السيمر / الخميس 21 . 02 . 2019
هشام الهبيشان/ الأردن
تزامناً مع تأكيد اتخاذ قرار تحرير إدلب ومحيطها من قبل الدولة السورية وحلفائها ،وتتويج ذلك بخطاب الرئيس الاسد الاخير وببيان الكرملين والذي نص على أن “العملية العسكرية في إدلب ضرورية وحتمية ولا يمكن المساومة مع الإرهابيين” ..وبانتظار ساعة الصفر ” 45 الف عسكري سوري ، مازالوا على اهبة الاستعداد وبعتادهم العسكري .. لخوض معركة تحرير ادلب ومحيطها” ،هذا الاستعداد بدوره يتزامن مع الوقت الذي تستمرّ به خروقات المجاميع الإرهابية لتفاهمات سوتشي الاخيرة بين الروسي والإيراني من جهة والتركي من جهة اخرى بخصوص ادلب ،هذه التطورات بمجموعها تتزامن مع وجود مؤشرات ومعطيات ميدانية تؤكد قرب بدء معركة حسم الجيش العربي السوري لمعركة محيط ادلب “عسكرياً”، خلال الأيام القليلة المقبلة، وهنا يتوقع أن ً تبدأ معركة تحرير ادلب ومحيطها من ريف حماة الشمالي الغربي «سهل الغاب»، لإيقاف العمليات الانغماسية التي تقوم بها المجاميع الإرهابية “جيش العزة والنصرة ” والتي تستهدف المناطق الآمنة ونقاط تمركز الجيش العربي السوري بعموم هذه المناطق ، هذه العملية المتوقعة بقوة للجيش العربي السوري شمال غرب حماه وغرب ادلب، يتوقع أن ترافقها عمليات نوعية وكبرى بمناطق ريف حلب الجنوبي الغربي ، فالقيادة العسكرية السورية تضع عموم هذه المناطق الاستراتيجبة على رأس أولويات عملها في المرحلة المقبلة ،بعد تأكد مماطلة ومناورة أو عدم رغبة التركي بتطبيق بنود تفاهمات سوتشي بخصوص ادلب . هذه العمليات العسكرية المنتظرة للجيش العربي السوري في شمال غرب حماه وغرب ادلب وجنوب غرب حلب ، والمتوقعة بزخم أكبر مستقبلاً ستشكل حالة واسعة من الإحباط والتذمر عند الأتراك، ما سيخلط أوراقهم وحساباتهم لحجم ونتائج معركة ادلب من جديد، بعد محاولة الأتراك تحويل جبهة ادلب لجبهة «حرب استنزاف صامتة » لسورية الدولة وجيشها العربي، وهنا وليس بعيداً عن معركة تحرير محيط ادلب ،وعن مجمل معركة تحرير ادلب المحافظة “، فـ تأجيل معركة ادلب بالعموم ،أثبت بمنطق الواقع وحقائق الميدان أن الأتراك كما الأمريكان ،كانوا يريدوا من وراء هذا التأجيل ،عدم تلقي هزيمة عسكرية جديدة بسورية ،بعد أن تلقوا مجموعة هزائم في سورية مؤخراً، ولهذا نرى الأتراك كما الأمريكان يتخبطون اليوم وسط عجزهم أو عدم رغبتهم بتنفيذ اتفاق سوتشي ، وحديث السوريين وحلفائهم عن قرب بداية معارك تحرير محيط ادلب ، بدأ يقض مضاجع الأتراك و الأمريكان وهذا الامر ينسحب كذلك على ” الصهاينة – المتأثر الاكبر ” وحلفائهم ،وهو بالتالي خسارة جديدة وكبيرة للأتراك وللصهاينة وللأمريكان ومن معهم ، فاليوم عمليات الجيش العربي السوري وحلفائه تتجه إلى تصعيد وتيرة المعركة بمجموع مناطق محيط ادلب ،والعين على عملية تحرير خاطفة وسريعة لمناطق “ريف حماه الشمالي الغربي وحلب الجنوبي الغربي” ، ولذلك اليوم نرى أن هناك حالة من الترقب من التركي – الأمريكي – الكيان الصهيوني لتطورات عسكرية مفاجئة بمعركة تحرير محيط ادلب . وهنا وبالنسبة للحديث عن تفاهمات سوتشي بوتين- روحاني – اردوغان ،والتي توقع البعض أن تخرج بتفاهمات ما تضبط حركة وايقاع معارك تحرير ادلب ومحيطها ، فهنا ادرك كل المتابعين لتعقيدات ملف ادلب وارتباط هذا الملف بمعادلات اقليمية – دولية ،ان الوصول لتسوية دولية – اقليمية ما بخصوص هذا الملف ،هو امر صعب جداً بهذه المرحلة ،والدولة السورية تدرك ذلك جيداً ،وتدرك ايضاً أن طول الوقت بين الاخذ والرد والحديث عن تسويات “صعبة التطبيق ” يصب بغير صالح وحدة سورية الجغرافية والديمغرافية ،ولهذا تترك الكلمة للميدان العسكري ،مع التأكيد أن هذا الميدان المفتوح على عدة سيناريوهات ،سيكون حسمه بالنهاية لصالح سورية ووحدتها الجغرافية والديمغرافية . وهنا وعند الحديث عن الحسم العسكري السوري لملف ادلب ، فنحن هنا نتحدث عن مؤشرات قادمة من ميدان الاستعداد للعمليات العسكرية الكبرى المنتظرة في عموم مناطق محيط ادلب ،والتي تؤكد أن قوات الاقتحام الخاصة في الجيش العربي السوري و بدعم جوي سوري – روسي ،تستعد لعملية عسكرية كبرى ” خاطفة وسريعة ” لتحرير محيط ادلب ، بعد رفض المجاميع الإرهابية التابعة لجبهة النصرة الخروج من مناطق محيط ادلب تنفيذاً لبنود اتفاق سوتشي ،ووصول المفاوضات على مايبدو بين الأتراك والروس بخصوص ادلب إلى طريق مسدود. وهنا ،ومع ادراكنا الكامل لصعوبة وتعقيدات معركة تحرير كامل محافظة ادلب ومحيطها ، والتي تتزامن مع تكالب والتقاء أهداف ورهانات وأجندة قوى إقليمية ودولية بحربها على سورية، ومع كل هذا وذاك فما زالت الدولة السورية بكل أركانها وعلى رغم حرب الاستنزاف التي تستهدفها، قادرة على أن تبرهن للجميع أنها إلى الآن ما زالت قادرة على تحقيق انتصارات نوعية ، والدليل على ذلك قوة وحجم التضحيات والانتصارات التي يقدمها الجيش العربي السوري بعقيدته الوطنية والقومية الجامعة، والتي انعكست أخيراً بتحرير مايزيد على 80% من مجموع الأراضي السورية . ختاماً، إن التطورات الأخيرة والمنتظرة ، التي شهدتها مناطق محيط ادلب عسكرياً، تؤكد بما لا يقبل الشك أن الدولة العربية السورية تدير حربها باحترافية ومنهجية عمل متكاملة لهزيمة وصد أجندة وخطط قوى العدوان الغازية للأراضي السورية عبر وكلائها وأدواتها على الأرض السورية ،ومن هنا، فالمؤكد أن المرحلة المقبلة ستشهد تطوراً ملموساً ستثبت من خلاله الدولة السورية وبدعم من حلفائها قدرتها على الأنتصار وهزيمة كل مشاريع المتأمرين وخططهم الطارئة على سورية الوطن والتاريخ والإنسان.