الرئيسية / مقالات / الحكومة الأبوية في الميزان

الحكومة الأبوية في الميزان

السيمر / الاثنين 21 . 05 . 2018

اياد السماوي*

الحكومة الأبوية مصطلح سياسي جديد يغزو بورصة المصطلحات المتداولة في الساحة السياسية العراقية , ففي لقاء له مع رئيس تيار الحكمة السيد عمار الحكيم أكدّ السيد مقتدى الصدر زعيم كتلة سائرون الفائزة بالمركز الأول في الانتخابات النيابية , أنّه سيتم تشكيل حكومة أبوية تكنوقراط من أجل رفع معاناة الشعب , فهي أبوية من جانب وتكنوقراط من جانب آخر , ويبدو أنّ مفهوم الأبوية عند السيد مقتدى الصدر هو أن يكون قرار تشكيل الحكومة القادمة وطنيا وأهمية مشاركة جميع الكتل الفائزة التي تنتهج مسارا وطنيا في تشكيل الحكومة المقبلة , ومن حيث الجوهر فإنّ مصطلح الحكومة الأبوية لا يختلف عن مفهوم الأغلبية الوطنية الذي دعا له السيد عمار الحكيم ومصطلح الأغلبية التوافقية الذي دعا له رئيس الوزراء حيدر العبادي , وكلّ هذه الدعوات تشترك في رفضها لحكومة الأغلبية السياسية التي دعا لها زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي باعتبارها المخرج والخلاص من شرنقة المحاصصات الحزبية والطائفية المقيتة التي أوصلت البلاد إلى منحدر الفساد والجريمة وسرقة المال العام والبطالة المتفشية وانعدام الخدمات وتسببت بهذا البلاء الذي حلّ بالبلد .
وبالرغم من قناعة الجميع بسوء نظام المحاصصات الطائفية والحزبية , إلا أنّ الطبقة السياسية التي حكمت البلد بموجب هذا النظام لا زالت ترفض الخروج من نظام التوافقات و المحاصصات الحزبية والطائفية المقيتة تحت مسميات وعناوين هي في جوهرها إبقاء البلد تحت نظام التوافقات والمحاصصات الحزبية والطائفية , وموضوع مشاركة جميع الكتل الفائزة في تشكيل الحكومة القادمة هو جوهر دعوة السيد مقتدى الصدر للحكومة الأبوية , والحقيقة أنّ السيد مقتدى الصدر لم يوّضح كيف ستتشكل هذه الحكومة وعلى أي أساس ومن هي الجهة التي سترّشح أسماء وزراء هذه الحكومة الأبوية ؟ هل هي كتلهم السياسية أم رئيس هذه الحكومة الذي سيكلف بتشكيل الحكومة هو الذي سيختار وزراءه بعيدا عن ترشيحات الكتل السياسية التي غالبا ما تتم خارج معايير الكفاءة والنزاهة والخبرة ؟ وربّ قائل يقول وماذا عن الكتل السياسية التي تصدّت للعملية السياسية خلال الخمسة عشر عاما المنصرمة والتي تسببت جميعا بهذا الفساد والبلاء ؟ هل ستعود للحكومة من بوابة الحكومة الأبوية ؟ وهل الإصلاح السياسي المنشود في مشاركة الجميع في الحكومة ؟ ما المانع من وجود حكومة أغلبية برلمانية قوية ومعارضة قوية داخل قبة البرلمان ؟ ماذا لو طالب آخرون بحكومة أمومية أو أخوية ؟ أخيرا ما هو موقف السيد مقتدى الصدر من حكومة تتمتع بأغلبية برلمانية ولكنها تخلو من كتلة سائرون ؟؟ .

* عضو تحالف الفتح

اترك تعليقاً