السيمر / الأربعاء 20 . 02 . 2019
هادي جلو مرعي
تنتعش جماعات العنف المنظم ثانية بعد تراجعها الكبير وهزيمتها المنكرة في الموصل، ولكنها تتحرك وفقا لمعادلة الصراع الإقليمي والدولي، ولم يعد الحديث عن آيدولوجية دينية، وعن تطرف عقائدي مقنعا.. وواضح تماما إن المخابرات الدولية تمكنت من السيطرة على تلك الجماعات التي تتحرك وفقا لرؤية الموجه، وليس العقيدة، فالباحث عن الكمأ ليس خطرا على الإسلام، ولايمكن أن يهدد شرطي مستقبل العلاقة بين الله وعباده، ومن غير الوارد أن يكون موظف حكومي، أو بائع سجائر خطرا على الوجود الإسلامي في العالم، ولابد من قتلهم وقطع رؤوسهم والتمثيل بجثثهم، فلايقبل الإسلام بتفجير السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة لأنه دين محبة وسلام وتسامح، ولكن قدر البشرية أن تتحمل وجود المتطرفين والمجانين، وهم متوفرون في كل دين ومذهب، ولكن مايميز الحالة الإسلامية إن هولاء المتشددين يمارسون طقوسا عجيبة وغريبة وصادمة تدمر الحياة، ولابد من مواجهتهم، وعدم التهاون معهم، وقد شهدنا كيف حارب علي بن أبي طالب، وخلفاء بني أمية والعباسيين الجماعات الخارجة عن الدين وأبادوهم في معارك تاريخية معروفة، وهم يتناسلون ويتكاثرون ويتسمون بمسميات عديدة لاتنتهي ولاتزول. بعد إعلان الرئيس ترامب سحب قواته من سوريا، وإعادة التموضع في قواعد عسكرية غرب العراق وشماله فإن تنظيم داعش وجماعات العنف المنظم إنسحب ونتيجة لإتفاقيات مع قوات سوريا الديمقراطية والأمريكيين الى العمق العراق، وهناك معلومات عن نقلهم مئات الملايين من الدولارات لإستخدامها في نشاطات إرهابية داخل العراق، الأمر الذي يستدعي تحركا من القوى الأمنية وجهاز مكافحة الإرهاب تحديدا الذي نجح خلال الفترة الماضية في تأكيد قدراته الفاعلة، وهو بحاجة الى المزيد من الدعم في هذه المرحلة بالذات لتجنب تغلغل المجموعات المسلحة الى المدن، وترويع ساكنيها خاصة وإن الخشية ماتزال حاضرة من نوايا لدى واشنطن وعواصم مؤثرة لإستخدام المتطرفين وتحريكهم لتحقيق مكاسب على الأرض، وخلط الأوراق بهم وبسلوكهم العنيف والمؤذي. يعول الشعب على الأجهزة الأمنية في وزارتي الداخلية والدفاع والأمن الوطني وجهاز مكافحة الإرهاب لتأكيد ماتحقق من إنتصارات، ومنع الجماعات العنيفة من ترويع السكان في الأنبار وصلاح الدين والموصل المدن التي تعرضت الى التدمير والتهجير، وواجه أهلها النزوح، وهي بحاجة الى الإعمار فقد ملت الدمار.