السيمر / الخميس 21 . 12 . 2017
حسن حاتم المذكور
(حكني جلدك بأضفر الحقيقة, لننهض اذن من صفر العبودية ونتحرر من جحيم الأستغباء, مراجعكم خذلتكم وارتدت ارواحكم مدبوغة بملح الأكاذيب, ومراجعنا سرقوا المذهب وافرغوه من ال البيت)
1 ـــ اتعبونا واتعبنا انفسنا يا شقيقي, مشينا خلفهم فأفترقنا وتكارهنا وكرهنا غيرنا بلا سبب, وكلانا لا يملك تفسيراً لما نحن عليه, لماذا اصبحنا شيعة واصبحنا سنة وكنا ابناء وطن واحد, وحتى نتمزق اكثر ونتقاتل اكثر هيأوا لنا اقاليم مغموسة بالطائفية وسوء الفهم, وعندما نصبح بلا عراق يضعونا في مطبخ الأستغباء والأستغفال ليقدموا لحمنا جاهزاً على موائد التبعية, كتبت علينا شياطين الفتنة ان تكون قتيلاً ونازحاً ومهجراً خارج مدينتك وبيتك وعلي ان ااحترق في شوارع مدينتي واتفحم في عقر جسدي, لا مبرر سوى ان هناك من يقودك وآخر يقودني بأتجاه محارق الحروب الأهلية, لينتصروا معاً ويتركوا لنا فادح الخسائر.
2 ـــ لا يهمُ مراجعنا ومراجعكم, ان كان علياً احق من عمر في الخلافة ام العكس, ما داموا متفقون على تحاصص اصواتنا والسلطة والثروات وقلوبنا المتكارهة, ثم وجبات المتعة في سراديبهم المغلقة على مجهولاتهم واسرارهم, ما نعلمه حصراً ان بيوت فقراء الأمة تجهزهم بما لذ وطات من لحم الصبايا والقاصرات, انه قهر العوز, قد يكون الأب او الزوج شهيداً او معاق حرب جهادية او ارملة لأيتام ضاقت بها السبل او سيء حظ استورث فقره وجهله عن اب وجد, بيوت الفقراء وحدها غنية بالشهداء والمعاقين والأرامل والأيتام والمقابر الجماعية والأرواح المشردة.
3 ـــ تعبنا يا شقيقي وتداعت آدميتنا, ونزفنا الشحيح من كرامتنا وشرفنا, لا نعرف ولا احد يفسر لنا لغز مآساتنا, الف واربعمائة عام من تاريخ لعنة هذا اللغز, نلف حول صورته ولم نلتقيها, اهي عند الله ام تحت عباءة المتألهين بأسمه, هل نحتاج الى الف واربعمائة عام اخرى ليخرج علينا مصلح من خارج بيوت التخريف ليكشف لنا الحقائق التاريخية المغيبة لــ (طنطل) هذا اللغز, الى متى نكفن ارواحنا بسؤ الفهم والكراهية؟؟, متى سنتحرر من ضعفنا وضياع رشدنا لنصلح ما اتلفه لصوص المذاهب في ذاتنا؟؟, تذكر يا شقيقي, كنت عراقي قبل ان تُمسخ سنياً, وانا عراقي قبل ان اُمسخ شيعياً, ثم ألهوا من بينهم اللص والكاذب والمحتال لنعبده, ونتناسا ان الله واحد لا شريك له.
4 ـــ مد يدك يا شقيقي وخذ بيدي لنسير معاً على طريق الحق والصدق, الى هناك حيث لا تخفي قيم السماء تحت ثوبها كل تلك المذاهب والمراجع والمشايخ والسماحات واللصوص, هناك حيث الذات البشري والقيم الأنسانية والنقاء الوطني, وهناك روح الله تغمرنا بالسكينة والفرح والعافية وراحة البال, ونجد هناك ما ينقصنا ويخصنا ويكملنا من وحدة الذات في الذات العراقية, ولنا هناك دين الله ولهم دين السلطة والمال مغموس بلعاب الشيطان, ومن خلق السماء والأرض لا يفرق بينهما فكلاهما مصادر ازلية للحياة ويجب ان ننعم بأزلية خيراتهما ونحترم فيها هويتنا عراقيون اولاً واخراً, وهناك علينا ان نكنس عن وجه الأمة غبار المحتالين من تجار الفتنة وعقار الدنيا والآخرة..
5 ـــ معاناتنا ليست قسمتنا من الله وقسمتهم ما لذ وطاب, انه قدر فرضه علينا اشرار الوسطاء, لا يوجد سبب عند الله ان يعذبنا بهم, انها كذبتهم الكبرى علينا وعلى الرب, هم لصوص الدنيا سرقوا ما لنا وتاجروا بدين الله, اتذكر يا شقيقي يوم كنا صغار نشرب الأخوة والمودة والصدق والأيثار من مراضع امهاتنا, اخوة واخوات نمرح في فضاءات تعطرها نسائم الحرية والعافية في احضان الأمهات, كل البيوت كانت بيوتنا وكل الأمهات كن امهاتنا, من علمنا ان نتغرغر بالأحقاد, من زرع الفتنة وعفّن علاقاتنا بقذارات طائفيتهم, من حرضك على قتلي وعلى قتلك يحرضني, احذر يا شريكي في المصير, هناك خلل مدمر في مجتمعنا وديننا ومذاهبنا وتاريخنا وقيمنا, علينا ان نعود الى ارحام الأمهات لنولد من جديد ونتخذ من احضانهن بيوت للعبادة, موحدون فوق ارضنا وتحت سمائنا منحازون الى الله في وحدته ووحشته ونحرر اسمه من مزادات الوسطاء.
21 ـ 12 / 2017