السيمر موقع عراقي مستقل
السيمر / الخميس 16 . 08 . 2018 — تناولت العديد من الصحف العربية والعالمية في عناوينها واعدادها الصادرة في الايام الماضية قضية اختلاف التصريحات العراقية الرسمية من قبل رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ووزير الخراجية ابراهيم الجعفري حول الموقف العراقي الرسمي من العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الامريكية على ايران، والتي اعلن فيها تأييده لهذه العقوبات بينما رفضها الجعفري في بيان للوزارة، حيث وضف الكثير من المراقبين والسياسيين هذا الامر بالمحرج كونه لا يعبر عن وحدة العراق.
والعراق هو البلد الوحيد الذي تضاربت فيه الآراء بين الشخصيات القيادية في الحكومة من مؤيد ومعارض وهو ما يدل على عدم وجود وحدة وطنية تنبع من بعض الشخصيات السياسية اضافة الى عدم التشاور والتحاور في الامور المصيرية التي يعتبرها البعض حاسمة بشان مستقبل العراق.
وبهذا الصدد يقول الوزير الاسبق وائل عبد اللطيف ،اليوم الخميس، ان على رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ان يقيل وزير خارجيته ابراهيم الجعفري بسبب تصريحاته الاخيرة بشان موقف العراق من العقوبات الامريكية على ايران.
وقال عبد اللطيف في حديث لـ(وطن نيوز) ان ” وزير الخارجية ابراهيم الجعفري يعتقد ان الوزارة هي ملك له ويتخذها امبراطورية وبالتالي هذه النظرية يجب ان تنسحب لان وزير الخارجية يعبر عن قرارات مجلس الوزراء والذي هو مختص بوضع وتنسيق السياسة العامة الداخلية والخارجية للدولة” لافت الى اننا ” لم نلاحظ ومع الاسف اي اجتماع او جلسة استثنائية لمجلس الوزراء للرد على هذه العقوبات”.
واضاف عبد اللطيف ان ” هذه القضية مهمة جدا ويمكن ان تتطور الى قتال بين الطرفين والساحة العراقية بوضع ساخن لا تحتمل مثل هذه الاضطرابات”.
وتابع الوزير الاسبق ان ” تصرف الجعفري تلقاء نفسه يوجب على العبادي ان يقيله والفوضى اضافة الى ضرورة ايقاف الفوضى بالتصريحات ” منوها الى انه ” كان على العبادي استدعاء الجعفري لرئاسة الوزراء واخباره بان تصريحاته تعبر عن رأيه الشخصي ولا تشمل الموقف العراقي ووضع حد لهذا الامر”.
يشار الى ان رئيس الوزراء حيدر العبادي أعلن في وقت سابق أن العراق مضطر إلى التزام العقوبات الأمريكية على إيران رغم عدم تعاطفه معها، مذكرا بأن بلاده عانت الحظر الدولي طوال 12 عاما.
فيما اعتبر عبدالباري الزيباري، الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية في البرلمان في تصريح صحفي تابعته (وطن نيوز) أن “احدى مشاكل العراق السياسية هو تضارب التصريحات بين الحكومة ووزارة الخارجية”، مبيناً أن تلك الحالات تكررت في أكثر من مرة.
ويعتقد الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية ان “الحكومة في موقف لا يحسد عليه الآن بسبب دعم طهران للحكومة العراقية في الحرب ضد داعش”. وأضاف: “أعتقد أن العبادي سيحاول إظهار نفسه وكأنه مع العقوبات مع الحفاظ على شيء من المصالح مع إيران، والحكومة المقبلة ستأخذ القرار الحاسم”.
هذا واعلنت وزارة الخارجية في بيانها ان العراق يرفض مبدأ الحصار على أية دولة والذي يلحق الضرر بالدرجة الاساس على الشعوب بمختلف شرائحها الاجتماعية ويستحضر مواقف الجارة ايران المشرفة في الوقوف الى جانبه في الازمات.
