السيمر / السبت 29 . 12 . 2018
هشام الهبيشان / الأردن
من الواضح انه وتزامناً مع كل التطورات والمتغيرات العسكرية في الجنوب السوري ، وخصوصاً اقفال ملف الجنوب السوري وحسمه عسكرياً وبالتفاوض “تحت ضغط النار ” لصالح الدولة السورية ،عاد من جديد الكيان الصهيوني ليمارس دوره القديم الجديد في إعادة صياغة ورسم ملامح جديدة لأهدافه واستراتيجياته في الحرب على سورية ،وخصوصاً بعد أن قام الكيان الصهيوني ،بعدوان صريح على نقاط عسكرية للجيش العربي السوري في ريف دمشق . هذا العدوان الصهيوني ، لا يوضعُ إلّا بخانة محاولة خلط الاوراق العسكرية في سورية، خصوصاً في ظل تصاعد دراماتيكي لقوّة صمود الدولة السورية، ودعم حلفائها لها، ومع بروز مؤشرات انتصارها، وبعد الصمود الأسطوري على الأرض للجيش العربي السوري، وانهيار البؤر الإرهابية في الجنوب السوري. ومن هنا وتزامناً مع مجمل هذه التطورات وأحداث وأبعاد وخلفيات هذا العدوان الصهيوني، فهنا نقرأ في خلفيات وأبعاد هذه المغامرة الصهيونية ليس فقط مع السوريين بل أيضاً مع الروس والإيرانيين، إنهُ وبعد فشل مشروع اقامة منطقة عازلة في جنوب سورية وفشل المجاميع المسلّحة الإرهابية باستراتيجية مسك الأرض جنوباً ، ومن هنا تيقن الصهاينة إن الرهان على وكلائهم وأدواتهم على الأرض السورية، هو رهان فاشل،وهنا قرر الصهاينة وبدعمٍ من محور العدوان على سورية، التدخل مباشرة على الأرض، لفرض واقع جديد عسكري وسياسي بما يخصّ المناطق القريبة من الجولان العربي السوري المحتل ، فالصهاينة يسعون لاستثمار التفاوض مع الروس بما يخص ملف الجنوب السوري والوجود الإيراني ،بمحاولة الحصول على بعض المكاسب وفرض واقع ميداني عسكري جديد في مناطق جنوب غرب سورية ،يكون فيه للكيان الصهيوني حصة نفوذ ،تتحكم بنوعية القوة والعتاد المتواجدة بهذه المنطقة ،ولكن هذا التفاوض وبلغة النار ،يبدو أن الروس يرفضونه بالمطلق ،والسوريون بدورهم لا يرفضونه فقط ،بل هم أيضاً اليوم يؤكدون حقهم باستعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل “سلماً أو حرباً ” ،وهذا ما يثير حالة من الارباك والتخبط الصهيوني بهذه المرحلة . وهنا بات واضحاً في هذه المرحلة، إن الهدف الصهيوني من وراء العدوان على سورية ،هو محاولة فرض تفاهمات جديدة بخصوص ملف الجنوب السوري وتحت ضغط النار ، ولكن الواضح أكثر هنا وفي ذات السياق أن كل هذه المحاولات الصهيونية لن تؤثر ولن تثني من عزيمة الدولة السورية وحلفائها المُصرّة على قطع دابر الإرهاب وداعميه ومحرّكيه ومموليه عن الأرض السورية، ولذلك نرى اليوم أن الدولة السورية مستمرة بانجازاتها العسكرية على الأرض، ومستمرة بـ معارك تطهير سورية من رجس الإرهاب،ورسالتها “من أراد ان يفاوض بالنار فسنفاوضه بمثلها وأكثر ،ولتبقى الكلمة العسكرية هي العليا وهي الجواب الصريح على كل من يحاول المساس بوحدة سورية الجغرافية والديمغرافية” . ختاماً ، يبدو أن الرد السوري على العدوان الصهيوني ، جاء بعكس توقعات الصهاينة ،فـ اليوم وضع ملف استعادة الجولان العربي السوري المحتل على الطاولة ، وهو ما خلق حالة جديدة من التخبط والارباك لدى الصهاينة ،فاسقاط الطائرة السورية سيكون له عواقبٌ كارثية ووخيمة على الصهاينة ،وستكون متوقعة من قبل البعض ومفاجأة للبعض الآخر ،فالقادم من الأيام يحمل في جعبته الكثير من التطورات والمفاجآت ..فانتظروا .