السيمر / الاثنين 21 . 01 . 2019
حسن حاتم المذكور
الأنتفاضة خيار وطني انساني, لا لأنها نبض شريان عمره اكثر من سبعة الاف عام, بل لأن عراقتها تجمع مكونات, لو لم تكن لما كان العراق}
1 ــ هاجرت طيور الخيارات الوطنية, وتركت صقور النكبة, تمضغ النفس الأخير لصغارها, في جماجم كانت أعشاشها, الحياة خيار الأحياء, وخلط الأوراق كالحمى تسبق الموت, او كمن يبحث في التاريخ, عن امريكا صديقة او عن ايران شقيقة, ويطول الجدل المر, وعبثية اقناع الآخر, ان الشمس تشرق من غروبها, وهنا يصبح الأمر, صعب على الذي يريد ان يصدق, فيستعين بجرعة تخريف مسكن, او شعوذات معتقة, تحت لسان معمم, او مقالة لم تجد عقلاً على مقاسها, فتسقط الخيارات الوطنية من اغصانها, كثمار اتلفها النضج, وفات اوان قطافها.
2 ـــ بين جرفي امريكا وايران, شبعت مراكب خياراتنا غرقاً, لا نعلم من هو المنتصر علينا, ومن كسب الرهان, وعبر ثقوب المواقف, نتحسس اوجاعنا, وتشرب الأقلام دموعنا, ثم تطلقه كلام عشوائي, على صدور الخيارات الوطنية, فتسقط الأمنيات الصغيرة, بين شهيدة وجريحة تسبح في بركة احلامنا, وتدفن تفاصل المجزرة, في اقرب مقبرة للهوية, كون رصاص الكلام اطلقته مقالات صديقة, البكاء وبكلام فصيح قال: لنطوي صفحة خياراتنا ونعتمد التخريف, الدموع وببلاغة قالت: لنمزقها ونعبيء سمعنا, باخر خطبة جمعة, لعظماء مرجعيتنا الرشيدة, تقنعنا بحسنات الموت الضميري ومعصية المعقول, ثم نغفو ونصبح على خير.
3 ـــ الأنتفاضة خيار وطني, لا تستسيغه رتابة الواقع, وكأي حراك شعبي, لا يجد له قبولاً في بيئة الأنبطاح المريح, فيسهل على البعض, ان يجد في امريكا بديلاً لأيران, وايران بديلاً لآمريكا, الأنتفاضة كممارسة وطنية, لا تفهم هكذا منطق, ولم تجد له تفسيراً, انها تمثل واقع حي, لا سكينة له في مجتمع المقابر, الواقع العراقي الراهن بيضة فاسدة, والأنتفاضة تحمل في احشائها وليد جديد, لهذا لا نستغرب رفضها, من واقع مؤجل الدفن, انتفاضة الكلمات حقيقة ثقافية, مقطرة بالسيادة والكرامة والمعنى, فأن خلت من ذلك, يصبح المثقف علبة فارغة, شكله لا يدل على مضمون, اذاً على الكلمات ان تكون ثماره, كي لا يسقط غصنه عن تاريخ الأوائل.
4 ـــ عندما تكون الأنتفاضة خيار شعب, على الثقافة ان تكون شجرة العافية, والمثقفين ثمار لا تغادر اغصانها, المثقف ان اراد ان يكون مثقفاً, عليه ان يتعلم ابجديات الثبات وشحذ المعنويات, من فلاح منتفض, حتى لا يتآكل نرجسية ماض بين جدران اللامعنى, ليس ذكاءً ان نتعامل مع الخيارات الوطنية بأنتقائية, فنخطأ في تشخيص المضمون الوطني, او ننزلق في هاوية الأحتيال على الذات والناس والوطن, ثم نتعامى عن رؤية قرون انتهازيتنا, ونتوهمها على رؤوس الآخرين, ونصاب في عقم الدوران حول الذات, على واقع ينتفض, ليس في الأمر احباطاً او بكائية, انه الواقع العراقي, موجوعاً بنا ويوجعنا.
mathcor_h1@yahoo.com
21 / 01 / 2019