الرئيسية / مقالات / بدون موضوع

بدون موضوع

السيمر / الأربعاء 05 . 12 . 2018

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

بكل الاحوال بوش الأب كان انسان شرير وظالم تلطخت أياديه بدمائنا وهو الذي سمح لصدام بقمع الانتفاضة وقتل نصف مليون انسان خلال عشرة ايام فقط، بوش الأب حرر الكويت بأموال العربان، وفاة الرئيس الامريكي السابق جورج بوش والذي عرف في بوش الأب هذه المناسبة تمنحنا فرصة لاستذاكر تلك الاحداث ونحن عاصرناها ونالنا حريقها وتعرضنا للسجن والاعتقال مدة اربع سنوات بأيامها ولياليها المؤلمة عند أعراب نجد، علينا ان نأخذ العبر واستذكار هول ماوقع وكيف كتبت لنا السلامة والنجاة، فإن وفاة الرئيس الأميركي جورج بوش الأب تستحق أن تذكر بكل تفاصيلها ونستذكر كيف سقط مئات الاف الشهداء بنيران تحالف بوش او من خلال السماح لصدام في قمع الانتفاضة الشعبية والتي وقف ضدها فهد ملك السعودية لاسباب طائفية وافشلها وسقط نصف مليون شهيد قتلتهم قوات صدام المجرم، ان التاريخ من صنع الرجال سواء كانوا صلحاء او اشرار، والرئيس بوش واحد من صناع التاريخ بغض النظر سواء كان تاريخ اسود ام ابيض، جورج بوش رئاسته لم تتجاوز أربع سنوات فقط (1989 – 1993). فقد شهدت فترة رئاسته أحداثاً مهمة، منها تفكك الاتحاد السوفياتي وسيطرة الولايات المتحدة لتعلن تحقيق نصر واضح وانتهت الحرب الباردة والتي استمرت نحو خمسه واربعون عاما، وما تلاها من سقوط وتفكك دول في العالم، والمثير للسخرية ان صدام حسين الجرذ الهالك وهو شهد تهاوي المعسكر الشرقي اراد ابراز عضلاته في فترة تفكك وانهيار السوفيت فقد ضحكت السفيرة الامريكية في بغداد عليه، وفهمها بشكل خاطئ وقام في احتلال الكويت، في المقابل مراكز الدراسات الاستراتيجية الامريكية اعطت لبوش تصور واضح كيف يتعامل مع صدام والعرب لذلك قرأها بوش بشكل صحيح. واستطاع بوش يجعل شرعية لجيوشه من خلال التحالف السعودي – الأميركي، السعودية جلبت جيوش باموالها من ثلاثين دوله ولعب هذا التحالف دوراً أساسياً في إنهاء ما كان يرغب اليه صدام المصاب بمرض سفك الدماء وجعل السلطة كسلطة فرعون واصيب في جنون العظمة.
ارتكب صدام اقذر الجرائم بحق الشعب الكويتي واصبح معظم الشعب الكويتي خارج بلاده، وقام صدام بتشكيل حكومه من ضباط الجيش الكويتي لم تكسب اي شرعية وانما الشرعية على الورق ومن قبل صدام وحزب البعث الساقط، ونصب صدام ابن عمه علي كمياوي حاكماً للكويت على أرض الواقع، ووقفت مع قوات صدام الجاليات العربية في دعم قوات صدام وانا رأيت ذلك في ام عيوني، حاول صدام وانصاره تصوير في حالة نشوب الحرب سوف تقوم الشعوب العربية بمهاجمة المصالح الامريكية وان صدام يحرق نصف اسرائيل، لكن بوش لم يعير اهمية لذلك، وقبل نشوب الحرب تمرد الجنرال نوريغا على الامريكان رئيس بنما في مؤتمر قمة جنوب امريكا حضر المؤتمر وشاهده بوش الأب وذهب اليه واشبعه ضربا بالايدي امام عدسات التلفاز وحال عودة نوريغا الى بنما اجتاحت الجيوش الامريكيه بنما واقتادت الرئيس نوريغا اسيرا واحضروه مكبل الايادي لبوش، بعهد بوش حدثت ثورات الربيع الاوروبي وللاسف حل زمن الخريف الشيوعي في العالم، هذا الخريف المؤلم قضى على جمهوريات من ألمانيا الشرقية رومانيا جيكوسلوفاكيا يوغسلافيا البانيا إلى جمهورية اليمن الجنوبي والصومال عمت الاحداث كل دول أوروبا الشرقية ثم آسيا الوسطى. بل اختفت دول من الخريطة أو تغيير نظام سياسي كله وتجزأت مثل تهكيل يوغسلافيا لست دول مستقله.