الرئيسية / مقالات / من مواقف العرب الشرفاء

من مواقف العرب الشرفاء

السيمر / الخميس 28 . 02 . 2019

صالح الطائي

أهدي هذا الموضوع إلى صديقيَّ التونسيين الكبيرين الشاعر محمد صالح الغريسي والدكتور محسن العوني، مع الود. قلة من العرب من شغلهم وضع العراق وتداعيات الصراع الطائفي بعد 2006 في العراق ومن بين هذه القلة مثقفان تونسيان هما الشاعر الكبير الغريسي والأكاديمي الباحث الدكتور محسن العوني. وفي العدد: 1440 الصادر يوم الاحد 27/06/2010، نشرت صحيفة المثقف الغراء التي كنا نجتمع عادة في أفياء صفحاتها للأخ الغريسي قصيدة بعنوان “رسالة” قدم لها بالقول: ” الإهداء: إلى الأخ الأديب الباحث صالح الطّائي…إلى أهل العراق بكل أعراقه وأديانه ومذاهبه وطوائفه وألوانه السّياسيّة … دعوة إلى التّآخي والتّسامح، تأسيسا لعراق يحلو فيه العيش للجميع”. ووفاء لهذين الكبيرين ولأهلنا الشرفاء في تونس والعرب الشرفاء في وطننا الكبير، ولكل من سعى ولا زال يسعى لإخماد نار الطائفية في العراق وتوحيد أهله، أعيد اليوم نشر هذه القصيدة، مع ذكر تعليق الدكتور محسن العوني عليها، تحية مني لهاتين القامتين العاليتين، ولأذكر بأن المواقف لا تنسى، ويبقى الموقف الشريف علامة مضيئة في تاريخ الإنسانية، وأن شعوبنا لن تنتصر إلا إذا ما تخلت عن كل قول أو فعل أو إيحاء طائفي: يا طائـــر الشّــرق الجريح كفى ملامـا فاللــــّوم لا يشفي و لا يبـــري السّقاما إن كان جرحك في الجنـــاح له التــئام فالجـــرح آلمنا و قـــد بلــــغ العظامـــا إن زرت أرض الرّافدين فدتك روحـي عــرّج على الطّائيّ أقرئه السّــــــلامـا من إخـــوة صدقوا المحبّـة إن أحبّـــوا ما أخلفوا في الوعـد، يرعــون الذماما أوص الأحبّة في العـراق بلا تــــــوان بالحقّ و الصّبر الجميــــل لهم وســاما ما فاز قـــوم في الحيـــاة لهم خصـــام فدعوا التّبـاغض و التّقاتل و الخصاما الشـــــــرّ إن أكل القلـــوب له ضــرام فتجنّبـــــوا بالرّشــد هــذاك الضّـــراما و ابنوا جسور الــــودّ بينكم ائتــــــلافا و صلوا القريب و كفكفـوا دمع اليتامى وا سوا الجراح و خفّفــــوا ألم الحزانى و ضـعوا لخيـل الحقـــد عندكمو لجاما إذ ذاك يزهو في العـراق ربيـع شــــرق و يفوح من بين النّخيل شذى الخزامى و يعــــود أهل الرّافــدين إلى التّصافي متضامنين على الصّفا قوما كــــــراما يا طائــــر الشّرق الجميل لكم سـلامي زوروا إذا عنّ المـزار و لو لمــــــاما فأنا الغـريسي للعـــراق أبثّ شـــــوقي من تونس الخضراء أقرئــــه السّــلاما هذا وكان الأخ الدكتور محسن العوني قد تداخل على الموضوع، وعلق قائلا: “الشاعر المحلّق بجناح الشعر وجناح الحبّ الأستاذ محمد الصالح الغريسي أيها العزيز .. كأنّك كنت تراني وأنا أرسل نحوك رسالة.. فأجد .. وما أجمل ما وجدت .. رسالة حبّ أخويّ رائع إلى الرائع الأستاذ صالح الطائي ومن خلاله إلى أحبابنا وأهلنا في العراق الشقيق .. أشكرك أيها العزيز محمد الصالح على هذه التحيّة الصادقة المخلصة العابقة بطيب المحبّة الصافية .. وأسجّل أنّ هذه الرسالة تنطق عنّي وإن حملت اسم العزيز محمّد الصالح الغريسي ..لأنّه أرسلها باسم تونس وأنا من أهلها ..وبين العراق وتونس قصّة حبّ خالدة.

اترك تعليقاً