الرئيسية / مقالات / انا مولع بالموت والرصاص

انا مولع بالموت والرصاص

السيمر / الخميس 18 . 10 . 2018

عباس راضي العزاوي

نحن شعب لايحب السلام ولا يرغب بالاستقرار ويضيق ذرعا بمنظر الورد والحقول الخضراء الجميلة , ولايروق له الا لون الدم والموت والخراب , لانه ادمن الحروب واصبحت جزء من تركيبته النفسية. ان يموت واقفا ليشعر بالفخر وزهو الفروسية وبريقها , فهو يعشق النخيل ويريد ان يموت مثله, يعني ان يهلك واقفا وشامخا والسيف بيده. صورة بدوية مثيرة تنسجم وكمية الخزين الشعاراتي الكبير.
ربما هذه الصوره تثير حفيظة العراقي وتجعله يثورويغضب على من يصفه هكذا..اي انه كائن عنيد لايرغب بالتوقف قليلا ليعيد حساباته ويحدد مصادر الخطر التي تحيط به ولايقبل ان يحدد له غيره مواطن الخلل في حياته , لكنها الحقيقة المزعجة. فبعد حروب مختارة جاءتنا حروب اجبارية اعلنها معتوه بالنيابه عن العالم ليحمى مؤخرةالشرق من الاغتصاب من جهة ويمنح الكبار صك قانوني بالاقتراب من المياه الدافئة في الخليج من جهة اخرى وانتهى الامر انهم نفذوا ماارادوا وبقي قسم كبير منا يفتخر بهذه الحرب ويعدها انتصارا عظيما..على من وكيف ولماذا؟ لايهم المهم اننا انتصرنا.. وان كان ثمن ذلك باهضا وترك لنا الاف الارامل والايتام والمعاقين ونفوس متعبة اثقلها شبح الحرب والدمار ….ومنصوره يابغداد
وحتى ان غفلتعنا رُسل الموت بمحض الصدفة او انشغلت بغيرنا اخرجنا كمية الغضب الفائر فينا باستخدام السلاح في غير موضعه واطلقنا الرصاص باتجاه السماء بفرح هستيري ولانكثرت ان كانت المناسبة حزينة او مفرحة او حتى فوزا بائسا في مباراة لكرة القدم وبذلك نحصل على موازنة نفسية لاباسبها لكمية الهوس الهائج في النفوس, وقتلنا الابرياء الامنين في الشوارع والازقة. وان لم نجد مانطلق النار لاجله او عليه فالثأر والحروب العشائرية لها ايضا حضوة لدينا بل من الامور المحببة للقلوب والعقول المعطوبة والمبررات متوفرة على الدوام. قوة العشيرة , هيبتها , مقامها , منعتها , عزتها , سطوتها , مقامها وكل هذا لايتحقق الا بغزارة الرصاص الذي يطلق في الفضاء برعونة في مناسباتها ليتساقط بعد ذلك موتا والماً وجحيما على قلوب الاخرين.

اترك تعليقاً