، بوش جعل الملك فهد وسيله وواجهة لتحقيق المواجهة العسكرية مع صدام وإخراجه ولو بالقوة الكاملة وشل العراق لان ملك السعودية وصل لقناعة ان صدام يتحين الفرص لغزوا السعودية بظل وجود حليف قوي وهو علي عبدالله صالح والذي وحد شطري اليمن، وهناك ايضا كانت فئات امريكية رافضة للحرب، وكتب قادة عسكريون
امريكان التحذيرات لبوش وهذه اعنف التحذيرات من داخل الولايات المتحدة هي الأعلى صوتاً، فالرأي العام الأميركي كان يرفض الحرب ولايرغب اعادة ذاكرة حرب فيتنام الفاشلة، لكن بوش وديكجيني انتهزوا فرصة احتلال صدام للكويت والدعم المالي السعودي لذلك عمدوا على نشر تقارير توحي لصدام ان الحرب لم تقع الى ان باغتوه ونفسه صدام بخطابه قال لقد غدر الغادرون، ولعب بندر بن سلطان دور مهم في دفع تكاليف الحرب لبوش، بعد انهيار السوفيت كانت هناك اسلحة لحلف الشمال الاطليسي يراد التخلص منها، فتخلصوا منها في اموال الخليج وتم بيعها ودفع تكاليف الجيوش التحالف الامريكي وتكاليف الطيران الامريكي الذي يلقي القنابل على العراقيين بالمال السعودي ، لولا تدخل بوش لما بقت دولة اسمها الكويت، امريكا تعرف كيف تستثمر قوتها في الحرب العالمية الثانية دخلت الحرب بنهاياتها وضربت اليابان بقنابل نووية وقتلت مئات الاف البشر واجبرت امبراطور اليابان على الاستسلام فبلاشك الولايات المتحدة دولة عظمى مهمة بل لولا الجيوش الامريكيه لما ابقى استالين دول اوروبا الغربية. ولولا الجنود الامريكان لما تحررت الدنمارك والسويد والنروج و لما رجعت الجمهورية الفرنسية التي احتلها هتلر وبقت الجيوش الفرنسية تقاتل في شمال افريقيا رغم احتلال العاصمة باريس وكل الارض الفرنسية من قبل الجيوش الالمانية، بوش حكم العالم بعقلية ضابط كقائد عسكري لايهمه كم عدد من يقتل بقدر مايهمه تحقيق النصر وان كان ثمن النصر ملايين القتلى من الشعب العراقي والشعوب العربية والاسلامية، طبيعة العسكر يكونون اشداء بالتعامل حتى مع اصدقائهم، بوش بسبب المال السعودي رفض دعم الانتفاضة وارتكب خطأ فادح لو اسقط صدام عام ١٩٩١ لكان افضل من عام ٢٠٠٣ بتلك الفترة كانت امريكا منفردة بالعالم وايران دوله منهكة من حروب الثمان سنوات وانا على يقين لفتح الايرانيون وسائط اتصال مع امريكا والغرب افضل من زماننا الحالي، بوش الأب خدم امريكا وشهد عصره تفكك الاتحاد السوفيتي وخروج اوربا الشرقية من سيطرة السوفيت، لكن بكل الاحوال تفكك السوفيت جعل روسيا الاتحادية دولة قوية اقوى من زمن السوفيت، كل دول اوروبا الشرقية ميزانياتها وتسليحها والغاز والبترول والتدريب يدفعها الروس بزمن السوفيت ناهيكم عن دفع الروس المال والسلاح لحلفائهم في افريقيا واسيا، مات بوش وبلا شك يقف في محكمة الله الواحد القهار، والله سبحانه وتعالى ولي خلقه، سبب ماحل بنا من كوارث هو صدام الجرذ الهالك والبعث والحقد الطائفي الخليجي ضد شيعة العراق مضاف لذلك سذاجة قادة الشيعة الجعفرية الامامية عبر التاريخ وعدم استغلالهم للفرص والتي وصفها الامام علي ع اغتنموا الفرص فإنها تمر مرور السحاب، كنا بعهد صدام خيرنا مايستطيع ذكر صدام ولو بالاشارة وعدم القول السيد الريس هههههههه .

اترك تعليقاً