السيمر / السبت 27 . 10 . 2018
عباس راضي العزاوي
سوف لن يكون رئيس الوزراء المكلف اوفر حظا من سابقيه ولاحكومته أكثر صلاحا أو قوة وفاعلية ، طالما هناك عدة أقطاب وسلاطين ورؤوس مستقلة وقوية تمتلك السلاح وامتلكت عبر سنين النهب السابقة أموال طائلة لم ولن يستطيع أحد انتزاعها منها، صدقوني ليس تشائما ولا تحبيط للهمم بل هي حقيقة تبلورت امامنا منذ 15 سنة، لان الاحزاب السياسية اتفقت على المشاركة بالحكم بدون استثناء او ما يسمى بالمحاصصة وربما تكون هذه القضية الوحيدة المتفق عليها، اولا لعدم وجود ثقة فيما بينهم وثانيا ان الانسان العراقي تحديدا لا يحب مقعد المعارضة لانه مرتبط بالخازوق ارتباط تاريخي وثيق وثالثا ان الغنائم تنحسر تلقائيا كلما ابتعد السياسي عن مصادر القرار لهذا سيستمر الحال على ماهو عليه ولن ينجح أحد في قيادة البلاد بشكل يخدم مصالحالشعب العراقي.
ومهما لمّعنا وصفقنا لاي قادم جديد ضمن ممارسة الأمل سوف لن يستطيع فعل شي ليس لان الاحزاب لاتدعه يعمل بحرية وليس لان الوضع الفوضوي يفرض نفسه في جميع مفاصل الدولة ـولا اقول الحكومة فقط ـ وليس لان المؤامرات الخارجية والداخلية مستمرة ضد العراق فحسب بل أيضا هناك عامل اشد تاثيرا وحضورا الا وهو التركيبة النفسية للفرد العراقي والذي يفهم السلطة كأرث عائلي اوملك شخصي لاينازعه عليه احد حتى ابنه فالتاريخ المضمخ بالدماء والرؤوس المتدحرجة دليل صارخعلى تربيتنا الشاذة وفهمنا المشوش لمفهوم السلطة ولاينفرد الحاكم او من يصل إلى سدة الحكم بهذا التفكير بل حتى عموم الشعب ، لانه – اي الشعب – لا يحترم الحكومة الديمقراطية ولايخشاها لانه يفكر بنفس الطريقة التي اعتاد عليها الجميع لسنين طويلة.
وبما أن الحكومة مقسمة بين كميات الاحزاب الهائلة والمتعددة التوجهات والمذاهب ـ وان كانت حسنة تعددها يمنع نمو الدكتاتوريه ـ فلن يستطيع أحد أن يعمل كسلطة عليا له نفوذه وسطوته الفاعلة لان الجميع لديهم نفس الشعور والامتيازات ويتحركون بذات الروحية السلطوية كباقي السلطات الدستورية التنفذية منها والتشريعية بل وحتى القضائية في بعض الحالات بصرف النظر عن مواقعهم الرسمية، فكيف سيحقق رئيس الوزراء الجديد اي تقدم او نجاح في ظل هذه الظروف المعقدة؟ وهانحن نرى أن كابينته الوزارية قد غصت بالارهابيبن والفاسدين منذ الوهلة الاولى!!!، فأين حريته باختيار وزراءه اذن؟ وكيف يمكن أن يكون مختلف عن غيره كما يُروج له؟