أجل التوصّل لهذا الاتفاق، الذي جنّب الطرفين نزاعا مسلحا داميا كان محتمل الحدوث في ظل إصرار كل منهما على انسحاب الآخر من هذه المناطق”.
وأضافت المصادر أن “وفودا فنية من بغداد وأربيل ستواصل عقد اجتماعاتها لحسم القضايا الخلافية بين حكومتي المركز والإقليم، وفقا للدستور العراقي”.
وتقول الصحيفة انه بدا واضحا أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي “لديه الاستعداد اللازم للتعامل مع نيجرفان البارزاني، رئيس حكومة الإقليم الكردي، الذي ورث جزءا كبيرا من صلاحيات عمه مسعود، بعد توزيعها بين عدد من السلطات المحلية”، وفقا لتعبير مراقبين. وأعلن مسعود البارزاني الأحد أنه لا يخطط للبقاء في منصب رئيس إقليم كردستان، الذي تنتهي ولايته القانونية فيه مطلع الشهر القادم.
وبموجب قانون أقره برلمان كردستان، الأحد، تحولت صلاحيات واسعة من منصب رئيس كردستان إلى مجلس وزراء حكومة الإقليم الذي يرأسه نيجرفان البارزاني.
وفي بيان صدر عن مكتب العبادي، إثر تلقيه مكالمة من وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، الأحد، وردت إشارة من المسؤول البريطاني إلى أن “نيجرفان البارزاني أبدى رغبته بالحوار في هذا الشأن”.
وفي مؤشر إضافي على قرب انفراج الأزمة، أكد رئيس أركان القوات الايرانية المسلحة، اللواء محمد باقري، الاثنين، أن بلاده ستزيل قريبا القيود التي فرضتها منذ أسابيع على حركة المرور عبر الحدود بين إيران وإقليم كردستان.
بغداد اليوم