السيمر / الجمعة 29 . 12 . 2017
حسن حاتم المذكور
1 ـــ اهلي في الجنوب والوسط العراقي, سئمنا النداء اليكم والبكاء عليكم, حتى المقابر سئمت مؤجل موتكم, ذاهبون عائدون بلا هدف, ورمد الأستغباء قد لون بصيرتكم بسواد الضياع التام, الا تعلمون انكم عراقيون مثلاً, لكم ما لكم وعليكم ما عليكم, وكرامتكم وسمو شخصيتكم وسيادة دولتكم وسلامة وطنكم من اولويات مقدساتكم, كل شيء لكم ضاع او سُرق او هُرب واقتطعت اطراف العراق, اصبحتم كسرب نمل فاقد رشده بين الهاوية والهاوية, فقدتم الأحساس بقيمة حاضركم ومستقبل اجيالكم واوكلتم اللصوص لحراسة بيتكم فأضعتم خيط الحياة الكريمة وعصفورها.
2 ـــ دعونا نخجل تجاه الحقائق ولو قليلا, لنشاهد حجم الأنهيارات في شخصيتنا الوطنية وقيمنا الحضارية, ونتذكر ان “الجوع ابو الكفار”, وفي مستنقعات العوز تذوب القيم والحميد من التقاليد وتتآكل الكرامة ويسقط معها الشرف والضمير الى حضيض الرذيلة, لا تفزعوا عندما اذكركم بما تتجاهلونه مكابرة غبية, ان الأوساط التي تفتح ابوابها لتجنيد الصبايا لزواج المتعة لتنهار ارواحهن في احضان دافعي الخمس, هي بيوت الفقراء حصراً, وطفولة القاصرات التي تُفخذ ونزف قلبها في احضان لصوص المذاهب ومهربي الثروات والأثار والهوية, هن من بيوت الفقراء حصراً, لنرى وجه الحقائق على مرآة واقعنا, اننا شهود زور على اغتصاب كرامتنا, وثرواتنا تزني بأعراضنا وفقرنا يزني بجهلنا.
3 ـــ لا تنفعلوا يا ابناء اهلي, قبائل وعشائر واسر تتخادع بزائف العزة, لا تفتلوا شواربكم وتشتموني وتكفروني وتتوعدوني, ان كانت الضحية بنت جاركم, فالجارة تسحب جارتها والقادمة قد تكون ابنة او زوجة (الآخر), ردة فعل هي كل ما تبقى للبائسات ليكشفن عن شرف بلا شرف, فهناك لكل معمم سرية من (الضحايا) واختام تشرعن الفضيحة, اننا نشترك في اسوأ الأدوار عندما نزني بأنفسنا عن جهل يحتال على جاهله, تذكروا اجدادكم عندما يذهبون في زياراتهم (الألفية) عامرة بالأيمان والمحبة الى اضرحة الأئمة, وكان الجوع يكتفي بما تبقى في قدور الهريسة المتواضعة والعطش يرتوي آسن السواقي, الآن بلغت مسيراتكم (المليونية) وعلى ارصفة الطريق الى الضريح فائض ما لذ وطاب من المأكولات وعصائر الفاكهة, انهم يطعمونا رشوة من لحمنا, فقط ليقولوا ان ملايين الشيعة تقف خلف السماحات ليسهل عليهم ابتزاز مذاهب الأخرين, انها الطائفية عندما تتعرى عن قبح عوراتها.
4 ـــ ماذا تنتظر يا ابن اهلي من معمم معلب داخل سرداب خارج الصلاحية والسلوك السوي, يحرم الفرح ويغتال الأبتسامة ويزندق الأغنيات ويكفر العافية وراحة البال ويحتقر النساء ويتجنب مصافحة الأمهات ثم يُفرغ رصاصات الأفتاء في صدر الجمال, انهم اموات مؤجلة الدفن, تعال اذن لنقتدي بأجدادنا ونحرر مقدساتنا من القابهم قبل ان يكملوا دفننا احياء في مقابر سراديب جاهليتهم, ليس في الأمر استفاز يا ابناء اهلي, ان اغلبكم يحتالون على ربات بيوتهم عندما ترتفع حمى الصفاقة فيتذوقوا فضلات لحم اعراضهم في مطبخ الزنا المشرعن.
28 / 12 / 2017