السيمر / الثلاثاء 05 . 02 . 2019
يقع أحد المساجد المهمة بطهران على مقربة من السفارة العثمانية والسفارة البريطانية. وكان هذا على عهد الحكومة العثمانية. وكان موظفو السفارة العثمانية يتجاوزون السبعين شخصأ فكانوا يرتادون
دائمأ هذا المسجد ويتناوبون مع الشيعة في الصلاة فيه.
فعند الظهر . يصلي موظفو السفارة العثلمانية صلاة الظهر ويذهبون ثم يقيم إمام المسجد الشيعي الصلاة ويصلي الشيعة ظهرأ وعصرأ أما عند المغرب. فيصلي العثمانيون صلاة المغرب ويتفرقون ثم يصلي الشيعة جماعة صلاة المغرب والعشاء. وبعد فترة يتجمع العثمانيون ليصلوا العشاء. فيمابعد ..
لكن في ليالي الجمعة يطول برنامج صلاة المغرب والعشاء عند الشيعة . ويتجمع العثمانيون في أطراف المسجد بانتظار أن يفرغ المسجد فيصلوا العشاء. هنا ينهض قارئ للتعزية اسمه ( كميلي ) وهو يحضر كل ليلة جمعة وبعد صلاتي المغرب والعشاء يخرج كيسأ فيه (بقصم) وهو
طعام من نوع خاص ويوزعه على الحضار ثم يقرأ التعزية ، وفقط يذكر مصيبة الزهراء (ع) وكسر ضلعها ويذكر اسم الخليفة فلان ويسب ويشتم وما أن يفرغ حتى يهب العثمانيون الذين تجمعوا للصلاة ويردون عليه
ويرفضون كلماته وتحدث مشاجرات وطالما تنتهي بعراك
والضرب والملاكمات إلى حد الإدماء وأشد من ذلك ، ويستمر الشيخ على هذا أسابيع وهو لا يقرأ إلا هذه التعزية ، وهي مصيبة الزهراء فاطمة (عليها السلام )
لكن أحد الكسبة من رواد المسجد انتبه لنكتة معينة وهي أنه لماذا يصر هذا الشيخ الكميلي على تكرار هذه التعزية كل أسبوع فهل أنه لا يحفظ إلا هذا علمأ أن هناك مناسبات حزينة طوال السنة.!! فقرر أن يتشبث في الأمر فتبع الشيخ وسأله شيخنا الله يحفظك لماذا تصر على تكرار هذه التعزية وتحدث مشاكل بين الشيعة والسنة وينتهي إلى تضارب وعراك ويهاجم بعضهم بعضأ فهل إنك لا تحفظ إلا هذه التعزية .؟؟ فقال الشيخ : لا ولكن المتبرع لهذا المجلس يشترط ذلك فقال له: مَن المتبرع؟؟؟ فأشار الشيخ إلى بقال وقال إن هذا البقال يعطيني عشر تومانات وكيسأ من (البقصم) أوزعه ويشترط علي أن أقرأ هذه التعزية . فجاء هذا الرجل إلى البقال وسأله هل أنت المتبرع بالقراءة في هذا المسجد .؟؟ قال لا ولكن كل يوم خميس صباحأ يأتيني رجل ويعطيني عشرين تومان فأعطي للشيخ عشرة
تومانات وخمسة تومانات قيمة (البقصم) وخمسة تومانات هدية لي ولكنه يشترط أن تكون القراءة على مصيبة الزهراء فاطمة (عليها السلام).. يقول هذا الكاسب فترصّدت هذا الرجل يوم الخميس وجاء كعادته ودفع العشرين تومان للبقال وذهب فلحقته وإذا به من موظفي السفارة البريطانية بطهران…!!!!
فتأملوا أيها الأحبة .
…………….
*المصدر: كتاب جولة في دهاليز مظلمة، حسن الكشميري، ص ٩٨*