السيمر / الثلاثاء 14 . 11 . 2017
اياد السماوي
ذكرت صحيفة الحياة اللندنية الصادرة هذا اليوم أنّ مصادر نيابية كردية أفادت للحياة بأنّ وفدا كرديا التقى السفير الأمريكي في بغداد وأبلغه أنّ القوى الكردية قد تقرر الانسحاب من العملية السياسية إذا رفضت الحكومة الاتحادية الإبقاء على حصة الإقليم في الموازنة 17% والإصرار على خفضها إلى 12,6% , وذكرت الصحيفة أيضا نقلا عن هذه المصادر أنّ هنالك تغييرا في الموقف الأمريكي لمصلحة الأكراد , وفي تصريح للنائب عن الديمقراطي الكردستاني أردلان نور الدين قال فيه ( أنّ لجوء إقليم كردستان بالانسحاب من العملية السياسية جاء بسبب تقليص ميزانية الإقليم من 17% إلى 12,6% , وفي حالة الإصار على تلك النسبة فإنّ الأكراد مصرّون على الانسحاب من البرلمان والحكومة الاتحادية قولا وفعلا ) , وقبل الحديث عن التلويح الكردي بمقاطعة بغداد بسبب تقليصها نسبة الإقليم في الموازنة الاتحادية للعام 2018 , أودّ أن ألفت انتباه القراء الكرام نقلا عن صحيفة الصباح العراقية شبه الرسمية , أنّ الحكومة العراقية حصلت على وثيقة مهمة جدا من الأمم المتحدّة تسمح لها بفرض سيطرتها على شيخان وبعشيقة وفيشخابور والتي يسيطر عليها الإقليم حاليا , حيث نقلت الصباح عن مصدر في وزارة الخارجية العراقية قوله ( أنّ الوثيقة الخاصة ببيان حدود إقليم كردستان بموجب الخط الأزرق , فقدت من الوزارة في زمن الوزير الكردي هوشيار زيباري , مما دفع الحكومة العراقية إلى مخاطبة الأمم المتحدّة للحصول على نسخة ثانية يتمّ التعامل معها بوصفها وثيقة دولية تمنح الحكومة حق فرض سيطرتها على كل المناطق خارج الخط الأزرق بما في ذلك السيطرة على حقول النفط في هذه المناطق .
أمّا فيما يتعلّق بالتهديد بالانسحاب من مجلس النواب والحكومة الاتحادية , فكان الأولى بمسعود وعصابته الخارجة على القانون والتي تسببت بالويلات للشعب الكردي أن ينّفذوا الوعود التي قطعوها للشعب الكردي بإعلان الاستقلال بعد إعلان نتائج الاستفتاء , لماذا تراجع مسعود وعصابته عن إعلان دولة كردستان المستقلّة ؟ وما هي المكاسب التي حققوها من إصرارهم في المضي بإجراء الاستفتاء بالرغم من كل المناشدات والتحذيرات الدولية والإقليمية والعراقية من مغبة إجراءه والذي أفقدهم كل شيء ؟ بعد هذا أي نائب أو أي وزير أو مسؤول كردي سينسحب من البرلمان والحكومة ؟ فهل سينسحب كاكه معصوم وبناته المستشارات من رئاسة الجمهورية ؟ وعلى افتراض أنّ كل النوّاب والوزراء والمسؤولين الأكراد وإكراما لعيون كاكه مسعود قرروا الانسحاب من البرلمان والحكومة الاتحادية , هل سيصرف لهم مسعود رواتبهم وامتيازاتهم ومنافعهم التي يتقاضونها من بغداد ؟ أم أنّهم سيضافون إلى أعداد العاطلين عن العمل ؟ أي انسحاب هذا الذي يهدد به مسعود وحزبه الفاشل ؟ وهل مسعود في موقع تفاوضي يسمح له بفرض شروطه وتهديد الحكومة الاتحادية ؟ ماذا لو أنّ رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لم ولن يلتفت لهذه التهديدات الفارغة وسيمضي بإجراءاته الدستورية والقانونية في احتساب حصة الإقليم من الموازنة أو في اجراءاته باستعادة هيبة الدولة وفرض سلطة القانون الاتحادي على كل جزء من الإقليم ؟ وأنا واثق أنّه سيفعل ذلك ولن يلتفت لهذه التهديدات الفارغة والسخيفة , متى ستدرك يا مسعود أنّك وعصابتك مرفوضون من الكرد قبل العرب وعليكم تسليم السلطة إلى برلمان الإقليم لتشكيل حكومة مؤقتة ؟ , كاكه مسعود .. انتهى زمن البلطجة والخروج على القانون وعليك الرحيل أنت وابن أخيك وأولادك وعائلتك وأبناء عمومتك فورا , ودعوا أبناء شعبنا الكردي يتداركوا فشلكم وخيبتكم ويعيشوا بسلام ووئام مع أخوتهم العراقيين .