السيمر / الجمعة 21 . 09 . 2018
معمر حبار / الجزائر
نظّمت وزارة الشؤون الدينية مع كلية علم الاجتماع بجامعة الشلف خلال شهر ماي 2018 ملتقى دولي حول “الإنسان والقرآن” فيما أتذكر.
سيتطرق صاحب الأسطر إلى جزئية لا علاقة لها بالملتقى، ولا بالمحاضرات، ولا المحاضرين، إنّما سيتم التطرّق إلى آداب التعامل مع الأسماء والألقاب أي “دبلوماسية الألقاب”، لكن دون المساس بأسماء الأشخاص الذين سيتمّ ذكرهم، لأنّ الغاية من ذكر أسمائهم الوقوف على الأمثلة التي من خلالها يتم توضيح الفكرة بشكل جيّد، فالمقصود إذن الفكرة المتمثّلة في كيفية التعامل مع الألقاب والأسماء وليس الأسماء بحدّ ذاتها والتي نكنّ لها كلّ التقدير.
ظلّ الأساتذة المتعاقبين على منصّة المحاضرات وطاولة النقاش يردّدون عبارة “الوزير السّابق” حين يتحدّثون عن الأستاذ “بشير مصيطفى”. ودرسنا ونحن طلبة في العلوم السياسية سنوات 1986-1990، أنّ المرء ينادى بلقبه الحالي، أو آخر لقب، أو اللّقب الذي اشتهر به، وبعد مرور 32 سنة أقول:
من كان في وظيفة كأستاذ جامعي مثلا وتقلّد بعدها منصب وزير ثمّ عاد لوظيفة الأستاذ الجامعي، ينادى حينئذ بلقبه الأصلي الذي عاد إليه من جديد أو ينادى بالوظيفة التي يمارسها الآن كالمحامي والطبيب مثلا هذا من جهة، من جهة ثانية ينادى المرء بلقبه السّابق كـ “الوزير السّابق” حين تستدعي الضرورة الملحّة والضيّقة جدّا إلى ذلك، كأن يطرح موضوع له علاقة بالتخطيط مثلا، ولا يمكن لأحد أن يجيب عنه إلاّ الشخص المعني، حينها يقدّم على أنّه “وزير سابق للتخطيط”، باعتباره تقلّد الوزارة في فترة من فترات حياته. أمّا والموضوع عام لا علاقة له بالوزارة ولا الوزير ويقدّم المعني على أنّه “وزير سابق” عوض وظيفته الحالية كـ “الأستاذ الجامعي” و “الطبيب” و “المحامي” مثلا، فإنّ ذلك من التملّق المذموم الذي لا يليق بالأساتذة الجامعيين والمحاضرين والملتقى العلمي الذي من المفروض أن يكون أكبر من الألقاب السياسية.
في ختام الملتقى تقدّم شيخ زاوية الهامل سي محمّد المأمون القاسمي حفظه الله ورعاه بإلقاء كلمة الختام، ومما قاله فيما أتذكر: “نشكر الوزير السّابق”، وكان يقصد الأستاذ: بشير مصيطفى، وكان عليه أن يكتفي بذكر لقب “الأستاذ” وهو في ملتقى علمي، خاصّة وأنّ بشير مصيطفى جاء بصفته أستاذ جامعي وليس الوزير السّابق. وأخطأ ثانية حين قدّم في الشكر والثناء لقب “الوزير السّابق” على “والي ولاية الشلف”، والوالي هو الأحقّ بالتقديم لأنّه صاحب الدار والمشرف على الملتقى العلمي، فلا يمكن تأخير صاحب الدار وتقديم غيره ولو كان في حضرته “الوزير السّابق”. فكيف يقوم شيخ الزاوية بتفضيل “اللّقب السّابق” على “اللّقب الحالي”، وهذه من الأخطاء التي وقع فيها أساتذة الجامعة والمحاضرين وشيخ زاوية الهامل. وصاحب الأسطر في هذا المقام يتحدّث عن كيفية التعامل مع اللّقب وليس “السياسي” و “رجل العلم”، فهذا موضوع آخر.
سبق لي أن التقيت بالأستاذ نور الدين بوكروح في الملتقى الدولي للكتاب سنة 2016، وكتبت حينها مقال عن لقائنا لأوّل مرةّ بعنوان: ” المعرض الدولي للكتاب 2 .. شخصيات المعرض”، وبتاريخ: الأحد 6 صفر 1438، الموافق لـ 6 نوفمبر 2016، وذكرته على أنّه الأستاذ ولم أذكر على أنّه “الوزير السّابق”. وكتبت عنه مقال ثاني بعنوان: ” مالك بن نبي.. رموز بوكروح”، حين شرعت في قراءة كتاب: ” les Carnets de Malek BENNABI”، بتاريخ: الجمعة 28 ربيع الثاني 1438، الموافق لـ 27 جانفي 2017 ، وبقيت أستعمل لقب الأستاذ نور الدين بوكروح ولم أستعمل أبدا لقب “الوزير السّابق”، لأنّي تعاملت معه ككاتب وليس كوزير الذي لا أعرف حتّى اسم الوزارة التي كان يتقلّدها.