السيمر / الاحد 14 . 10 . 2018
د. ماجد احمد الزاملي
منذ إعلان الرئيس جيمي كارتر بوجود مصلحة أمريكية حيوية في الخليج العربي عام 1979، أصبح التعاون العسكري والأمني الأمريكي مع الدول العربية في الخليج العربي التزاماً متبادلاً، وخلال هذه الفترة، قدمت تلك الدول للولايات المتحدة المنشآت العسكرية والدعم المادي للدفاع عن الخليج ضد “الغزو السوفيتي” ودعمت المقاتلين الأفغان ضد الاتحاد السوفيتي، وقامت البحرية الأمريكية بحماية الملاحة في مياه الخليج، ومنعت إيران من هزيمة العراق في حربها التي استمرت ثماني سنوات، وتم صد الغزو العراقي للكويت، ودعمت هذه الدول قوات الولايات المتحدة في الحرب على العراق، وساندت عمليات الولايات المتحدة في أفغانستان، والحملة ضد تنظيم داعش.
أتعتقدون فعلا ان الكويت وقطر تستطيعان الخروج من عباءة امريكا.وهل تظنوا ان تركيا قادرة على معاداة امريكا.من لا يعتمد على نفسه في الدفاع عن نفسه لن يكتب له النجاة وسيعيش ذليلا ، إنذار غزو العراق للكويت لم يستفد منه الكويتيين في خطا الاعتماد على الغير ، قد يحميهم الأتراك بمقابل كما فعل الأمريكيون ولكن قد يدفع الاخر اَي كان اكثر ويتخلى عنهم، الأسلحة التي عثرت في الكويت في اثناء الغزو كانت مكدسة وغير مستخدمة لان لم تكن هناك إرادة وشجاعة في الدفاع عن البلد ، ولا ارى ان الكثير قد تغيير اليوم. الموقف الكويتي يعبّر عن ارتداد مباشر لسياسة السعودية تجاه الكويت وما تسرّب من أخبار حول زيارة بن سلمان الأخيرة للكويت والتي كشفت بأن بن سلمان سلم للكويت ورقة إملاءات وشروط كمقدّمة لإعادة تشغيل البئرين المشتركين، ورفض الكويت لهذه الشروط وعودة بن سلمان بعد ساعتين من الزيارة، هو ما دفع بأمير الكويت باتّخاذ القرار الحاسم بالتخلي النهائي عن التنسيق مع السعودية بشؤون المنطقة بشكل عام.
الدول الخليجية الست “العربية السعودية وعمان والإمارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت” تمارس تأثيراً غير مسبوق على الشؤون الدولية، نتيجة ثرواتها التي لا يمكن تصورها من النفط والغاز، وأصبحت منطقة الخليج مركزاً رئيسياً للسفر والسياحة والرياضة والثقافة والتجارة والتمويل.
والسعودية منذ تأسيسها في عام 1932 اعتمدت على أموال الحج من أجل الاستمرار لغاية عام 1950. وكانت دولة متخلفة وفقيرة وكذلك الدول الخليجية الأخرى، إلا أن ثروة ونفوذ الدول الخليجية، وبالأخص السعودية، تنامت بعد أزمة النفط في عام 1973، وأصبح الفائض النقدي كبيراً وبدأت الصناعات البتروكيمائية تدخل الى الخليج وبدأ الاستثمار في البنية التحية، وأنشئت الصناديق المالية المختلفة، حتى أن السعودية أعطت قروضاً لإيطاليا بقيمة مليار دولار ولآيرلندا بقيمة 300 مليون دولار في عام 1976.
لاشك أن السعودية مرت بمرحلة أحسّت فيها بأنها قادرة على الإمساك بجميع خيوط اللعبة السياسية في العالمين العربي والإسلامي وغيره، وما رأيناه من ردود فعلها على موقف كندا أمر يعكس هذا الغرور، ومما يبدو أن بن سلمان غارق بأوهامه بعد ولم يستفق على واقع السياسة السعودية المهين، وما نراه من مواقف لسورية والعراق ولبنان وقطر وعمان واليمن والكويت حاليا إنما يعكس فشل السياسات السعودية في المنطقة، وانتقالها من ورطة إلى أخرى، ومن فشل إلى فشل أكبر حجما وأشد خطورة على واقع آل سعود. بل ويكشف يوما بعد يوم حقيقة النهج السعودي الذي ظل عبر عقود سند حقيقي وداعم للصهيونية العالمية.
