الرئيسية / مقالات / اخذناها وما نعطيها ؟؟؟

اخذناها وما نعطيها ؟؟؟

السيمر / الأربعاء 21 . 03 . 2018

حسن حاتم المذكور

1 ـــ تصريح ساذج وخطير يفتقر للرصانة والوعي, يصرح به اغلب رموز احزاب الأسلام السياسي, وفي السر يتخذونه ستراتيجية لألغاء الآخر, يبقى السؤال مشلولاً على امتداد الخمسة عشر عاماً الأخيرة: ما هذا الذي اخذوه (استلموه), من من اخذوه ولمن لا يعطوه؟؟؟, ويبقى الجواب اكثر شللاً, ان كان وطنناً فلا يمكن له ان يكون العراق, وهو المسكون بحب أهله, وكل من مر به غازياً انسحق عليه خائناً, قد لا يفهم الأمر دعاة الـ “اخذناها” او يعتقدون ان مرتزقة المليشيات تكفي لأيقاف تيار الغضب الشعبي, ولم يتعضوا بمصير الطاغية صدام حسين, عندما واجه مصيره لم يجد من حرسه الجمهوري ولا فدائييه من يفتح له باباً ليأويه, فأنتهى به الأمر للأحتماء بحفرة باعه فيها الأقربون كما شاهدناه, والأمريكان يسلخون هزيلهم قبل نهايته.
2 ـــ اسوأ الطغاة عبيداً تغلبت على طبعهم الدونية, مثل تلك الكيانات متوفرة في اروقة المساجد والحسينيات, اغلبهم كسالى لا يتقنون عملاً سوى الأحتيال على بسطاء الناس وفقراء الأمة ليسرقوا رغيف خبزهم الحافي اصلاً, تلك المهنة لا تخلو من القسوة, ولا تمنع الممتهن لها من ان يتوضأ بدموع الضحايا ويسخر من جوعهم, كيانات منغلقه يجعلها خوفها من جوعها القديم, اخطر مافيات الفساد المدعومة بالأرهاب المليشياتي, العراقيون يمرون الآن بأسوأ مرحلة في نضالهم الوطني, لهذا يتغلب على صمتهم, اعادة تقييم التجربة والمراجعة الذكية للذات.
3 ـــ “اخذناها وما نعطيها” منطق تسلل من مشاجب الأزمنة البربرية, وحوش صغيرة ضمائرها مسلفنة بأكفان سوداء, الغائيون اجتثاثيون لا يحتملون مواهب الناس وافراحهم واغنياتهعم, ويرفضون فضائل التنوع من خارج نسختهم النافقة, يمسخون الحياة قبراً جماعياً تتحرك فيه الأحياء كأسراب نمل لا معنى لها يمتصها الجوع على مهل, لكنهم (الألغائيون) يتنافقون بمفردات الديمقراطية والتعددية والشراكة والمصالحة الوطنية, والمسروق لا يستعاد “والبات فات” روزخونية مسحت الشعوذات ماء وجوههم.
4 ـــ رجل الدين خسر الحقيقة امام الحياة, يرفض التأقلم حتى لا يفقد وظيفة التطفل كوكيل للرب على الأرض, فأصبح حالة شاذة خارج حراك الواقع واتخذ من اسم الله وشرائع الأعاقة كمتراس آخير يناطح به صخرة التطورات والمتغيرات والتحولات المجتمعية الرادعة, فأساءت انانيتة الى اسم الله وقيم السماء, ان عملية الغاء واجتثاث اغلب المكونات العراقية ومحاولة مسح ما تبقى من تراثها المعرفي وجذور عراقتها في ارض اجدادها, تعبر عن سلوك تدمبري من الموروث المتراكم للغزو والسلب والسبي والأبادات الوحشية, ان ظاهرة القاعدة والداعشية والأرهاب المليشياتي تشكل اهم التقاسيم لشخصية رجل الدين المنغلق على شيطانه المؤدلج, انه لا يستحق الحياة السوية, فكيف اذا ما “اخذها” ليعبث بها.
5 ـــ هكذا ولأسباب اكثر دونية, اختارهم مشروع التوافق الأمريكي الأقليمي لأكمال مهمات لا يصلح لها النظام البعثي, فهم لا غيرهم جديرون بأنجاز الأكثر وضاعة, ولديهم من مزيف التاريخ منظومة فلسفية شرائعية واخلاقية يمسخون بها الأخر الى كافر وملحد يجب الغائيه روحياً وفكرياً ثم جسدياً وجغرافياً, ليجعلوا من تلك البشاعات اسباباً للتقرب الى الله وطريقاً لفردوسه, وكأن الله لم يجد غير اللصوص ليكلفهم بوحي جديد, انها عاهات موروثة من تاريخ معاق, وقد فقدوا حق البقاء ولا يصلحون للتعايش مع الآخر ويجب علاجهم (لوجه الله) بكل القوانين والأجراءات القضائية.
6 ـــ ” اخذناها وما نعطيها” دعوة شريرة لأبادة جماعية تعد لها الأحزاب المتمذهبة , وسيكون الجنوب والوسط ميدان مجزرتها, بعد ان قسموا المجتمع العراقي الى شظايا ” سنة وشيعة, مسلمين وغير مسلمين, اسلاميون وعلمانيون مدنيون, عراقيو الخارج وعراقيو الداخل, انصار الحسين وانصار يزيد¸ وحتى المتنازع عليها, ثبتوها هم في الدستور كأغلبية طائفية طامعة بالأمارة النفطية لجنوبستان, واستولوا على مؤسسات الدولة وافرغوها تماماً من الكفاءات النزيهة وجعلوها محميات لكسالى التزوير والأحتيال, وسنذهب غداً لمراكز الأنتخابات لنتفرج على انفسنا او نضحك على ذقوننا وربما يبايع بعضنا زمر التبعية ( كعلاسين على الوطن).

20 / 03 / 2018

اترك تعليقاً