الرئيسية / مقالات / قانون حماية المهوال

قانون حماية المهوال

السيمر / الاثنين 26 . 03 . 2018

هادي جلو مرعي

يقول النبي المبتلى صلى الله علية وآله وأصحابه وسلم: إذا رأيتم المداحين فحثوا في وجوههم التراب.
طالما سمعت العواجيز في قريتنا يرددن عبارة: الله يخلق ومحمد يبتلي. لذلك وصفت النبي بالمبتلى الذي حمل الرسالة الى البشرية فصار أتباع الديانات يتناوشون فيما بينهم. المهم في موضوعي هو المهوال. وربما يكون أصل التسمية يعود الى التهويل من شأن الممدوح سواء كان شيخ عشيرة، أو سياسيا، أو من كبار وعلية القوم. وفي العراق ينشط المهوال الذي هو على شاكلة الشعراء الشعبيين وشعراء الفصحى، ولكن هولاء من طبقة أرفع لأنهم في العادة يستخدمون الشعر لأغراض متعددة، بينما المهوال رجل يمجد مقابل المال، وقد يشطح في بيت، أو بيتين من الشعر.
لكن المهوال في النهاية يقول مايحلو له بحثا عن المال والحضور، وتجده في الأفراح والأتراح والمناسبات الدينية، وعند حضور مراسيم سياسية، أو عند تجمع إنتخابي، أو في إستقبال شخصية معنوية رفيعة، وربما تعرض الى الشتم والإنتقاد والخطر، وقد يمنح المال، ويقرب إذا كان شعره يحدث وقعا في الحاضرين، وهو في النهاية نوع أدبي سواء رضينا عنه، أم رفضناه، ويتقبله الناس، وينتظرون حضوره في مناسباته، وإذا كان هناك من يرفضه، أو ينزعج منه، فالشعراء ليسوا كلهم محبوبين ومقبولين عند الناس، وبالتالي فالمعيار ليس بقبول ورفض العامة، ولكن بأهمية النوع الأدبي الذي يحتاج الى دراسة، وعناية، ومن ثم يكون المهوال شخص مبدع بحاجة الى حماية.
من أيام قرر شيخ عشيرة طرد أحد أبناء عشيرته لأنه حضر مناسبة لمرشح في الإنتخابات العراقية البرلمانية وتقرر فصله من العشيرة وبتوقيع من روساء بطون في تلك العشيرة ويقال: إن الشيخ عاد عن قراره فيما بعد، ومن فترة جرى حديث طويل عن مهوال تعرض الى مضايقات بسبب بيت من الشعر إنتقد فيه الأحزاب الحاكمة للدولة العراقية. لكن الأمر لم ينته عند هذا الحد، بل تطور الى مزيد من القلق على المنتقدين للأداء الحكومي والسياسي، والرافضين لسلوك القوى النافذة في الدولة العراقية.
فهل يجدر بنا أن نطالب بقانون لحماية المهوال، والدفاع عنه في حال واجه الخطر، والمساءلة القانونية؟ لاأدري لكنه بالفعل موضوع مثير ويستحق النظر فيه، فالعراق بلد العجائب والغرائب والفتن الرواتب.

رئيس المرصد العراقي للحريات الصحفية

اترك تعليقاً