السياسة السعودية برعونتها وجهلها بالكثير من المفاصل الدولية والتوازنات الدولية خسرت قطر والتي كان يمكن أن تكون بجنانبها ، على الرغم من اتساع رقعة طموحات قطر في المنطقة، وكذلك خسرت عمان والآن الكويت، وقبلها كانت قد خسرت كل القضايا التي دخلت بها كطرف من أطراف الصراع، فخسرت سورية والعراق واليمن لمصلحة إيران، وخسرت قطر والكويت لمصلحة تركيا، وباتت عاجزة في التأثير بالقرار اللبناني، وحتى مصر فمما يبدو أن نفوذها ينحسر شيئا فشيئا. هذا فضلا عن الابتزاز الأمريكي المستمر وجعلها بقرة حلوب لا تعطي الحليب الكافي ثمنا لحماية حكامها. لا يخفى على أحد أن استمرار الوضع على ما هو عليه الآن يخدم مصالح بعض الدول التي يسرها أن ترى دول الخليج تعادي بعضها بعضاً، وقد عملت هذه الأزمة على شرخ البيت الخليجي، وأظهرت هشاشته ووهنه، كما أضرّت بالنسيج الاجتماعي والترابط الأسريّ بين شعوب المنطقة، وخلقت مشاعر تنافر وخوف وقلق بين أبنائه. إن حل هذه الأزمة الراهنة بيد دول الحصار؛ فبإمكانها أن تعود إلى رشدها، وترفع الحصار عن قطر، لتصلّح العلاقات التي أفسدتها، أو أن تطيل أمد الحصار، وتستمر في اختلاق الأكاذيب التي من شأنها أن تعمّق فجوة الخلاف.منطقة الخليج التي كانت تعد أكثر منطقة مستقرة في العالم العربي تعيش حاليا عدم استقرار بسبب أزمة لا أساس لها وبدفع صهيو أمريكي لتمرير صفقة القرن المشؤومة.
توجد منطقة أخرى حيث يفوق التفاؤل الواقع وتتعلق بدعم الدول العربية لعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، ومن الواضح أن هذا يستحق الاختبار، ولاسيما في ضوء تعميق العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج التي يقودها الخوف المشترك من إيران ، إن مفهوم توسيع دائرة صنع السلام -وذلك بتقيدم تنازلات من جميع الأطراف في صفقة أقل إيلاماً وأكثر أمناً- ولا تزال هي الفكرة القديمة نفسها ولكنها قدمت بصورة جديدة. ويمكن أن تكون الجهود مثمرة إذا كان كل من إسرائيل والفلسطينيين على استعداد لاتخاذ قرارات صعبة في بعض القضايا الجوهرية، مثل الحدود والقدس، ولكن ليس هناك دليل على ذلك. من الواضح أنه من الصعب أن نصدق أن الدول العربية ستتخلى عن مبادرة السلام العربية 2002 وستقوم بالضغط على الفلسطينيين من أجل شيء غير ملموس في المقابل.
والعالم اليوم مشغول بقضية إختفاء الصحفي السعودي الملياردير سليل خاشقجي تاجر السلاح المعروف الذي قاتل قبل اربعين عاما مع تنظيم القاعدة بجانب اسامة بن لادن ضد بما يسمى ” الغزو السوفيتي” لافغانستان. كان جمال خاشيقجي يعلم الكثير من خفايا الامور بحكم انه كان من المقربين بل وكان موظف بدرجة مستشار في البلاط الملكي السعودي وقد تمت تصفيته لهذا السبب , ماذا لو كان هنالك مخطط و نوايا سيئة ليست لقطر وحدها بل للكويت وعُمان معا لإجتياحهم جميعا من قبل أل سعود .
أيام الحرب الباردة عندما كان هناك معسكرين بذلت الولايات المتحدة الامريكية ما بوسعها من اجل تطوير دول اوربا الغربية ( مشروع مارشال لبناء المانيا الغربية في حينها قبل انهيار جدار برلين)واليابان لكي تقف بوجه الاتحاد السوفيتي السابق , واليوم تريد تكرار نفس الشيء من خلال المدينة السياحية في البحر الاحمر بين السعودية ومصر والاردن (علي وعلى اعدائي) من اجل الوقوف بوجه الصين وروسيا وايران والان تركيا انضمت الى المعسكر الاخير , كذلك تمرير صفقة القرن التي طرحها ترامب من اجل أمن دولة آل صهيون وايجاد منطقة تأوي الفلسطينيين مستقبلا ,لكن هذه احلام لم ولن تتحقق لوجود شعوب مقاومة ولامريكا درس مع العراقيين عندما اجبروا 300 ألف جندي أمريكي مدججين باحدث الاسلحة على الانسحاب من العراق عام2011.