الرئيسية / مقالات / تحالف النجف أولا.. بردة العجوز؟!

تحالف النجف أولا.. بردة العجوز؟!

السيمر / الخميس 31 . 01 . 2019

سيف اكثم المظفر

عاشت النجف أياما عصيبة، على مدى تاريخها المتشعب، ومركزيتها في نفوس الشيعة، وقوة كلماتها وادبها وشعرها وعمق تراثها، تاريخ يفخر به من لمس جدمه ترابها. النجف بعد الانتفاضة الشعبانية عام 1991 جرف النظام القمعي مناطق واسعة من اطرافها الأربعة .. كان حصة الاسد لطرف العمارة الذي ازيل بالكامل .. وانشأ الطاغية مدينة صدام للزائرين، على ارض مغتصبة منذ تلك الأيام عاشت النجف مأساة حقيقية، من ظلم وإهمال وبنى تحتية مهدمة بعد أن قصفها النظام بصواريخ أرض أرض، سقطت إحداها قرب بيت جدتي، أصيب على اثرها خالي الصغير وكاد الموت أن يأخذنا أنا وأخي لولا العناية الالهية . لا شوارع ولا ماء ولا كهرباء.. كما هو حال معظم محافظات الجنوب التي عانت الاهمال المتعمد والممنهج لتجهيل الناس وإغراقهم في متاعب الحياة وزيادة الضغط على المعيشة، فالمدارس كانت نهاية التسعينات عبارة عن كومة ركام. لا مساطب ولا بناء ولا تدريس، إنتشر الفساد والرشوة على قدم وساق، وإلى الان أتذكر بحسرة إمتحان اللغة الانكليزية للسادس ابتدائي، حيث حلت الأسئلة على السبورة مقابل فطور كباب للمعلمين والمدير، وجمع مبالغ مادية من كل طالب لهذا الغرض! نمى الفساد وتم رعايته..حتى في ابسط سلم للحكومة، ومنذ ذاك الحين إستيقظت النجف على فئة من الفاسدين والإنتهازيين والمرتشين، يملئون دوائرها ومدارسها وكل مفصل يمس حاجة الناس. بعد ثلاث دورات إنتخابية لمجالس المحافظات، لم تستطع أن تغيير واقع دوائرها ومديرياتها، بل ازدادت فسادا ورشوة وتطور الامر الى حلقات حزبية واقتصادية تدير هذه الدوائر .. من بلدية ومراكز شرطة وتربية الى المثال الاكثر بشاعة..مطار النجف. السهم القاتل الذي اصاب جسد كل نجفي، وهو يرى تهاوش معظم الأحزاب على تقاسمه وفرض الحصص والأتاوات على الزائرين والوافدين وحتى الفقراء مستهم نار المحاصصة. اليوم وقد اتفق مجلس المحافظة، على تحالف تحت مسمى النجف اولا.. الذي لا يبتعد عن كونه شعارا انتخابيا لا يرقى لحجم الفساد والإهمال الذي تعيشه النجف.. وقد تكون صحوة ضمير أو تصحيح مسار.. أو ربما انطلاقة جديدة لفساد اخر! من المستغرب ان بعض المشاركين بهذا التحالف هم أنفسهم المتهمون بالفساد والمحاصصة والرشوة كل ما تعانيه النجف هي نتاج أيديهم التي ترتفع وتصوت للمغانم! مع يأسنا من الإصلاح من الفاسد نفسه، فهذا شرط على حسن نيتكم ، وإثبات أنكم حقا مع النجف وكما هو شعاركم اولا.. إجعلوا من مطار النجف بيد شركة عالمية، وحسابات ختامية شفافة يطلع عليها المواطن، ويلمس مردوداتها على واقع محافظته ان كنتم صادقين .. والا كل ما تقولوه وتفعلوه فهو لا يتعدى صور شكلية ودعاية انتخابية مبكرة، واستعداد لفساد جديد مع قرب إطلاق التخصيصات. اطلقوا حسن نياتكم .. بترك جكساراتكم والنزول الميداني .. ومخالطة الناس وعيش معاناتهم واصلاح اوضاعهم الخدمية والمعيشية وفتح فرص العمل من خلال مشاريع استثمارية حقيقية .. بعيدا عن ناطحات السحاب التي انشات في بحر النجف ثم ابتلعتها الارض!

اترك تعليقاً