السيمر / الجمعة 13 . 07 . 2018
تيسير سعيد الاسدي
مع انتشار موجات ما يسمى بالديمقراطية وتعزيز ثقافة الانتقال السلمي للسلطة، باتت ثقافة الحقوق واحترام إرادة الشعوب والتعبير عن تطلعاتها والمطالبة بحقوقها من المُسلّمات التي لا تقبل المقايضة أو المساس بها.لذلك فان الاصوات الوطنية الشريفة التي بدات تتعالى في جميع المحافظات العراقية وبالخصوص المحافظات الجنوبية المنكوبة التي قدمت ابنائها وفلذات اكبادها من اجل الحفاظ على وحدة وطهارة كل شبر من هذا الوطن لابد ان يكون لها صدى لدى المتصدين للادارات المحلية والمركزية بالبلاد اذا ما استثمرت هذه الاحتجاجات للصالح العام لا ان تستثمر لمصالح خاصة كما تم استثمار دماء شهدائنا انتخابيا واقليميا؟!
في العراق المصالح الحزبية والاقليمية تعرقل اي مشروع خدمي عام وسط تحكم المافيات واللجان الاقتصادية التابعة للأحزاب المتنفذة بملف الاستثمار في البلاد وهو سبب رئيسي اوصل البلاد وخاصة المحافظات الجنوبية الغنية بالنفط ومن بينها البصرة الى اسوء حالاتها , اضافة الى الدعوة التخديرية التي اطلقها رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي لمحاربة الفساد ما جعل هذه المافيات تتمادى في سعيها ونهبها للبلاد وخاصة وان اغلب قطاعات الدولة ومجالس المحافظات اصبحت ملكا ونهبا مشاعا لشخصيات ذات نفوذ مرتبطة ببعض المافيات واللجان الاقتصادية سواء في البرلمان أو الحكومة او الاحزاب المرتبطة بالجوار الاقليمي
فهذه الاحزاب هي نفسها التي تحتل ارصفة في موانئ البصرة وهي نفسها تمنع من دخول اي شركة اجنبية لتطوير هذه المحافظة المظلومة؟ وهذه الاحزاب هي نقسها اليوم تستحضر نظرية المؤامرة للصقها بما يجري بالبصرة وباقي المحافظات ؟ّ!
فعندما يُعَبِر المواطنون والكادحون والفقراء المسحوقين خاصة عن معاناتهم وهي واقعة وفعلية لا يجوز استحضار نظريات المؤامرة ونسبها الى خارج الحدود؟!!
الاحتجاجات امام دوائر الدولة ومقار الاجهزة الامنية وترك مقار الاحزاب مؤمنة عبارة عن صراخ ونكاح في الصحراء لن يسمعه الراي العام اوالعالم.
بوصلة التظاهرات الحقيقية واعني بها السلمية لابد ان تتوجه الى مقار الاحزاب المهمينة في ادارة المحافظات ومن بينها البصرة وليس الى الدوائر الحكومية والامنية في سبيل ايصال رسالة ان المتهمين والفاشلين يقبعون هنا وان هذا الحزب ساهم بخراب البصرة والعراق ؟!!