الرئيسية / مقالات / الاحتفال المسيىء لمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم

الاحتفال المسيىء لمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم

السيمر / الثلاثاء 27 . 11 . 2018

معمر حبار

أوّلا: محاسن الاحتفال
شهد البارحة “مسجد النور”، بمنطقة حي الشرفة 5، الشلف، وبالتعاون مع جمعية الحي الأخضر-لجنة حي البدر م 05‏، احتفالا بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
ابتدأ الحفل بقراءة جماعية للقرآن الكريم من طرف أبناء الحي المواظبين على قراءة القرآن على يد إمام مسجد الحيIssa Ben Yahya . أعترف أنّي لأوّل مرّة أرى مثل هذا الافتتاح المميّز والذي يشكر عليه إمام مسجد النور، والمتمثّل في القراءة الجماعية.
هنيئا لمسجد النور بالشرفة 5 ، وهنيئا لإمام مسجد النور Issa Ben Yahya على هذا التميّز، والتفرّد، والسّبق. واختتم الحفل بتكريم الضيوف، والحضور، والأطفال بالجوائز، وأطيب الطعام، وألذّ الحلويات. وهنيئا لكلّ من شارك، ودعم، وفرح.

ثانيا: الذين أفسدوا الاحتفال
تقدّم إمام مسجد منطقة الشرفة 2 “بن علي”، ليقدّم محاضرة أطلق عليها اسم “وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم”. وعليه أتدخل وأقول:
1. من القواعد أن يحترم المرء الذين لا يحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولا يتدخل المرء في شؤونهم واعتقاداتهم ولا يرد عليهم، ويعتبر ذلك من شؤونهم الداخلية التي لا يحقّ التدخل فيها، ولو استعملوا ألفاظا نابية قبيحة ضدّ المسلمين المؤمنين الذين يحبّون سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ويحتفلون بمولده الكريم الشّريف.
2. عتابنا على الإمام ليس لأنّه ضدّ الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، فهذا من حقّه وشأنه، ويظلّ المرء يحترم موقفه الرّافض للمؤمن الذي يحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، لكن عتابنا على اختيار مناسبة الحب والفرح والاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ليتحدّث عن محاربة الاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عبر عنوانه الذي اختاره وأطلق عليه اسم “وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم”، وهو عنوان يتنافى ومناسبة الحب، والفرح، والسّعادة، واللّقاء بين الأحباب والضيوف.
3. لو تحدّث الإمام في المسجد الذي يشرف عليه عن ما يسميه “وفاة رسول صلى الله عليه وسلّم” لبقي المرء يحترم موقفه، ورأيه، وأفكاره الرّافضة للاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. أمّا وأن يلقي محاضرة أطلق عليها اسم “وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم” في مسجد كلّه يحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، تعبيرا عن رفضه للاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فإنّ ذلك مما لا يتناسب وطبيعة المناسبة الخاصّة بالاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
4. لو اختار الإمام مناسبة أخرى غير مناسبة الفرح والاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وتحدّث عبرها عن ما يسميه “وفاة الرسول صلى الله عليه وسلّم”، لكنت أوّل المستمعين، وما عاتبه أحد.
5. ليس من الأدب في شيء أن يتحدّث المرء في عقد الزواج عن الطلاق.
6. ليس من الأدب في شيء أن يتحدّث المرء في العرس عن الوفاة.
7. ليس من الأدب في شيء أن يتحدّث المرء في مناسبة احياء مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم عن ما يسميه “وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم”.
8. ما سمعت خطيبا طيلة حياتي ومذ كنت طفلا يلهو ويعبث، تحدّث في خطبة الجمعة الخاصّة برمضان عن الحج، ولا تحدّث في خطبة العيد عن يوم الشجرة، ولا تطرّق في خطبة عرفة عن غزوة أحد، ولا تحدّث في خطبة بمناسبة أوّل نوفمبر أو مناسبة استرجاع السّيادة الوطنية عن الحيض والطلاق، لأنّ ذلك ممّا لا يليق بالخطبة، والمناسبة، والخطيب، والمنصتين إليه.
9. نظلّ ننتقد بشدّة الذين يحتفلون بموت أمّنا سيّدتنا عائشة رحمة الله عليها ورضي الله عنها وأرضاها، ونرى ذلك من الحقد وسوء الأدب مع أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم. وكذلك نظلّ ننقد الذين يحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بما يسمونه “وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم”، وقد التقى الطرفان في الاحتفال بموت العزيز الغالي.
10. يحضرني في هذا السياق ومنذ سنوات، أنّ أحد أئمة مسجد النور بالشرفة 5، تغيّب وكلّفني القائمون على المسجد يومها أن أحمل الفقيه المقرىء الشيخ الإمام “قسّول” حفظه الله ورعاه، ليقوم بإلقاء درس وخطبة الجمعة. وفي الطريق تطرقنا لمواضيع، ومنها حمل العصا. فأجبته: إمام المسجد لا يحمل العصا حين يصعد للمنبر. أجاب، وهو الفقيه المبصر رغم أنّه فاقد للبصر: حمل العصا من المستحبات والمندوبات والسنة، وبما أنّ إمام مسجدكم لا يحمل العصا، فأنا كذلك لا أحمل العصا، احتراما للإمام في غيبته، وإن كنت أختلف معه لأنّي مازلت أرى حمل العصا من المندوبات والمستحبات والسنة. وفعلا، ألقى خطبة الجمعة دون حمل العصا احتراما لإمام المسجد رغم أنّه يخالفه. مع العلم حضرت للإمام الفقيه المقرىء الشيخ الإمام “قسّول” عدّة مرّات حين تسمح الظروف، فرأيته يحمل العصا دائما حين يصعد منبر سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
11. تحية تقدير واحترام وعرفان للإمام الفقيه المقرىء المبصر “قسّول” على احترام عادات وتقاليد المسجد وأهل المسجد، رغم أنّه يخالف الإمام الذي استخلفه في صلاة الجمعة.
12. رسالتي للذين لا يحتفلون بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ويرفضون أن يشاركوا المؤمنين المسلمين في احتفالاتهم بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم: نظلّ نكنّ لكم التقدير كلّه، والاحترام كلّه، ولن ندخل معكم في نقاش احتراما لموقفكم، لكن لا تفسدوا على المؤمنين المحبّين لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، والمحتفلين بمولده الشريف، فإنّه ليس من آداب الضيف أن يفسد على الضيف فرحته، ويحوّل الاحتفال بحب ومولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالاحتفال بما يسميه “وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم”، لأنّ الأمّة الاسلامية تحتفل بالمولد وليس بالوفاة.

اترك تعليقاً